عقب الاحتجاجات التى تعيشها الولايات المتحدة الأمريكية، بعد مقتل جورج فلويد الأمريكى من أصول أفريقية، على يد ضبابط شرطة، وقيام المتظاهرين بتشويه وإزالة تماثيل لشخصيات تاجرت فى الرقيق، إليك قصة عن الأفارقة الذين أجبروا على العبودية الأمريكية، وبطلة القصة تدعى "ريدوشى"، حيث كانت طفلة عندما قام تجار العبيد بتقييدها بالسلاسل وأخذها معهم فى إلى قاربهم، اختطفوها فى سن الثانية عشرة وأصبحت سجينة فى كلوتيلدا، وهى آخر سفينة رقيق معروفة لتهريب الأشخاص إلى الولايات المتحدة.
القصة اكتشفتها باحثة فى المملكة المتحدة، حيث صارت "ريدوشى" آخر شخص معروف جاء فى هذه السفينة، عاشت ريدوشى حتى عام 1937، بعد 72 عامًا كاملة من إلغاء العبودية.
وتقول الباحثة "هانا دوركين" من جامعة نيوكاسل، أن "ريدوشى" كانت آخر الناجيات المعروفات من كلوتيلدا، وكان مع ريدوشى رجل تم القبض عليه فى سن 19 عامًا فى غرب إفريقيا، وكان يعيش حتى عام 1935 باسم "كودجو لويس"، وكان هو وريدوشى من بين أكثر من 100 طفل ومراهق وشاب أفريقى وصلوا إلى ألاباما على متن سفينة الرقيق غير القانونية فى عام 1860، قبل عام واحد من الحرب الأهلية، جاء ذلك بحسب ما ذكر موقع "هيستورى".
وأجبر تجار الرقيق "ريدوشى" البالغة من العمر 12 عاما، أن تكون "زوجة" لرجل مستعبد بالغ يتكلم لغة مختلفة، ثم قام التجار ببيع ريدوشى والرجل كزوجين لواشنطن سميث، مؤسس بنك فى ألاباما، ووصفت "ريدوشى" زواج الأطفال القسرى، حيث قالت "كنت فى الثانية عشرة من عمرى وكان رجلاً من قبيلة أخرى لها عائلة فى إفريقيا، لم أستطع فهم حديثه ولم يستطع فهمى وضعونا فى كتلة معًا وباعونا لرجل وزوجته.
عملت ريدوشى لمدة خمس سنوات تقريبًا فى المنزل وفى حقول مزرعة فى مقاطعة دالاس، أجبرتها زوجة سميث أيضًا على أخذ اسم جديد ، "سالى" وحملت ريدوشى وأنجبت ابنتها فى المزرعة، عندما وصل التحرر إلى جميع الولايات فى 19 يونيو 1865 ، كان عمر ريدوشى حوالى 17 عامًا فقط.
مع القليل من الخيارات، لا توجد وسيلة للسفر إلى المنزل لعائلتها فى غرب أفريقيا، استمرت فى العيش فى المزرعة مع ابنتها، وبعد ذلك، امتلكت هى وغيرها من المستعبدين حوالى 6000 فدان من الأرض فى المزرعة، حيث قضت بقية حياتها.
وقالت دوركين فى بيان صحفى فى نيوكاسل: "إن الوثائق الأخرى الوحيدة التى لدينا عن تجارب النساء الأفريقيات حول العبودية عبر المحيط الأطلسى هى تلميحات عابرة تم تسجيلها عادةً من قبل مالكى العبيد، لذلك من المذهل أن نكون قادرين على سرد قصة حياة ريدوشى، ونادرًا ما نسمع قصة امرأة فردية، ناهيك عن رؤية كيف كانت تبدو؟، وكيف ترتدى ملابسها ومكان إقامتها؟.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة