"بوابة تعقيم" متطورة تضاهى أفخم إنتاج الشركات العالمية فى تصنيعها، من صناعة الأطفال نزلاء مؤسسة دار التربية للبنين " الأحداث" بمدينة الزقازيق ، ثمار البرنامج الرئاسى "أطفال بلا مأوى" لإعادة تأهيل وتدريب الأطفال من نزلاء الرعاية والذى طبقته مدينة الزقازيق منذ سنوات، لتخرج دفعات من أطفال يقضون عقوبات جنائية إلى أطفال مبتكرون بعد خضوعهم لبرامج تأهيل وتدريب مكثفة، وتنجح فى القضاء على الصورة السلبية الراسخة بالمجتمع عن الطفل خريج المؤسسة العقابية.
.jpg "1-(13)")
انتقل اليوم السابع إلى دار رعاية البنين بمدينة الزقازيق، لمشاهدة بوابات التعقيم وابتكارات الأطفال من نزلاء على أرض الواقع ، فى البداية التقينا بالأطفال وهم يؤدون عملهم داخل ورش التركيبات الكهربائية .
فهولاء مع اختلاف العقوبات والتى بعضها وصلت لحد الجنائية بسبب القتل، أكدوا أنهم وقعوا فى الخطأ لصغر سنهم ، ولكن الفترة التى يقضونها وخضوعهم لتدريبات تأهيلية تمثلت لثلاث مستويات، والتى ستكون بمثابة بداية جديدة لصعودهم على السلم الصحيح ، من العمل والإنتاج وعدم التسرع كى لا يتكرر الخطأ ، فاحدهم وهو طالب بالصف الثالث الإعدادى ، يقول إن حلمة الالتحاق بمدرسة السويدى نظام التعليم المزدوج بمدينة العاشر من رمضان ، ليلتحق بكليات الهندسة أو معهد متخصص ، وأخر حلمة أن يصبح مهندس، لافتين إنهم الآن " صناعية " بمعنى الكلمة فى فنون التركيبات الكهربائية والإنتاج.
ويوضح الأطفال أن بوابات التعقيم جاءت من أزمة الكورونا ، وقام المدرب المشرف عليهم بتدريبهم على كيفية التصنيع ، فنحن نقوم تصنيعها من بداية أول مسمار حتى نهايتها ، كما أن تطورنا إنتاج بداية من C101 وحاليا نصنع C102 ونعد لإنتاج C103 و التى ستجمع بين بواباتى التعقيم والكاشف عن المعادن و الأجسام الغربية لاستخدامها فى الأماكن الحيوية.
ويكمل هشام العزازى أحد الأطفال بالمرسسة أنهم حاليا يصنعون البوابة طراز C102 ، والتى تتميز بأنها بدائرة الكترونية لتعقيم أى شخص يمر عبرها أتوماتيك ، كما أنها يوجد نظام " اليدوى " فى حالة انقطاع الكهرباء أو حدوث عطل ، يضغط على الزر " مانول " و تؤدى عملها بشكل طبيعى ، كما بها زر للإنذار فى حالة قرب انتهاء مخزون مادة التعقيم ، لافتا إلى أن مادة المستخدمة هى CTC وهى المصرح بها من وزارة الصحة و لا تضر الجلد أو الملابس و تقضى على كافة أنواع الفيروسات ، كما يوجد فى البوابة معقم لليدين "جيل " .
و يكمل محمد السيد مدير دار التربية بالزقازيق " الأحداث "، أنه فور اقترح المدربين بالمشروع ، عرضته على مجلس إدارة جمعية دار الدفاع الاجتماعى المشرفة علينا بالإدارة ، ووافقت على الفور ، فقام المستشار إيهاب جودة بتوفير الخامات و استغلال الإمكانيات بالورش و العمل.
والمشروع هدفه إعادة دمج الأطفال بالمجتمع و تشجيعهم على الابتكار و ليس الربحية ، فنحن نوفر البوابة بسعر التكلفة 9 آلاف جنيه فقط بمواصفات عالية وتنافس مثيلتها التى سعرها من 15 إلى 20 الف جنيه المصنعة ببعض الشركات .
و تابع أن باكورة إنتاجه C101 وضع فى ديوان عام وزارة التضامن ، ثم بدأنا فى عمل بروتوكولات تعاون مع أحدى جمعيات بالإسكندرية و التى حضرت إلينا لاستفادة من تجربه الأطفال ، كما قامت جمعية الهلال الأحمر بالشرقية و بتسويق البوابات لوضعهم فى خمس مناطق حيوية و أمنية بالمحافظة ، أننا حاليا مستعدون لتقديم بوابات تحتوى مميزات إضافية بجانب التعقيم مثل الكشف عن المعادن أو كاشف حرارى بحسب طلب العميل و بضمان سنه للبوابة .
ويشار إلى أن الأطفال النزلاء يخضعون لتربيات مكثفة لتنمية مهارات و أعادة تعديل السلوك لبعضهم ، لدمجهم بالمجتمع حيث أن المؤسسة مجهزة بأحدث الورش بالشركة مع الشركة المصرية للاتصالات ، لإكساب الأطفال مهارات مختلفة ، كما انها تساندهم فى تصميم بعض الابتكارات المفيدة للمجتمع مثل مشروع تركيب أنظمة كاميرات مراقبة و تحكم عن بعد ، جهاز حساس لرصد اى عيوب فى منتج " مياه " على خط الانتاج اتوماتيك ، و جهاز استشعار يضىء الكهرباء فى الغرفة فور دخول الشخص أو طلبة للإضاءة بالصوت دون الضغط على أزرار كما هو معتاد، كما تم ترقيته بحيث يعمل المبانى ذات الطوابق متعددة او على خطوط الإنتاج فى المصانع الكبيرة ويفصل الكهرباء فور التعرض لأى عطل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة