أعلنت الحكومة، في مؤتمر أمس الخميس، عن بدء حركة السياحة الوافدة والطيران إلى المحافظات السياحية الأقل إصابة بفيروس كورونا المستجد، وهي جنوب سيناء، البحر الأحمر، مطروح، بداية من أول يوليو المقبل، وفي وقت سابق وضعت اشتراطات لاستقبال السياحة الداخلية أهمها تشغيل 50% كحد أقصى من طاقتها الاستيعابية، وهو ما أثار التساؤل حول تأثير تلك الإجراءات على صناعة السياحة في مصر؟.
وفي هذ الإطار يرى محمد منتصر نائب رئيس لجنة السياحة بجمعية رجال الأعمال المصريين، أن كافة قرارات الحكومة المتعلقة بالقطاع السياحي هي محاولات جيدة منها لإبقاء النبض بجسد قطاع السياحة، والذي يعاني محلياً وعالمياً جراء تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد، موضحا وجهة نظره أن عدد الرحلات السياحية المتوقع وصولها محدود جداً مقارنة بما كانت تستقبله مصر في السابق، حيث كانت تستقبل مصر 56 طائرة لشرم الشيخ أسبوعياً من أوكرانيا فقط في المقابل متوقع وصول رحلتين أو ثلاثة أسبوعياً تقل عشرات السياح، لن تشغل نسبة كبيرة من عدد الغرف السياحية في مصر والتى تصل إلى 220 ألف غرفة فندقية نصفهم في شرم الشيخ و الغردقة
وأشار "منتصر"، إلى أن تشغيل الفنادق السياحية، وفقاً للاشتراطات الحالية لتحقيق التباعد الاجتماعي ومنها تشغيل 50% كحد أقصى من الطاقة الاستيعابية للفنادق، لن ينجح في استعادة عافية السياحة سواء في مصر أو في العالم لسببين الأول عدم تغطية النسبة المذكورة تكاليف التشغيل، وثانياً عدم تصميم معظم الفنادق حالياً لاستيفاء الاشتراطات المحددة للتباعد الاجتماعي، وحال تعديل التصميم سيكلف الفنادق استثمارات تفوق العائد منها، كما لن تعد ذات جدوى حال اكتشاف مصل وعودة السياحة إلى سابق عهدها، وبالتالي ليست ذات عائد استثماري للفنادق.
غير أنه لفت إلى أن الفنادق الفاخرة مثل فورسيزون وريتز كارلتون قد تستفيد من شرط عودة السياحة بطاقة استيعابية 25%، وذلك لأن آليات العمل بها مصممة لاستقبال تلك النسبة، بسبب الخصوصية التي توفرها تلك الفنادق لعملائها من الأغنياء، إلا أن الفنادق العادية والمراكب النيلية، وهما يمثلان النسبة الأكبر من قطاع السياحة في مصر، لا يستطيع العمل وفقاً لتلك النسبة بسبب ارتفاع تكلفة التشغيل، وفي الوقت نفسه بعد تراجع دخل المواطنين في الخارج وتسريح الملايين من العمالة، فأن عدد محدود جداً من السياح الذي قد يستطع دفع زيادة تكلفة اشتراطات التباعد الاجتماعي، ولذا ستتحول السياحة إلى سياحة الأغنياء فقط.
وربط "منتصر"، عودة السياحة بشكل كامل، باكتشاف مصل لفيروس كورونا المستجد، أما القرارت المتخذة حالياً لمحاولة إنعاش قطاع السياحة هي مجرد "مسكنات" ولن تحقق عائد لمستثمري القطاع، مضيفا :"لا تمتلك الدولة أو مستثمري قطاع السياحة فائض للإنفاق على إجراء تعديلات بالفنادق السياحية لاستيفاء اشتراطات التباعد الاجتماعي، والاستغناء عنها بعد اكتشاف المصل".
وتوقع "منتصر"، استقبال مصر عدد محدود من الرحلات أسبوعياً من السوق الأوكراني و الألماني و عدد محدود من الدول حال عودة حركة الطيران، مع استمرار غياب السوق الأوروبي كله بسبب قرار الاتحاد الأوروبي إرجاء السفر خارج دول الاتحاد حتى 31 أغسطس المقبل، وقصر السياحة بينها، منوها إلى أن قرار إرجاء السفر خارج دول الاتحاد الأوروبي ليس الغرض منه الحفاظ على صحة مواطنيها، لأن الفيروس في طريقه للانحسار في أغلب الدول ومنها مصر، ولكن الهدف منه اقتصادي، لإبقاء إنفاق السياح داخل الاتحاد لإنعاش اقتصاديات الدول الأعضاء.
وعن رأيه في دعوات جذب أسواق سياحية جديدة، قال نائب رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين، إن جذب أسواق سياحية جديدة يتطلب تسويق مصر لتلك الأسواق، لتوعية وتحفيز مواطنيها على زيارة مصر، مستشهداً بالصين، والتي تصدر 110 مليون سائح سنوياً، وأصبحت أكبر دولة تصدر سياحة في العالم، إلا أنه رغم الجهود لترويج مصر هناك لم نستقبل سوى 100 ألف سائح، لأنهم ليس لديهم ثقافة في السفر لمصر، في المقابل دول غرب أوروبا مثل السياح الإنجليز والألمان لديهم ثقافة زيارة مصر لمعرفتهم الحضارة الفرعونية، علاوة على وجود بنية تحتية بتلك الدول لتسويق مصر منذ عدة سنوات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة