في مثل هذا اليوم 11 يونيو 2009 أعلنت منظمة الصحة العالمية مرض أنفلونزا الخنازير جائحة، وها نحن الآن في 2020 بعد 11 عاما من جائحة h1n1 يعانى العالم من وباء جديد ولكن أشد شراسة وفتكا بالبشر، وهو فيروس كورونا الذى حصد أرواح الآلاف حتى الآن وأصاب الملايين بدول العالم وما زال ينتشر بصورة كبيرة دون التوصل إلى علاج او لقاح يوقف هجماته على البشر حتى الآن.
ووفقا لموقع منظمة الصحة العالمية الرسمي فيروس h1n1 هو نوع من الأنفلونزا ظهر عام 2009 وسبب سلالة من الأنفلونزا تعرف باسم أنفلونزا الخنازير H1N1 لكن التشابه مع فيروس كورونا المتفشى حاليا أمر لا يقارن.
فيروس كورونا أو COVID-19 المرض الناجم عن متلازمة الجهاز التنفسى الحادة الوخيمة أكثر عدوى وانتشارا، ولا توجد علاجات أو لقاحات معتمدة، ما يؤدى إلى عمليات الإغلاق والحجر الصحى التى يطلبها مسئولو الصحة العامة.
وكورونا هو شديد الخطورة على بعض الفئات الخاصة ككبار السن والحوامل وأصحاب الأمراض المزمنة، أما مع H1N1فكان الأطفال والشباب أكثر عرضة للإصابة بالمرض لأن كبار السن قد كونوا بعض الحصانة من خلال التعرض لسلالات مماثلة من الأنفلونزا التى انتشرت قبل عقود.
ولعل الاختلاف الأهم بين وبائى القرن الحادى والعشرين، أن مرض H1N1 استجاب بشكل جيد للأدوية المضادة للفيروسات المستخدمة بالفعل لعلاج الأنفلونزا، وعادة ما يُعطى الأشخاص الذين هم على اتصال وثيق مع شخص ما أصيب بفيروس H1N1 الأدوية كإجراء وقائى، مما يحد من انتشاره واشهر هذه الأدوية هو عقار التاميفلو والذى دخل ضمن بروتكولات العلاج أيضا لمرضى فيروس كورونا لبعض الوقت كنوع من مضادات الفيروسات التي قد تكون طريقة محتمله لعلاج مصابى كوفيد 19.
وفى عام 2009 كان هناك مخزون من 600 ألف جرعة من هذه الأدوية و200 ألف أخرى من الحكومة الفيدرالية، لكن لا يوجد علاج معتمد لـ COVID-19 حتى الآن.
تم الإبلاغ عن أول انتشار لفيروس H1N1 فى أبريل 2009 فى المكسيك، وسرعان ما انتشر المرض عبر الحدود الأمريكية، وكان أول شخص يموت بسبب أنفلونزا H1N1 فى المنطقة فى مايو، رجل يبلغ من العمر 44 عامًا من مقاطعة سانت لويس الذى سافر إلى المكسيك.
وبحلول يونيو أصاب فيروس H1N1 نحو 21500 أمريكي وتسبب في 87 حالة وفاة في جميع أنحاء البلاد، وأغلقت العشرات من المخيمات الصيفية بسبب الفاشيات ، بما في ذلك في بحيرة أوزاركس وبوتوسي.
وأطلقت جامعة سانت لويس تجارب سريرية على لقاح H1N1 في أواخر يوليو، وحصلت على موافقة فيدرالية في غضون أشهر.
فيما بعد القاسم المشترك بين الوبائين اللذين اجتاحا العالم خلال القرن 21 هو ان الحيوانات هي السبب الرئيسي في انتقال العدوى الى البشر، فالخنازير هي السبب الرئيسي لاصابه البشر بعدوى فيروس انفلونزا الخنازير، فيما أكدت العديد من الأبحاث والدراسات أن فيروس كوفيد 19 انتقل الى البشر من خلال الخفافيش والحيوانات البرية خاصة في مدينة ووهان الصينية والتي تفشى بها الوباء لأول مرة بالعالم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة