لا يوجد على وجه الأرض مستحيل، ولو اجتمعت قوى الأرض كلها فإنها لا يمكن أن تمنع المصريين من عبور أقوى حصون العالم، واسترداد جزء عزيز عليهم من وطنهم، انتزع منهم غيلة فى ساعة غدر، وبتخطيط وتآمر ومشاركة ودعم أطراف عدة، ليست هذه كلمات إنشائية أو عبارات رنانة تقال لإثارة المشاعر، لكنها حقائق تاريخ ثابتة يجب أن نقف أمامها طويلا لندرك أين نحن بين الأمم هذا هو ما يمكن أن نستخلصه فى عجالة شديدة ونحن نقف أمام يوم مجيد من أيام الفخر فى مصر هو ذكرى انتصار العاشر من رمضان، حيث كتب جيش مصر العظيم نهاية أسطورة الجيش الذى لا يقهر.
فى العاشر من رمضان دروس وعبر كثيرة ستبقى خالدة عبر التاريخ، وفى الحكاية الكثير من التفاصيل دائما لتروى، لكن استحضار هذه الروح بما تحمله من طاقة معنوية جبارة يبدو ملحا فى ظل اللحظة الاستثنائية الراهنة التى نعيشها اليوم كغيرنا من دول العالم فى مواجهة وباء بالغ الخطورة.
منذ الوهلة الأولى وأنت تستحضر ما جرى فى العاشر من رمضان يمكنك أن تدرك أنك تقف أمام شعب يظهر معدنه الأصيل فى الشدائد، وكما يحتاج الذهب لدرجات حرارة مرتفعة حتى ينصهر ويتم تشكيله فإن المصرى حفيد بناة الأهرامات، وحضارة الـ7 آلاف عام يظهر أصله الطيب عندما يمتحن أو يتم اختباره.
ربما يعتلى الذهب بعض الغبار وربما تحجبه أشياء أخرى عن أعين الناظرين، لكنك إن قمت بأقل مجهود بإزاحة التراب عنه وإعادته للصدارة فإن بريقه يعود إليه على الفور ليخطف الأنظار، هكذا المصرى ربما يضعف أو يمرض، ربما يشكو من وقع التزامات الحياة التى لا ترحم، ربما لا يتقبل بسهولة بعضا من القرارات الرسمية لكنه أبدا لا يكفر بلده ولا يمكن أن يهجر وطنه حتى لو دفعته ظروف البحث عن لقمة العيش إلى قضاء سنوات طوال بعيدا عن بلده فإنه يظل مرتبطا بها بحبل سرى لا ينقطع.
قبل هذا اليوم بساعات كان العالم كله وفقا للنظريات العسكرية المستقرة يرى أن مصر لا يمكن أن تعبر خط بارليف دون أن يكون بحوزتها قنبلة نووية تقوم بضربه بها، كان الفارق فى التسليح كبيرا فواشنطن كانت تمنح أحدث الأسلحة لإسرائيل فى الوقت الذى كان الاتحاد السوفيتى يبخل عنا كثيرا.
لكن التحام الشعب والجيش صنع المستحيل وتمكن العقل المصرى من قهر المستحيل فانهار خط بارليف تحت أقدم المقاتل المصرى، وتعرض الجيش الإسرائيلى لأقصى هزيمه فى تاريخه ،ومنى السلاح الأمريكى بأكبر خسارة.
روح العاشر من رمضان هى ما نحتاجه اليوم بشدة، ونحن نواجه كغيرنا عدوا مجهولا يخطف من بيننا أهلنا وأحبة، كما أثر بشدة على قطاعات وفئات واسعة، فنحن لسنا أقل من غيرنا قدرة على الصمود فى وجه الوباء وعبور هذه المرحلة الدقيقة إلى بر الأمان.
نسأل الله أن يحفظ مصرنا من كل مكروه وسوء
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة