توجد دائما حوادث كبرى، ليس شرطا أن تكون جزءا منها، لكنك بالفعل جزء من أسئلتها الكبرى، هذه الحوادث رغم مرور السنوات لن تستطيع أبدا نسيانها، ستظل تتذكرها وتحاول فهمها، ومن ذلك ما حدث فى أول يونيو عام 2001، عندما وقعت مجزرة العائلة الملكية النيبالية فى منزل بالقصر الملكى، حيث قتل الأمير "ديبيندرا" وكان ولى العهد بالفعل، قتل عشرة أفراد من الأسرة الملكية خلال عشاء اجتماع للعائلة المالكة فى المنزل، وكان من بين القتلى الملك بيرندرا والملكة ايشواريا، والد الجانى ووالدته، إضافة إلى شقيقه الأصغر، وظل القاتل يطلق النار نحو أربع ساعات متواصلة، حسبما ذكر شهود عيان.
بالطبع كان البحث عن دافع القتل هو أكثر الأسئلة المطروحة، لكن كالعادة لم توجد حتى الآن إجابة "مشبعة" رغم كلام البعض عن أن "منجمين" كانوا أبلغوا العائلة الملكية أن ولى العهد يجب ألا يتزوج أو يرزق بأطفال قبل سن 35 عاما، وإلا فان ملك النيبال قد يموت.
كان ولى العهد القاتل، فى التاسعة والعشرين من عمره، وقد أطلق الرصاص على نفسه، ومات وتولى عمه الحكم، وقد فكرت كثيرا، ما الدافع الذى يجعل إنسان يقضى على كل شىء مرة واحدة، على نفسه والآخرين.
هذه الحادثة، التى أعتبرها تاريخية، تجعلنا نعترف بأن "المنطق البشرى" غريب، لا يقاس عليه، فبمفهومنا هذا الرجل "القاتل" يملك كل شىء، فما الذى يجعله يرتكب مثل هذه الحماقة ما الذى يجعله يقتل والده ووالدته وشقيقه الأصغر وأقربائه، فى حركة لا تختلف عن الموجودة فى أسوأ العشوائيات فى العالم، حركة لا يرتكبها إلا المرضى النفسيون والموتورون فاقدى العقل.
ترتبط هذه الحادثة عندى بمعانى منها أنه لا يمكن أبدا فهم الإنسان ولا فهم دوافعه، سيظل إلى الأبد أصعب الكائنات التى خلقها الله، أكثرها تعقيدا، وأكثرها رغبة فى التوحش أيضا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة