مصر لا تنسى أبدا أبناءها هذه هى الرسالة التى يخرج بها كل من تابع مشهد عودة 23 مصريا بعد احتجازهم على أيدى المليشيات المسلحة فى ليبيا وإعلان داخلية حكومة الوفاق الليبية القبض على المتورطين فى الفيديو المهين الذى تم تصويره لهؤلاء الشرفاء تحت تهديد السلاح .
رسائل قوية خرجت من القاهرة وتحركات متسارعة جرت فى كل جانب عقب الفيديو المسىئ للعمالة المصرية والذى قامت بتصويره عدد من مليشيات الوفاق كان ختامها بالجهود الكبيرة التى بذلتها أجهزة الدولة من أجل إعادة عددا من أبنائنا فى ليبيا إلى أرض الوطن وذلك بعد تكليف مباشر وحاسم من الرئيس السيسى بحل الأزمة بشكل كامل وبصورة عاجلة.
يبدو أن البعض من ذوى النفوس المريضة يحمل حقدا غير مبرر على المصريين هذا هو التفسير الوحيد لمشاهد التعذيب غير الأخلاقية لمجموعة من العمال العزل تحت تهديد السلاح وهو ما يتنافى مع كل القيم والأعراف الإنسانية كما يعد انتهاكا واضح لتعاليم جميع الأديان السماوية .
نعلم أن المتورطين فى الجريمة ليسوا سوى مجموعة من تجار الحرب الذين تقودهم أطراف دولية وإقليمية تسعى لتأجيج الأوضاع فى ليبيا وتحويلها إلى ساحة للتوتر فى الاقليم بأكمله وأن أمثال هؤلاء المقاتلين بأجر لايمثلون الشعب الليبى الشقيق الذى تربطه بالمصريين صلات وثيقة للغاية لايمكن لعابث أو مأجور أن ينجح فى المساس بها مهما كان جحم تأمره أو كيده.
يدرك المصريون أن القدر أختار أن يكونوا أبناء أكبر دولة عربية وأن هذا يفرض عليهم الكثير من التبعات والمهام التى يقومون بها على المستوى الرسمى والشعبى بكل حب ورضا ، ولعل التاريخ يذكر جيدا الدور الذى لعبوه بالنهوض فى الكثير من الدول الشقيقة والصديقة.
هل يمكن لأحد أن ينسى الدور الذى لعبه أستاذ الجامعة والطبيب والمعلم المصرى بل والعامل أيضا على أكتافهم وصلت الكثير من الدول الشقيقة والصديقة اليوم إلى مراتب متقدمة فى سجل التنمية والتطوير.
نعم تدفع لقمة العيش المصرى فى بعض الأحيان إلى السعى خارج حدود وطنه لكنه دائما وأبدأ يظل متعلقا ببلده لايفارقه طيف الأرض والأهل والأحباب دوما وهو يعلم جيدا أنه مهما طال به المقام بعيدا فإنه سيعود إلى جذروه التى لاتفارقه ابدا يوما .
الفرحة اليوم بالوطن الذى لا يتأخر عن نجدة أبنائه فى الخارج عندما يحتاجون إليه تعكس بوضوح صورة مصر الذى تنهض بقوة فى وقت تتعاظم فيه تحديات داخلية وخارجية متسارعة.
بعد ما جرى مع تعامل مع أزمة المصريين فى ليبيا والجهود الكبيرة التى بذلت خلال الأشهر الماضية من أجل إعادة العالقين بالخارج فإن من كل حق مصر فى الخارج أن يطمئن لانه يحمل جنسية عزيزة لبلد لن ينساه أبدا اذا تعرض يوما ما لمحنة حتى وان كان فى يقيم يبعد عشرات الكيلومترات عن وطنه.
حفظ الله مصر وأبنائها فى الداخل والخارج من كل سوء
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة