"رب ضارة نافعة" ..تلك المقولة المأثورة تنطبق على وباء كورونا ، فعلى الرغم مما أحدثه الوباء من أزمات وتداعيات سلبية على العالم أجمع، إلا أن الحظر الذى فرضه أعطى الفرصة للهواة وذوى المواهب للبحث أكثر فى مواهبهم .
ومن بين هؤلاء المصورون، فتلك المهنة لا تأتى إلا بالتأمل والتركيز، وخلال فترات منع التجول في السعودية، بسبب إجراءات الحد من تفشي فيروس كورونا، ظل الكثيرون لفترات طويلة داخل المنزل، مما أعطى فرصة لعشاق جمع الصور القديمة لظهورها من جديد وتصفحها من ملفاتهم وحقائبهم العتيقة، مستذكرين حياة الطفولة عبر العديد من مشاهد المناسبات الاجتماعية.
الصور التى تم تجميعها
عشق التصوير
من بين هؤلاء ..القائد الكشفي "ربيع محمد الزهراني" ، الذى افترش أكثر من 3 آلاف صورة في منزله، تحكي قصة توثيق للمناسبات وحكايات قريته "بلدة الربيان شمال مدينة الباحة" التي عاش فيها، ووفق ما نقلت "العربية.نت" ، فقد عشق التصوير منذ طفولته، حتى استطاع جمع آلاف الصور الفوتوغرافية للكثير من المناسبات الخاصة والوطنية والعديد من الفعاليات المتنوعة، وأخرى صور شخصية لأهالي القرية التي يزيد عمرها عن 75 عاما.
حقائب حملت الذكريات
يقول الزهراني ذو العقد الخامس من العمر: "قمنا بحفظ أكثر من ألفي صورة باستخدام التقنية ونسخها في (هاردسك) وحين منع التجول والبقاء في المنزل، قمت بفرز الصور وعرضها في منزلي، ليتوافد أهل القرية عليها لمشاهدة الذكريات، وكيف كانت القرية قبل سنوات، في تجربة جميلة جعلتني أفكر جاداً بعمل معرض للصور فور انقشاع الوباء والعودة للحياة الطبيعية".
منطقة تاريخية
منطقة الباحة هي إحدى المناطق الإدارية الثلاث عشرة التي تتكون منها المملكة العربية السعودية. تقع في الجزء الجنوبى الغربي من الجزيرة العربية، على سلسلة جبال السراة، تأسست كمنطقة إدارية في شهر ذي الحجة عام 1383 هـ سماها الشريف حديقة الحجاز كما أنها كانت تسمى بضيعة مكة
تقع منطقة الباحة في الجنوب الغربي من المملكة العربية السعودية على جبال الحجاز، ويحدها من الشمال والغرب منطقة مكة المكرمة ومن الجنوب والشرق منطقة عسير.
الربيان شمالى الباحة
وتأسست إمارة منطقة الباحة كمنطقة إدارية في عهد الملك فيصل بن عبد العزيز وكانت الأمارة قبل ذلك تابعة إلى الظفير وتسمى أمارة الظفير منذ وقت الملك عبد العزيز حتى طلب أهل الظفير نقل مقر الإمارة منها وتم نقلها إلى بلجرشي، ثم فوض الملك فيصل بن عبد العزيز -- الأمير سعود بن عبد الرحمن بن تركي السديري بعد تعينه أميراً لبلجرشي أختيار مقر مناسب لتأسيس إمارة منطقة جديدة وأختار الباحة التي تقع بالمنتصف بين قبيلتي غامد وزهران وأصبحت إمارة منطقة الباحة أسوة بأمارات المناظق الأخرى.
مرتفعات الباحة
أهميتها التاريخية
كانت هذه المنطقة مسرحاً للأيام الأخيرة في حياة الصعلوك الشهير الشنفرى الأزدي كما أن المنطقة خرج منها من حكم عمان والعراق كما يوجد بالمنطقه عدداً من النقوش العبرية وأخرى بـخط المسند، وكان بها صنم دوس ذي الخلصة، وخلافها من رسوم ونقوش و كتابات عربية قديمة، على صخور متناثرة في الجبال وأودية المنطقة.
امضى سنوات ليجمعع آلاف الصور
تفتخر المنطقة بإنها أخرجت من الصحابة الكثيرين ومنهم أبو ظبيان الاعرج ومالك ابن عوف وعبدالرحمن بن صخر الدوسي الذي ربما يعد أشهر رواه الحديث في المذهب السني على الأطلاق، والملقب بأبو هريرة، و الطفيل بن عمرو الدوسي وغيرهم.
وكان النظام القبلي هو السائد في المنطقة وهو المرجع الرئيسي، وكان لزهران شيخ شمل لكل قبائلهم؛ كما كان لغامد أيضاً شيخ شمل لكل قبائلهم، وتجدر الأشارة أن قبيلتي غامد وزهران كانت لها معارك مع الأتراك أشارت إليها كثير من المراجع التاريخية والمخطوطات العثمانية ذاتها، كما أن المنطقة كان فيها كثير من المؤيدين لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأنصار للدولة السعودية منذ عهد الدولة السعودية الأولى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة