مع الدساتير الحديثة أصبح شرط عمر الحاكم أمر ضرورى، خاصة مع الأنظمة الديمقراطية التى شهدتها البشرية فى العصور الأخيرة، لكن فى القدم، وفى عصر الممالك الإسلامية، لم يكن هناك شرطا معينا لسن الحاكم خاصة مع نظام الوراثة فى الحكم، مما أدى إلى وجود أطفال فى سدة الحكم.
وخلال التاريخ الإسلامى والمصرى، مر على حكم البلاد، العديد من الحكام الذين وصلوا للحكم فى سن صغير، وفى التقرير التالى نسلط الضوء على عددا منهم ممن جلسوا على كرسى الحكم فعليا وهم أطفال، ولم يكونوا موجودين اسميا تحت الوصاية، ومنهم:
بيبى الثانى
هو الفرعون الخامس من الأسرة السادسة في الدولة المصرية القديمة، (2278 ق.م.– 2184 ق.م.) اسمه الملكي، نفر كا رع يعني "جميلة هي روح رع"، تولى الحكم وهو طفل صغير، لا يزيد عمره على ست سنوات وعاش حتى بلغ المئة، فيكون بذلك قد حكم /94/ عاماً، وهي أطول مدة حكم في التاريخ، واعتبارها المؤرخين أنها فترة نكبة فى تاريخ البلاد، بسبب ضعف شخصيته، ما جعل حكام الأقاليم يستقلون بأقاليمهم ويورثون حكمها لأبنائهم.
توت عنخ آمون
أحد فراعنة الأسرة المصرية الثامنة عشر في تاريخ مصر القديم، والفرعون الأشهر على الإطلاق بفضل مقبرته المكتشفة كاملة عام 1922، أصبح فرعونا لمصر فى التاسعة من عمره بعد وفاة أخيه سمنخ كا رع، وقد تزوج من عنخ إسن أمون، وظل فى الحكم لمدة 10 سنوات كانت بمثابة فترة انتقالية في تاريخ مصر القديمة حيث أتى بعد إخناتون الذي حاول توحيد آلهة مصر القديمة، توفي توت عنخ آمون في ظروف غامضة ومجهولة، ليحكم بعده وزيره السابق آي.
بطليموس الخامس
بطليموس الخامس تولى العرش تحت لقب أبيفانس (الإله الظاهر) وكان لا يزال طفلاً في الخامسة من العمر فوضع تحت وصاية بعض الأمراء، فابتعدوا عن مهام الدولة الرئيسية واختلفوا مع بعضهم، وقد قامت انقسامات وصراعات داخلية في عهده أدت إلى حرب أهلية دموية في شوارع الإسكندرية،
العاضد لدين الله
آخر خلفاء الدولة الفاطمية، تولى الحكم فى سن صغير، وبالتحديد وهو فى التاسعة من عمره، أثناء فترة حكمه، شهدت الدولة الفاطمية ضعف في أواخر عهده حتى وصلت إلى ما وصلت إليه، مما أدى إلى تنازع الوزراء من حوله على وزارة الدولة وهو لا يحرك ساكناً، واستغل صلاح الدين يوسف نفوذه ونفوذه عمه الوزير أسد الدين شيركوه، أن يستقل بحكم مصر.
السلطان فرج
بعد انتهاء حكم آل قلاوون انتقلت السلطنة لفئة المماليك ذوي الأصل الجركسي (دولة المماليك الجراكسة-العصر المملوكي الثاني)، بتولي برقوق السلطة، ورّث برقوق الحكم لابنه الطفل فرج ذي العشر سنوات، واستمر الأمراء في صراع وصدام على من يتسلط عليه ويحكم من وراء اسمه لمدة عامين حتى فاجأهم فرج، وهو ابن الثانية عشر بأن استحضر فتوى من القضاة بأنه قد رشد ولم يعد في حاجة إلى وصاية.
السلطان أحمد
السلطان الرابع عشر بين سلاطين العثمانيين، تولى الحكم سنة 1603م بعد وفاة والده محمد خان وهو في الثالثة عشر من عمره كان عهده عهد حروب وتمردات فعم الفساد والظلم في بداية عهده فغزا الفرس بلاد العراق وتمرد ضده المتمردون حتى تولي مراد باشا زمام الأمور فنشر العدل بين الناس جميعا وقضى على التمرد فاحبه الجميع وتوفي سنة 1611م قام 'السلطان أحمد خان بعدة مشاريع أهمها بناء المسجد الأزرق بإسطنبول توفي أحمد الأول سنة 1618م وهو في 27 من عمره وورثه أخوه مصطفى الأول .
مراد الرابع
السلطان العثمانى السابع عشر، حكم 17 عاما منذ عام 1623 م إلى عام 1640م، وكان عمره حين تولى الحكم 11 عاما، ضمت بغداد للدولة العثمانية في عهده عام 1639 م. كان يجيد العربية و الفارسية بالإضافة إلى التركية، وكان يكتب القصائد تحت اسم مرادي، كما كان موسيقيًا مميزًا، ويُعدّ السلطان مراد الرابع من كبار سلاطين الدولة العثمانية، نجح في إعادة النظام إلى الدولة، وأعاد الانضباط إلى الجيش.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة