السيد شحتة

صناعة الفوضى على الطريقة الأمريكية

الإثنين، 01 يونيو 2020 01:14 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ما الذى يجرى فى أمريكا؟ سؤال يتردد بقوة على ألسنة الملايين حول العالم فى ظل المشاهد غير المسبوقة التى تابعنها خلال الساعات الماضية والتى جعلت الحدث الأمريكى فى صدارة اهتمامات الكثيرين حول العالم فى ظل تطورات غير مسبوقة جرت بصورة متسارعة على أرض القوة العظمى الأولى فى العالم.
 
التطورات الدراماتيكية التى شهدتها الولايات المتحدة فى ظل موجة واسعة من الاحتجاجات وأعمال الشغب وصل صداها إلى حد نقل الرئيس ترامب إلى مخبأ تحت الأرض بحسب تأكيدات صحيفة نيويورك تايمز، وتزامن هذا مع فرض حظر للتجول فى أكثر من 25 مدينة أمريكية قبل أن يمتد لاحقا إلى العاصمة واشنطن، وتزامن هذا مع استدعاء قوات الحرس الوطنى فى محاولات متواصلة للسيطرة على الاحتجاجات.
 
مشاهد الكر والفر بين قوات الأمن والمحتجين فى محيط البيت الأبيض وأعمال السلب والنهب التى طالت عددا من أشهر المتاجر فى العالم جاءت فى ظل موجة كبيرة من الاحتجاجات على مقتل الأمريكى  من أصول أفريقية جورج فلويد على يد أحد رجال الشرطة. 
 
اللافت أن التصاعد الكبير فى وتيرة الأحداث تزامن مع الإجراءات الاحترازية الواسعة المدى التى تفرضها مختلف دول العالم ومن بينها الولايات المتحدة لمواجهة كورونا، والتى خسرت بمفردها 100 ألف من مواطنيها حتى اللحظة فى مواجهة الوباء.
 
عمليا وعلى الأرض فإن الرئيس الأمريكى أعلن وبقوة رفضه أى مساس بهيبة الدولة، حيث شدد على التحذير من خطورة أعمال العنف، مؤكدا أن تجاوز خطوط الدولة يستوجب قوة عسكرية غير مسبوقة واعتقالات.
 
محاولة فهم ما يجرى على الأرض فى الولايات المتحدة ترتبط بمتغيرات كثيرة داخلية وخارجية كلها تقود إلى وضع أكثر تعقيدا تتداخل فيه الأوراق وتتصارع المصالح ويتعدد اللاعبون.
 
داخليا يحتدم الصراع بين الجمهوريين والديمقراطيين استعدادا لانتخابات الرئاسة الأمريكية ولذلك فإن سقوط جورج فلويد تحول إلى ورقة انتخابية يحاول كلا الطرفين استثمارها لصالحه كى يربح المعركة، فالرئيس الأمريكى حاول استغلال تطورات الأحداث فى توجيه ضربة لغريمه حيث علق على نهب المتاجر بفيلادلفيا متسائلا: هل هذا ما يريده الناخبون مع جو بايدن؟، مؤكدا على الحاجة إلى الصرامة والحزم مع رؤساء البلديات والمحافظين الديمقراطيين.
 
بايدن فى المقابل حرص على بث خطاب بالفيديو دعا فيه إلى "الوحدة الوطنية" ‏وإصلاح الشرطة وملقيا الكرة من جديد فى ملعب ترامب قائلا: نحن فى حاجة إلى قيادة حقيقية فى هذه اللحظة.
 
كما سارع بايدن إلى إجراء اتصال بعائلة جورج فلويد قائلا: "نحن بلد يعاني ‏من جرح مفتوح لم يعد بإمكان أي منا أن يسمع عبارة" لا أستطيع التنفس".
 
وأصدر زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، بيانا انتقد فيه ترامب حيث قال: "إن مجتمعاتنا تتضرر من ‏جرائم القتل التي لا معنى لها وسنوات من العنصرية والظلم.
 
العنف الواضح الذى شهدته الاحتجاجات دفع الرئيس الأمريكى إلى إلقاء المسئولية بصورة كاملة على حركة " أنتيفا"، مؤكدا أنه سيتم تصنيفها كمنظمة إرهابية.
 
وأنتيفا هي حركة مناهضة للعنصرية ذات ميول يسارية منضوية حيث تراقب وتتبع أنشطة النازيين الجدد المحليين وليس للحركة هيكل موحد أو قيادة وطنية وحتى الآن وبحسب سى إن إن لا يؤكد تحقيق مستقل يكشف حجم مشاركتها فى الاحتجاجات الأخيرة.
 
يبدو أن أوراق اللعبة ليست داخلية فقط، فعلى ما يبدو فإن هناك من يسعى جاهدا لاستغلال ردود الفعل على مقتل أمريكى من أصل أسود فى إشعال صراعات داخلية تدفع الولايات المتحدة للانكفاء على الذات في الداخل ولو لبعض الوقت فى ظل صراع كبير من أجل إعادة تشكيل خريطة القوى فى العالم عقب فيروس كورونا . 
 
وفى هذا السياق، جاءت تصريحات روبرت أوبراين مستشار الأمن القومى الأمريكى والتى قال فيها، إن هناك أطرافا خارجية تلعب دورا فى تغذية التوترات العنصرية والمرتبطة بقضية الشاب جورج فلويد.
 
وأضاف مستشار الأمن القومى الأمريكى لشبكة سى إن إن الأمريكية: "لدينا على الدوام أعداء فى الخارج يحاولون زرع الفتنة بين الأمريكيين عبر تويتر وفيس بوك ومنصات أخرى.
 
وأوضح مستشار الأمن القومى الأمريكي، أن إيران من المستفيدين مما يحدث فى الولايات المتحدة، وتطرق إلى ناشطين روس كأطراف خارجية ومؤكدا على دور الصين فى هذا الصدد.
 
يبدو غضب قطاعات واسعة من الأقليات فى الولايات المتحدة من الحادث مبررا إلى حد كبير خاصة أن الواقعة ليست الأولى من نوعها، ولكن تصاعد حدة الاحتجاجات ووصولها إلى حد السلب والنهب وحرق الممتلكات العامة يبدو مؤشرا على أزمة كبيرة تحاول أطراف عدة فيها دفع كرة اللهب فى الولايات المتحدة ولكن علينا أن نتابع جيدا ما ستسفر عنه  تطورات الأحداث خلال الساعات القليلة المقبلة.
 
 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة