قال صندوق التنمية الثقافية، إذا كانت الظروف التى تمر بها البلاد، تحول بيننا وبين إقامة أمسياتنا الشعرية الأسبوعية في بيت الشعر، مركز إبداع الست وسيلة، فإننا يمكننا أن ننقل هذه الأمسيات الشعرية إلى هنا، وسننشر عددا من القصائد لمجموعة من الشواعر والشعراء، ومنها تراجيديا البكاء والغربة للشاعر أحمد الحوتي.
ومثلَ كلِّ الراحلينْ
ويجيء صوتٌ
من كراريس الصغارِ
ومن دماء العارفينْ
الآنَ
يجرحني ويمضي
في الفراغ، مُغاضبا!
ويظلُّ قلبي مُذنبا!
أبداً يجرجرني إلى حيث الميادين الفسيحةِ
لا أرى شيئاً
فأقذف شقفةً في النيلِ
أجلس غاضبا
لا ريبَ هذا المسرح الخالي
يذكِّرني الرحيلْ
وجريدُ نخلتنا القديمةِ!
إنه شوكٌ
بخاصرةِ الوطنْ
الوقت يهزمهُ
ويكسر أنفهُ
وتظل تذروهُ الرياحُ
يظل يسخر من مآثرِهِ الزمنْ!
دَمٌ ينسابُ
في كلِّ الشوارعْ
وثنٌ وذَنْبٌ غامضٌ
لا شيءَ يشبههُ
ويعرفُ
كان يعرفُ أن زوبعةً تمرُّ، وأنهُ
ياءُ النداءِ المستمرِّ، وحينَ يدهمُنا
الجفافُ المرُّ، لا يأتي!!
دمٌ ينسابُ
فاصلةٌ
وينفجرُ النداءُ
وأنت تصرخُ
بين ما يَهْوِي
وحُلْمكَ
في البناءْ!!
الغربة
وطنٌ يذكِّرني الرحيلْ!
وطن ونيلْ
وطنٌ ونيلٌ راكدٌ
حين التجأتُ إليه ضيَّعني!
وبدَّدني
وأنا التجأت إلى الشواطىءِ
لم أجد شيئاً!
فجرجرني دمي نحو الخرائطِ
لم أجد شيئاً!!
فجرجرني دمي ووقفتُ
أنظرُ
كان قلبي
نحو وجهك منصتا
والليل مرتبكٌ
أشكِّلُ وردةً - في الليلِ -
أقذفُ شقْفةً في النيلِ
يأتيني
فنبكي
ثم يتركني ويبكي
صامتا!!
هي نخلةٌ شاختْ
تبادلني أنوثَتها وتبقى
وحدَها
في غَمْرة الوجع النبيلِ
وغمرةِ الترتيلْ!
هي نخلةٌ
وأنا هجرت مواجدي
فارحل بنا يا نيلُ
خلفَ طموحنا
أو خلف قاتلنا الجميلْ!
هذا دمٌ ينسابُ في كل الشوارعِ
ذا معاظَلةٌ، وذنب غامضٌ
لا شيءَ يشبهُهُ
وموعدنا
الرحيل!
أيكون موعدنا
حقيقةَ ضعفنا!؟
وطموحُنا
وطنٌ بحجْمِ طموحنا؟!
أتكون - حقًا - هذه الأرض الغريبةُ
أرضَنا؟
ويكون هذا النهر أوَّلنا
وآخره لنا؟!
إني أصدق أيَّ شيءٍ
غير أن النهر يخدعنا
ويسقي غيرَنا!!
ويشار إلى أن الشاعر أحمد الحوتي، ولد بقرية منية عياش - (المحلة الكبرى)، وتوفي بالقاهرة، وقضى حياته في مصر، ودرس بمدينة المحلة الكبرى، وتخرج في كلية الزراعة بجامعة عين شمس 1968، وأدى واجبه في القوات المسلحة إلى ما بعد حرب أكتوبر 1973، ثم عمل بالثقافة الجماهيرية (وزارة الثقافة) في عدة مناصب، كان آخرها: مدير عام ثقافة الطفل، كان عضو اتحاد الكتاب بمصر، وجمعية حقوق الإنسان، والمجلس العالمي لكتب الأطفال.
صدر له: نقش على بردية العبور، ومثلك شجرة تين برية، والانتظار على مائدة الشمس، وأحوال تلك السيدة، ومن دواوينه للأطفال:حكاية الساحر والفيضان، والفارس المغرور، واليمامة والنهر، والزهرة التي حاولت تبديل لونها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة