تعرف ممارسة رياضة الملاكمة فى اليونان القديمة بعملية القتال فهى تمثل إحدى الرياضيات الصعبة للغاية، وتعد أكثر وحشية من الملاكمة المحترفة التى نعرفها في عالمنا اليوم، وهناك اكتشافات أثرية تظهر أن اليونانيين القدماء عقدوا مباريات ملاكمة فى وقت مبكر فى الفترتين المينوية والميسينية، وهناك العديد من الأساطير حول أصول الملاكمة فى اليونان، وتقول إحدى أكثر القصص غرابة أن الحاكم البطولي ثيسيوس اخترع شكلًا من أشكال الملاكمة، حيث جلس رجلان وجهاً لوجه وضرب بعضهما البعض بقبضتيهما حتى قتل أحدهما.
ومع مرور الوقت، بدأ الملاكمون فى القتال في وضع الوقوف، كما نراهم كثيرًا في الفخار اليوناني القديم.
قواعد الملاكمة القاسية
قواعد الملاكمة في اليونان القديمة كانت قاسية، لم يتم تطبيق قواعدها التى نعرفها الآن، ولم تكن هناك فئات وزن، ولا جولات بفواصل متوسطة، ولا نقاط ، ولا فوز أو هزيمة على النقاط، ولا انقطاع عندما يبدأ الرياضيون فى النزيف، وبالطبع لم تكن هناك أي قفازات، وفرض القضاة القواعد بضرب المجرمين بمفتاح.
وكان الفائز ببساطة هو الملاكم الذي ضرب خصمه أو أجبره على مغادرة المباراة، وفي حالة وجود مباراة طويلة بشكل خاص، بدون فائز واضح، يتم تطبيق قاعدة "المقياس" الوحشي ، بموافقة كلا الخصمين.
وكان المقياس يمثل ركلات الترجيح الحديثة في كرة القدم، حيث إن كل خصم يقف ساكنًا تمامًا ويتلقى لكمة على وجهه، دون اتخاذ أى خطوة على الإطلاق لتجنبها، وتم تحديد ترتيب هذه الضربات بالقرعة وكان الفائز هو الذي سيبقى واقفاً، وكانت هناك حالات قتل فيها الملاكمون خلال "الميزان" بعد تلقيهم لكمة قاتلة.
ونظرًا لعدم وجود قفازات، كانت الوسيلة الوحيدة للحماية هي الأشرطة الجلدية التى لف الرياضيون بأصابعهم ومعصميهم لجعل مفاصلهم أكثر استقرارًا - وليس لتقليل قوة الضربات على الخصم.
ومن الواضح أن الفوز في هذه الرياضة الوحشية يتطلب احتياطيات هائلة من القوة البدنية، وحتى العقلية، لذلك، فإن الملاكمين العظماء القلائل الذين سُجلت أسماؤهم فى التاريخ يقدسون كأبطال خارقين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة