نقرأ معا كتاب "سياسات الحرية الدينية" لمجموعة من المؤلفين وترجمة صلاح الجلاصى، وصدر عن مؤسسة مؤمنون بلا حدود، ويناقش عددا من القضايا المهمة فى كل العالم وخاصة منطقة الشرق الأوسط.
ويتألف كتاب "سياسات الحرية الدينية" من أربعة أقسام هى: الدين، والتاريخ، والقانون والسياسة، والحرية، وقد احتوى كل قسم منها على فصول تطرّق فيها أصحابها إلى موضوع مخصوص يتّصل بواقع الحرية الدينية فى بلد من البلدان أو منطقة جغرافية من مناطق العالم.
وقد اعتمد الباحثون المشاركون فى تأليف الكتاب مقاربات متنوّعة فى معالجة قضايا سياسة الحرية الدينية، وقد ركّزت أغلب البحوث على قضايا حرية المعتقد والعلاقات القائمة بينها وبين القانون والسياسة.
يحظى الحديث عن الحرية الدينية بمنزلة مهمة فى المشهد العالمى اليوم، وذلك بالنظر إلى ارتباط قضايا الحرية الدينية بالسلام العالمى، فأغلب الصراعات التى تنشب هنا وهناك فى هذه القارة أو تلك تحرّكها نزعات دينية على النحو الذى توثّقه تقارير المنظّمات الدولية التى ما انفكّت تحذّر من مخاطر تنامى القمع والاضطهاد الدينى عالمياً.
ويتنزّل، فى هذا السياق، اهتمام أوساط عديدة بمسألة الاضطهاد الديني، وذلك إيماناً منها بأنّ تعاظم هذه الظاهرة من شأنه أن يقوّض أسس العيش المشترك، وهو ما تجلى فى سنّ قوانين وبرامج ومشاريع وسياسات من شأنها أن تنهض بالحرية الدينية. وذلك بالحرص على تفعيل الاتفاقات القديمة الضامنة للحرية الدينية وإحداث آليات قانونية جديدة.
ومن بين الأسئلة التى دارت عليها البحوث: كيف نوازن بين عقائد الأغلبيات وعقائد الأقليات فى ظل غياب الحياد الكافى فى معظم الديمقراطيات بما فى ذلك الديمقراطيات الغربية الحديثة التى تتغنّى باحترامها للحريات الدينية؟
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة