تحولت البرازيل إلى بلد أشباح بعد أن تجاوز عدد الإصابات بفيروس كورونا بها 411.821، وحالات الوفاة 25.598 ، ومنذ 6 أيام تسجل البرازيل يومياً أكثر من ألف وفاة بالفيروس، في حصيلة تتخطى تلك المسجلة في الولايات المتحدة، الدولة الأكثر تضرّراً في العالم من كوفيد-19.
وقالت صحيفة "فولها دى ساوباولو" البرازيلية إن ساوباولو هى الولاية الأكثر اكتظاظا بالسكان فى البرازيل مع 46 مليون نسمة، وتأتى فى المقدمة باعتبارها الأكثر تضررا بالفيروس، حيث سجلت 6.712 حالة وفاة وحوالى 90 الف حالة إصابة ، تليها ريو دى جانيرو مع وفاة 4905 وإصابة 42.398.
في الشمال الشرقي ، فإن الحالات الأكثر خطورة هي تلك الخاصة بولايات سيارا، والتي يبلغ مجموعها 2671 حالة وفاة و37.275 مصابًا ، و بيرنامبوكو ، مع 2468 حالة وفاة وحوالي 30.000 مصاب، لجأت السلطات البرازيلية إلى حفر آلاف المدافن لاحتواء الأعداد الكبيرة من وفيات فيروس كورونا فى البلاد.
ومن ناحية آخرى، قالت وزارة الاقتصاد البرازيلية إن البرازيل التى تعتبر أكبر اقتصاد فى امريكا اللاتينية خسرت ما يقرب من مليون وظيفة خلال الربع الاول من عام 2020، خاصة فى آخر شهرين، ويعانى اقتصاد البرازيل بانخفاض 4.7% ومن المتوقع ان يصل التراجع إلى 6% فى ظل ازمة كورونا.
وقالت صحيفة "أو جلوبو" البرازيلية إن كبريات وسائل الإعلام البرازيلية عن مقاطعة الرئيس جاير بولسونارو، تتهم السلطات بالفشل في حماية الصحفيين من اعتداءات أنصار الرئيس، حيث قررت أكبر شبكة إعلامية في البرازيل "جلوبو" وشركة "تي في بانديرانتيس" الإعلامية، والصحيفتين الرائدتين "فوليا دي ساو باولو" و"إستادو دي ساو باولو" مقاطعة الفعاليات في مقر الرئاسة البرازيلية بقصر ألفورادا.
ويأتي ذلك على خلفية التوترات بين مؤيدي بولسونارو والصحفيين، حيث هاجم نحو 60 من مؤيدي الرئيس المراسلين قرب المقر الرئاسي يوم الاثنين، ووصفوهم أثناء المشادات الكلامية بـ"الكذابين" و"الشيوعيين" و"الحثالة". كما اعتدى متظاهرون مؤيدون لبولسونارو على أحد المصورين الصحفيين أثناء تغطيته للمظاهرات في 3 مايو.
ويواجه الرئيس البرازيلي انتقادات لطريقة إدارته لأزمة كورونا، فيما يخضع للتحقيق في تهم تجاوز صلاحياته والتدخل في شؤون العدالة، ويتهم أنصار بولسونارو وسائل الإعلام بالمشاركة في "التآمر" ضد الرئيس.
وتواصل الصحف البرازيلية الهجوم على بولسونارو، بسبب إدارته السيئة لأزمة كورونا، ونشرت العديد من وسائل الإعلام المحلية والأجنبية العديد من المقالات والتقارير التى تحمل انتقادات شديدة لاستجابة جايير بولسونارو للأزمة الناجمة عن فيروس كورونا، واتهمته صحيفة "جلوبال" بأنه ينشر على صفحاته بالسوشيال ميديا رسائل كاذبة حول كورونا فى البرازيل، تبريرا لسياسته بعدم اقرار الحجر الصحى والعزل الاجتماعى، فى الوقت الذى تعانى دولته من كارثة حقيقية.
ووصفت قناة "بى بى سى" بنسختها البرازيلية ، بولسونارو بأنه "زعيم انتقامى وله أداء غير مسئول وخطير، ويستثمر وقته مع القضاة والبرلمانيين وحتى الوزراء أنفسهم"، وقالت إن "رئيس البرازيل كسر الدولة وقادها إلى كارثة حقيقة ، وذلك بعد إنكاره لخطورة الوباء وتم تقديم أدائه على أنه واحد من الأسوأ على الارض.
أما صحيفة "فولها دى ساوباولو" البرازيلية فقالت إن بولسونارو يصر على تشجيع التجمعات العامة، ويرى عدد من الخبراء أن الوباء سيضعف من الشعبوية فى الولايات المتحدة والبرازيل، بعد الإدارة السيئة لازمة كورونا، خاصة وأنه يتبع الرئيس الامريكى دونالد ترامب، حتى فى تحديه لمنظمة الصحة العالمية.
ويقول خبراء إن عدم إجراء فحوص كافية، يعني أن الأرقام الفعلية في البرازيل هي على الأرجح أعلى من تلك المُسجلة رسمياً.
وأصر الرئيس البرازيلى ، على ما قاله الرئيس الأمريكي ،بشأن أن "الصحافة العالمية يسارية"، وقال الرئيس البرازيلي: "ترامب يعاني كثيرًا في الولايات المتحدة أيضًا".
وأعلنت وزارة الصحة البرازيلية أنها ستبقي على توصيتها باستخدام عقار "هيدروكسي كلوروكين" لعلاج مرضى فيروس كورونا على الرغم من أن منظمة الصحة العالمية أوصت، في إجراء وقائي بتعليق التجارب السريرية لهذا العقار مؤقتاً.
وقالت مايرا بنييرو، المسؤولة في وزارة الصحة عن إدارة العمل والتربية الصحية، خلال مؤتمر صحفي في برازيليا: "ما زلنا هادئين ومطمئنين، ولن يكون هناك أي تغيير" في توصياتنا بشأن هذا العقار.
وكانت وزارة الصحة البرازيلية أصدرت الأسبوع الماضي، بضغط من الرئيس بولسونارو، مذكرة وسعت فيها نطاق التوصيات بشأن الحالات المسموح فيها باستخدام عقاري "كلوروكين" و"هيدروكسي كلوروكين" لتشمل الحالات الخفيفة من الإصابة بفيروس كورونا على الرغم من عدم وجود أدلة قاطعة على فعالية أي من هذين العقارين في علاج هذا المرض، وفقا لشبكة "يورو نيوز".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة