هى نفسها المصطلحات المكررة والمتشابهة والتى وصلت لحد الملل فى كل سنة مع بدء امتحانات الثانوية العامة، وهى نفس الصور والأشكال من ازدحام للأسر أمام اللجان، وقلق من الطلاب، وهى نفسها الأخبار التى تتحدث عن الامتحانات وصعوبتها، وكذلك الجرى وراء ما يخص تسريب الامتحانات وغيرها، لكن سنة 2020 غير كل سنة، وما فعلته الدولة المصرية، ليس مثل كل عام سابق، فالأزمات سابقا ربما كانت تتمثل فى تأمين انتقالات ورق الامتحانات وتأمين اللجان حتى لاتتسرب الامتحانات، لكن هذه السنة جائت كورونا ففرضت سطوتها وسيطرتها على العالم قبل مصر.
ما فعلته وزارة التربية والتعليم، ووزيرها المختلف والنادر طارق شوقى، يجعل ما يتم سجل تاريخى بمفرده، فكل مرحلة طارق شوقى بالتعليم يمكن تأريخها فى كتاب منفصل، وتعاملات وزارة التربية والتعليم فى أزمة كورونا والثانوية العامة كتاب آخر، ينضم لكتاب تاريخ الدولة المصرية التى أعيد بنائها منذ 2014، فالأرقام الواردة فى تصريحات الوزير مذهلة، وأرقام تجعل الجميع يقف عندها، ولنذكر بعضا منها على سبيل المثال شملت 17 ألف جهاز قياس الحرارة، و 7 مليون جوانتى، و6 آلاف مجموعة تشمل كحول وكمامات ومطهرات.
ويبقى الرقم الخاص بالكمامات والذى تم توفيره هو الرقم الأهم، حيث تم توفير 33 مليون كمامة طبية، تخيل ذلك العدد كيف تم توفيره، ومن أين تم توفيره، ومتى تم توفيره، كل تلك الاسئلة اجاباتها تؤكد أن مصر الآن، ليست مصر قبل 6 سنوات، ولولا ظروف التحول الرقمى والالكترونى، لكنا اليوم نبحث عن آلاف الوسائل غير المجدية، والتى كانت ستنتهى حتما إلى الغاء الامتحانات بأكملها.
نضع أرقام البنود التى تم توفيرها جانبا، لننظر لأرقام أخرى، وأهمها تأمين تواجد 667 ألف و315 طالب وطالبة، فى عدد لجان 2216 لجنة ، كما وصل عدد اللجان الفرعية: 56 ألف و591 لجنة فرعية على مستوى الجمهورية، وأعداد المشاركين في لجان سير الامتحان على مستوى الجمهورية: 152 ألف و167، وأعداد الكنترولات: 49 كنترول، أفلا تكفى تلك الأرقام لنقف لحظة مع الدولة لنمر بها إلى مرحلة أخرى، يكون فيها العمل عنوانا بدلا من الشد والجذب الممل والمكرر فى أمور عفى عليها الزمن، ونحن نتحدث عن عالم متغير فى مستقبله تغير بناء على فيروس لم يكن فى خطط أكبر الدول وأكثرها علما وتقدما.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة