فى الأفق البعيد، قد تصبح الصورة غير واضحة، حين ترى سيدات ترفع لافتات أسمائهن على طاولات قمم عالمية، يقررن مصير الأمم، ويضعن ميزانية أخرى، لتختفى كواليس كل واحدة منهن وراء صمودهن وإصرارهن أن يصبحن كما قررن الأقوى والأفضل.
فى 30 حلقة متوالية، سنسرد كواليس حياة نساء أوروبيات، ما بين ربات منازل أصبحن من قادات العالم، وأخريات حلمن أن يكن رؤساء دول، وملكات وضعت صورهن على العملات المعدنية، ونلقي الضوء على قصص وصولهن إلى السلطة وحكايتهن الشخصية فى سلسلة "هن من أوروبا".
وإليكم الحلقة الخامسة عشر: كوليندا جرابار كيتاروفيتش رئيسة كرواتيا السابقة
كوليندا
أوروبية حلقة اليوم، خطفت الأنظار خلال فترة توليها رئاسة كرواتيا، خاصة خلال مباريات كأس العالم 2018 عندما خلعت ملابس الرئاسة وارتدت بدلاً منها قميص منتخب بلادها ورقصت أمام الجميع عندما فاز منتخب بلادها في إحدى المباريات.
كوليندا جرابار كيتاروفيتش الرئيسة الحسناء كما اشتهرت والمثيرة للجدل كما عرف عنها خلال فترة رئاستها التى استمرت 5 سنوات، حيث تولَّت منصبها في فبراير 2015، وهي أول امرأةٍ انتخبها الشعب الكرواتي رئيسةً لبلاده، وأصغر الرؤساء في تاريخ كرواتيا إذ تولَّت منصبها رسميًا حين كان عمرها 46 عامًا.
كرواتيا
خبراء الجمال وصفونها بأنها أجمل رئيسة دولة في العالم، تجلس على كرسي رئاسة الدولة منذ 19 فبراير 2015 عمرها حاليا 50 عاماً فهي ولدت 1968 بإحدى قرى يوغوسلافيا، لكنها عاشت طفولتها وشبابها في الولايات المتحدة الأميركية.
وعُرفت جرابار كيتاروفيتش، بطموحها الكبير فعملت لسنواتٍ عدة في المجالين السياسي والدبلوماسي، تولَّت خلالها عدَّة مناصبٍ كان منها الأمين العام المساعد للشؤون الدبلوماسية العامة في حلف شمال الأطلسي (الناتو) في الفترة بين عام 2011 وعام 2014.
رئيسة كرواتيا 1
أبدعت خلال دراستها، فخضعت لدورةٍ للحصول على شهادة دبلومٍ من الأكاديمية الدبلوماسية في فيينا، قبل أن تحصل على ماجستير في العلاقات الدولية من كلية العلوم السياسية في جامعة زغرب.
انخرطت جرابار كيتاروفيتش في مُعترك الحياة السياسية في كرواتيا لتنجح في الانتخابات البرلمانية وتشغل فيما بعد منصب وزيرة الخارجية، ثمّ ارتفعت أسهمها السياسية خلال السنوات التالية، لتشغل العديد من المناصب السياسية الحسَّاسة.
رئيسة كرواتيا كوليندا
وفي عام 2008 عُيّنت جرابار كيتاروفيتش وبدعمٍ من الرئيس ستيبان ميسيتش سفيرةً لكرواتيا في الولايات المتحدة الأمريكية خلفًا للسفير السابق ستيفين ميميكا.
بعد تعيينها بمنصب الأمين العام المساعد للشؤون الدبلوماسية العامة في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بدأت طموحاتها تكبر شيئًا فشيئًا حتى تمكنت من الوصول بنجاحٍ إلى سُدَّة الرئاسة عام 2015.
فى طفولتها مارست كوليندا لعبة كرة القدم في النادي المحلي وكانت الفتاة الوحيدة في القرية التي تلعب كرة القدم، تبعها بعد ذلك شقيقها الأصغر برانكو، وكان والدها صياد حيث كان يصطاد في الغابة، علمها والدها كيف تتبع آثار الحيوانات البرية وعندما كبرت علمها كيفية استخدام بندقية الصيد.
كوليندا رئيسة كرواتيا السابقة
من ناحية أخرى كانت والدتها دوبرافكا مهتمة في تعليمها بشكل كبير لأنها درست فقط في المدرسة الابتدائية، وطلبت الأم من ابنتها قراءة جميع الكتب في مكتبة المدرسة الابتدائية. بفضل القراءة تبنت دراسة اللغة الكرواتية وآدابها والتي نادرا ما تحدثت في جروبنيزينا ، و في طفولتها كانت تحلم بأن تكون مضيفة أو مترجمة.
وبعد أقل من 9 أشهر من تسلم جرابار كيتاروفيتش للرئاسة؛ كانت أولى العقبات أمامها أزمة المهاجرين إلى أوروبا؛ خاصة أن تلك الفترة شهدت تصاعدا كبيرا في أعداد المهاجرين الذين دخلوا اليونان ثم مقدونيا وعبروا من صربيا إلى المجر.
فى ملابس رياضية
كما أنها واجهت عدد من القضايا الشائكة، فعلى الرغم من أن زواج المثليين غير مسموح به في كرواتيا إلا أن جرابار كيتاروفيتش أعربت عن دعمها لقانون الشراكة الذي يُمكن الأزواج من نفس الجنس بالتمتع بحقوق متساوية مقارنة بالأزواج المغايرين؛ مشيدة بهذا القانون ومٌعتبرة إياه الحل الأوسط والأفضل.
وخلال خطاب تنصيبها؛ تطرَّقت كيتاروفيتش إلى قضية التوجه الجنسي وهناك أكدت على أنها ستدعم ابنها في حالة ما كان مثلي الجنس.
رئيسة كرواتيا تشجع
كما دعمت جرابار كيتاروفيتش تقنين الإجهاض، حيث ترى أن حظر الإجهاض لن يحل أي شيء، وتؤكد في نفس الوقت على أنه ينبغي إيلاء الاهتمام إلى التعليم من أجل منع حالات الحمل غير المرغوب فيه.
فيما ولت جرابار كيتاروفيتش اهتمامًا كبيرا لعدة قضايا تتعلق بالبيئة بما في ذلك تغير المناخ، وقد تحدثت عن دعمها للمبادرات الخضراء جنبا إلى جنب مع طرق تقليل مخاطر تغير المناخ على البيئة والأمن العالمي.
تزوجت جرابار كيتاروفيتش بجاكوب كيتاروفيتش عام 1996 ولديهم طفلان: كاتارينا التي ولدت في 23 أبريل 2001 وتمتهن في الوقت الحالي رياضة التزلج الفني على الجليد ثم لوكا الذي ولد عام 2003.
كوليندا مع زوجها
تنتمي جرابار كيتاروفيتش للكنيسة الرومانية الكاثوليكية وسبق لها وأن أعلنت أنها تعيش وفق القيم والمبادئ المسيحية.
وتتحدث كيتاروفيتش الكرواتية، الإنجليزية، الإسبانية والبرتغالية بطلاقة ولديها فهم أساسي باللغة الألمانية، الفرنسية وحتى الإيطالية.
وفى عام 2010 انتشرت فضيحةٌ حول قيام جاكوف زوج غرابار كيتاروفيتش باستخدام إحدى السيارات التابعة للسفارة لقضاء أموره الشخصية، حيث فتح الوزير جاندروكوفيتش تحقيقًا حول تلك الشائعات.
مع زوجها فى أجازة بلندن
وأعداؤها استغلوا جمالها في الحرب ضدها، ونشروا صوراً لها وهي ترتدي مايوه شفافا يكشف عن صدرها ومناطق أخرى حساسة من جسدها، وقالوا إنها بطلة لأفلام إباحية، كما قالوا إنها ترتبط بعلاقات غير شرعية مع مدير حملتها الانتخابية في انتخابات رئاسة الدولة، وأنها كلفت ميزانية الدولة مبالغ كبيرة، وإن زوجها يستغل نفوذه كزوج لرئيسة الدولة.
واتضح أن كل ما قاله أعداؤها كذب وغير صحيح! فالصور الفاضحة والمايوه المثير الشفاف ليست صورها وإنما هي لفنانة إحدى نجمات هوليوود، وان الأفلام الإباحية المحظور عرضها ليست هي نجمتها ولم تشارك فيها، ونفت أن تكون كلفت ميزانية الدولة أموالاً كثيرة مستغلة نفوذها كرئيسة دولة.
وردت على منتقديها قائلة: أنا أتنقل بطائرة عادية، وأركب مع العامة، ونفت أن تكون من أسرة غنية لكنها من أسرة بسيطة متواضعة، ثم دفعت كل النفقات التي تسبب فيها زوجها.
التقاط الصور معها
ورافقت جرابار كيتاروفيتش مُنتخب بلادها المشارك في كأس العالم 2018 والمقام في روسيا، حيثُ خطفت الأضواء من خلال دعمها الكبير للاعبي المنتخب خلال المباريات التي خاضوها وخاصةً المباراة النهائية التي جمعت كرواتيا مع فرنسا، لتقف بعد انتهاء المباراة على منصَّة التتويج إلى جانب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والفرنسي إيمانويل ماكرون وقد ارتدت قميص المنتخب وعلى وجهها ابتسامةٌ عريضةٌ تعبر عن فرحها بتحقيق المنتحب الكرواتي المركز الثاني إثر خسارته المباراة لصالح فرنسا بنتيجة 2-4.
كما جذبت كيتاروفيتش الأنظار مرة أخرى لمستخدمي الإنترنت بسفرها بالدرجة السياحية إلى سوتشي للحاق بفريق بلادها في كأس العالم، وقد نشرت الصور على حسابها في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك".
رئيسة كرواتيا مع رئيس
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة