صدر فى عام 2018 كتاب مهم للكاتب أحمد محمد عبده، عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، يتناول تراكمات الثقافة الشعبية فى المجتمع المصرى، المبنية على جمود الفكر والخطاب الدينى، وانتشار التدين بالقشور والمظاهر، والدجل الاجتماعى والسياسى باسم الدين، وتغليف كل قضايانا بغلاف الدين كما قال ابن خلدون، وخلق ما يمكن تسميته الدين الموازى، أطلق البعض عليه الدين الشعبى.
ويتعرض الكتاب لمجموعة من الاعتقادات والممارسات منها الموروث، ومنها المُختلق لكل عصر، التى يرتاحون إليها ويُرضون أنفسهم وغرائزهم بها فقط!، والإشكالية بين سطح وجوهر النص الدينى، وأمراض البنية الاجتماعية، وقتل المواطن سياسياً وتعليمياً وصحياً، عوامل فرشت أرض الوطن بالجهل والتعصب والتشدد، اشتبكت تلك الأمور بالسياسة، فشلت ثورة 25 يناير فغطت مصر سحابة قاتمة، شعارها الدين، سيطرت على عقول ومشاعر الناس، هدفها "لو وُلينا الحكم فلن نتخلى عنه" كما قال المرشد الثانى للإخوان، فكانت الثورة على حكم التيار الدينى، هى ثورة على التركيبة الثقافية والنفسية للشعب، قبل أن تكون ثورة على حاكم يلبس عباءة الدين، لقد أنتج المسلمون من الفتاوى أكثر مما أنتجوا من الفكر، عوامل عرَّضت البلاد لأخطار لاتزال تعصف بها، وهدمت بالفعل الحزام العربى حولنا.
والكتاب يستهدف الفترة من ستينيات القرن الماضي حتى ثورة 30 يونيو وانتخاب الرئيس عبد الفتاح السيسي، وما شهدته مصر خلال هذه الفترة من أحداث.
وفيه عرض للمراحل الحرجة التى مرت بها مصر، من ثورة 23 يوليو 1952 حتى قيام ثورة 25 يناير، أهم المواقف والأحداث وأهم الشخصيات التى صنعت كل مرحلة.
كما يقدم الكتاب مبحثاً عن أبعاد المؤامرة التى أفشلتها ثورة 30 يونيو من استخدام التيار الدينى لتمزيق البلاد، وتحقيق المخطط الصهيو أمريكى فى الوطن البديل وصنع الطوق النظيف، يقدم الكتاب فكرة ديمقراطية السلم والقبقاب، كما يقدم عرضاً لأحداث فترة حكم الإخوان، ورؤية عن مستقبل الإخوان فى مصر، وأيضاً رؤيته عن مستقبل الحكم فى مصر.. وغير ذلك من الأبحاث المتعلقة.
ويرى الكاتب أن ثورة 25 يناير كانت ثورة أُحادية الاتجاه، فكان الهدف الرئيس لها هو إزاحة الاستبداد ، دون وجود أطراف مقاومة تُذكر، محلية أو إقليمية أو عالمية، أما ثورة 30 يونيو فهي "ثورة معقدة" أفرد الكتاب فصلا كاملا لهذا العنوان، فأطراف المقاومة فيها متعددة وعنيدة ومقاتلة ودموية، ففي الداخل: جماعة الإخوان مسلحة بالحقد والنار، والمتعاطفين معها وباقي التيارات الدينية ظهير لها، وفي الخارج: التنظيم الدولي العتيد والمسلح بالمال والميديا، وأطراف "سايكس بيكو" الجديدة، أميركا وبريطانيا والصهيونية العالمية، وذيولهما قطر وتركيا، لتنفيذ الأجندة بيد التيار الديني.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة