تعد عائلة أبو دومة بمركز طما بمحافظة سوهاج من العائلات العريقة على مر تاريخ المحافظة، حيث استقرت العائلة ببرية البرلس وصنعت تاريخا كبيرا فى مجلس الشيوخ والبرلمان على مدار سنوات طويلة، حيث سميت قرية أم دومة على اسم العائلة، بالإضافة الى أن العائلة قدمت اثنين من أبنائها شهداء فى حرب 73 وثورة 2013 ولها العديد من الخدمات فى المركز منها تبرع العائلة بمبالغ مالية كبيرة لبناء المدارس عليها والمستشفيات .
نسب عائلة أبو دومة
ويقول أحمد عبد الرحمن أبو دومة عميد العائلة وعضو مجلس الشعب عن الدائرة سنوات طويلة إن العائلة استوطنتً برية البرلس وكان أبو دومة من عربان البرلس وكان له عدد هائل من الماشية لا يعرف عددها ولا يعرف ما يؤخذ منها لكثرتها وكانت برية البرلس تنقسم بين أبو دومة والمنشاوى والأتربى ، ثم هاجر أبو دومة الى الصعيد والمنشاوى والأتربى الى الدلتا، واستوطن أبو دومه بلدة سميت أم دومة على اسم العائلة وقد أشار علي باشا مبارك إلى أن "أم دومة": بلدة من مديرية جرجا بقسم طهطا على الشاطئ الغربي للسوهاجية قريبة من الجبل، في اتجاه طما إلى جهة الغرب بجوار حدود مديرية أسيوط، فيها أبنية عظيمة وقصور مشيدة ومساجد عامرة ونخيل قليل، وأكثر أهلها مسلمون أصحاب يسار لخصوبة أرضها وجودة محصولاتها، ويحيط بها رصيف متين مبني بالآجر والمونه يقيها من الغرق في زمن فيضان النيل لانخفاض موقعها، ولا يتوصل إليها زمن الفيضان إلا بالمراكب.
وجدير بالذكر أن الرصيف الذي أشار إليه علي باشا مبارك في خططه ما زال موجود حتى الآن ويسمى "القريوس".
ويضيف عميد عائلة أو دومة بمركز طما بسوهاج ، أن أم دومة فيها بيوت مشهورة وأشهرها بيت السيد بن عبد الرحمن أبو دومة "وهو جد العائلة" المتوفي قبل عام 1863م، وقد جعل ناظر قسم مدة في زمن العزيز محمد علي باشا، وكان يمتلك ثروة زائدة ويقتني كثيرًا من أصناف الأنعام والخيل والعبيد، حتى قيل إنه كان إذا ركب يركب خلفه نحو ثلاثين عبدًا أكثرهم متعمم بالشال الكشمير، وعليهم ثياب الجوخ الثمين واسعة الأكمام متقلدين بالسيوف المحلاة على خيول جياد بسروج محلاة وركابات مطلية بالذهب.
ويستمر وصف علي باشا مبارك فى موسوعته ، حيث يؤكد أن السيد عبد الرحمن ابودومه كان متقشفا يتعمم ببلين من الصوف الابيض، وجبة من الصوف فوق ثياب القطن، ويلبس فوق ذلك عباءة من الصوف الذي يسمى عندهم زرديا، ويلبس نعلاً إخميميًا ويشرب الدخان البلدي كثيرا ،أما عن سر تقشفه كما رواه على باشا مبارك فهو يقال إنه دخل عليه مرة رجل من الطوائف قواد النساء الذين يقال لهم فى الجهات القبلية الغوازى ، وكان ذلك الرجل متعممأ بالكشمير متهيئا بالملابس الفاخرة فقام له وعظمه وحياه وبعد شرب القهوة تبين له أنه من هذه الطوائف ، فتأذى من ذلك ولازم التقشف إلى أن توفى.
ودفن السيد عبد الرحمن ابودومة بالمسجد الذى بناه هو ثم اعاد بنائة حفيدة محمد عطية الناظر مع الاحتفاظ بمقصورة جده كما دفن الناظر وعمه عبد الرحمن فى غرفة بجوار المسجد فى الناحية القبليه تسمى " المنامه ".
المقصورة التى دفن بها جد العائلة بالمسجد
ويواصل عميد العائلة حديثه ، أن علي باشا مبارك ذكر في كتابه: وقد أعقب إبنين عطية وعبدالرحمن ، مات عطية فى حياته وترك أولادا أحدهم الحاج محمد الذى لقب فيما بعد باسم الناظر)وهو عمدة الناحية ومن أعضاء شورى النواب ، وتعليقى أيضا أنه تولى النظارة أيضا بعد أن طبع كتاب على باشا مبارك كتابه وهذا سر تسمية فرعنا بالناظر" وكان تعيينه سنة 1294 هجرية أى عام 1877 ميلادية ".
ثم يستمر على مبارك باشا فى كتابه ، وكان عبدالرحمن ناظر قسم بعد ابيه فى زمن الخديوى إسماعيل باشا ولم يلبث إلا قليلا ولزم بيته إلى الآن وهو فى ثروة أبيه بل ربما زادت ثروته ، وكان من أعضاء شورى النواب أيضأ وله ميل إلى لبس الصوف أيضأ لكنه مترفه جدا ولهم يتحدث عن العائله اعتبار كبير عند الحكام والأهالى وقد تولى عبد الرحمن النظارة منذ عام 1863 وحتى تولاها ابن شقيقه محمد عطية عام 1877 م.
فرع آل السيد
فيما يضيف يحى الناظر الخبير السياحى وأحد أفراد العائلة أن هناك فرع السيد أبودومه الذى تحدث عنه على باشا مبارك وتفرع منه الناظر وعطية وعبد الرحمن.
وتولى عبد الرحمن السيد النظارة منذ عام 1863 حتى عام 1877 ،وأعقب 5 أبناء وهم السيد بك عبد الرحمن ، وكان عضوا بمجلس الشيوخ منذ عام 1924 وحتى وفاته عام 1939عدا دورة 1931 التى قاطعها الوفد، وكان وفديا حتى النخاع بدأ رحلته مع الوفد مع الزعيم سعد زغلول ومن بعده النحاس ،ولكن اختلف مع النحاس باشا وانشق عن الوفد مع النقراشى باشا وساهم فى تأسيس الحزب السعدى بل أنه تبرع بشراء أثاث النادى السعدى كاملا واشتراه من محل بونتريمولى محل الموبيليا الشهير بالقاهرة ،وقد انشأ السيد بك اول مدرسة ابتدائية بالقريه وتكفل بمصروفاتها كاملة.
وهناك أيضا سعد الله بك عبد الرحمن وتولى عضوية مجلس الشيوخ سنة 1931 حيث اضطر شقيقه السيد بك لعدم الترشح نتيجة مقاطعة الوفد للانتخابات، كما كان سعد الله بك عضوا بلجنة الشياخات وهى التى تتولى تعيين ورفد ومعاقبة العمد وكان دائم التبرع لأعمال الخير ،ومن أوائل من اقتنى السيارات الحديثة عام 1930
كما أن هناك أحمد عبد الرحمن وكان ابنه محمد بك عضوا بمجلس النواب، وإبراهيم عبد الرحمن وكان كريما ويديه تجرى بالخير دائما وتولى ابنه عبد العظيم عضوية مجلس الشعب واحفادة احمد وحسين ومصطفى عضوية مجلس النواب.
وكذلك يسن عبد الرحمن وكان معروفا بالكرم وأقام بدواره الخاص بكوم غريب وكان ابنه احمد يسن عمدة لكوم غريب .
فيما يواصل عميد العائلة وأحد رموزها السياسية الحاج أحمد عبد الرحمن أبودومة عضو مجلس الشعب الأسبق لفترات طويلة ليتحدث عن العائلة فى خدمة اهاليهم ومحبة الناس للأسرة عبر العصور والتي كان يتم ترجمتها لانتخاب ممثلو الدايرة فى اغلب المجالس النيابية من أبناء العائلة عبر السنين حيث بدأ التمثيل السياسي فى مجلس شورى النواب وقد كان أعضائه من الأسرة السيد عبد الرحمن أبو دومة جد العائلة ، ثم ابنه عبد الرحمن السيد ،ثم حفيده محمد عطية الشهير بالناظر .
وعن مجلس النواب فقد استحوذ على مقاعده كل من أحمد بك الناظر فى الفترة من 1926 وحتى1946 ، ومحمد بك أحمد أبودومة دورتى عام 1942 ودورة عام 1950 ، والمستشار عطية عبد القادر دورة عام 1946.
كما استحوذ على مقاعد مجلس الشعب من العائلة المهندس عبد العظيم أبودومة بدءًا من1971 ، والوزير جمال الناظر دورة 1979 ، وأحمد عبد الرحمن أبودومة دورات 1984 ، 1987،1990، 1995 حتى عام 2000، وحسين عبد الرحمن أبودومة دورة 2010 ، ودورة 2012 ، ومصطفى حسين أبودومة دورة 2015 وحتى الآن.
ويشير سيد عبد العزيز سعد الله أحد أفراد العائلة ، متحدثًا عن التاريخ السياسي للأسرة ، الى أن أبرز المساهمات التى قدمها أبناء الأسرة فى مجال التبرع للأعمال الخيرية تبرع سعد الله بك أبودومة ورضوان بك عطية بمبالغ مالية لصالح مستشفى رمد سوهاج وكذلك لصالح مستشفى طهطا العام بما يوازى قيمته ملايين الجنيهات الان وهو مثبت على اللوحات التذكارية التى تزين مدخل المستشفيات حتى الآن كما تبرعت العائلة بأول مدرستين ابتدائيتين بالقرية وكذلك تبرع العمدة احمد ياسين ابودومة وإخوته بالوحدة الصحية فى كوم غريب.
وعن موقع العمدية يقول الدكتور طلعت أبو دومة ان العائلة شغلت موقع العمودية بقريتى أم دومة وكوم غريب منذ نشاة نظام العمودية فى مصر ، ففى أم دومة تولى عبد الرحمن ابودومة ومحمد عطية ابودومة ورضوان عطية ابودومة وعز العرب رضوان.
وفى كوم غريب تولى عطية السيد ابو دومة وأحمد ياسين ابودومة وياسين ابو إبراهيم ابودومة وعبد الظاهر إبراهيم ابودومة ، وقد حصل على رتبة البكوية من العائلة حسب ما يقول العمدة مظهر ابودومة كلا من السيد بك عبد الرحمن ورضوان بك عطية وسعد الله بك عبد الرحمن وأحمد بك عطية الناظر ، محمد بك عطية الناظر ، ومحمود بك عطية الناظر ومحمد بك احمد عبد الرحمن أبو دومة.
وعن المواقع الحزبية فقد ترأس الحاج عبد العظيم أبو دومة الاتحاد الاشتراكي لمحافظة سوهاج ومن بعده أمانة الحزب الوطني للمحافظة ومع إقرار نظام الإدارة المحلية كان أول رئيس لمجلس محلى المحافظة من عام 1975 وحتى وفاته فى 1984 .
وعن أشهر شخصيات الأسرة فى العصر الحديث يقول الدكتور أحمد طلعت أبو دومة عضو النقابة العامة لصيادلة مصر والقيادي بحزب مستقبل وطن ، أن أشهرهم جمال الناظر وزير السياحة فى عهد الرئيس أنور السادات والدكتور محمد سيد ياسين أبودومة الشاعر والأديب وعميد كلية الدراسات العربية السابق والذى حصل على جائزة الدولة التقديرية فى الفنون والآداب عام 2015 والدكتور محمود عزوز أبودومة أستاذ علوم المسرح فى جامعة الإسكندرية وقبلهم كان اللواء أمير الناظر الياور الخاص لرئيس الجمهورية محمد نجيب والسفير حسين الناظر والسفير جمال عبد القادر واللواء شرطة مصطفى عطية ابودومة واللواء على عبد الجواد ابودومة وعدد كبير من شباب الأسرة الذين يخدمون الوطن فى مجال الشرطة والقوات المسلحة وسلك القضاء المصرى.
شهداء العائلة
وقدمت العائلة فخورة اثنين من خيرة شبابها شهداء حيث يقول رضوان عبد الجواد أبو دومة ان العائلة قدمت شقيقه الشهيد محمد عبد الجواد أبودومة فى حرب التحرير حيث استشهد يوم 21 أكتوبر1973 بعدما عبر بدبابته الى الضفة الشرقية ضمن الموجة الأولى من القوات المسلحة ووثقت مجلة النصر التى تصدر عن القوات المسلحة بطولته.
وفى عام 2013 عادت الأسرة لتقدم شهيدا جديدا من ابناء العائلة وهو الشهيد أحمد رضوان عبد الجواد معاون مباحث الإسماعيلية الذى استشهد وهو يؤدى واجبه فى إرساء دعائم الأمن والأمان.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة