"سمعت عن ابنى بطولات تجعلنى فخورة طول العمر آخرها كمين "البرث" الذى استشهد فيه برفقة المنسى وعدد من الأبطال" بهذه الكلمات بدأت زينب محمد والدة الشهيد محمد صلاح ابن أسيوط، وآخر من استشهدوا فى معركة "البرث" وأحد أبطال هذه الملحمة ورفيق درب المنسى كلماتها لليوم السابع، فالأم جعلت غرفة استقبالها للضيوف متحفا فنيا يضم صور البطل "محمد صلاح"، والدروع التى حصل عليها، وشهاداته العسكرية وشهادات تفوقه فى المدفعية فهو قناص المدفعية كما يطلقون عليه، وصاحب أدق إحداثيات كما ذكرتها كل شهادات التقدير الحاصل عليها.
التقينا بوالدة الشهيد بعد تجسيد دور الشهيد محمد صلاح فى مسلسل "الاختيار" التى أكدت أنها فخورة جدا بشخصية ابنها فى مسلسل الاختيار وأن يتم تجسيد دوره، حيث أنه يستحق ذلك، مشيرة إلى أنها غير قادرة على متابعة مسلسل الاختيار، ورؤية من يجسد دوره لصعوبة الموقف عليها والحزن الذى لم يفارقها لكنها فخورة جدا بتجسيد دور ابنها فى هذا المسلسل الناجح، الذى يخلد ذكرى أبطال ضحوا من أجل الوطن، وتركوا وراءهم سيرة عطرة يفخر بها أبناؤهم وأسرهم ومحافظاتهم وعائلاتهم التى ينتمون إليها .
وأضافت أن الشهيد شارك فى مداهمات وعمليات كثيرة برفقة الشهيد العقيد أحمد المنسى، قائد الكتيبة 103 صاعقة بشمال سيناء وسجلوا بطولات كثيرة ستحكى لأجيال قادة فشارك فى تطهير جبل الحلا ، وعملية الشهيد.
وأوضحت والدة الشهيد أنه كان متفوقا جدا فى الفيزياء والرياضيات وهو ما جعله متفوقا فى سلاح المدفعية، حيث كان صاحب أدق إحداثيات وفقا لكل الفرق التى حصل عليها وكانت تقديراته امتياز وجيد جدا، وتم تكريمه خلال حفل بالمدفعية وأي فرقة يتقدم إليها كان لابد أن يكون من بين الأوائل، وتم ترشيحه لبعثات كتير منها مرتين لأمريكا، والكونغو، والصين، وبعد استشهاده بأسبوع أبلغنى القائد أنه ترقى قبل استشهاده وأصبح قائد عمليات، وكان من المفترض أن ينفذ الترقية قبل استشهاده بأسبوع لكنه فضل أن يكون مع العقيد المنسى ويخلص المهمة معه فى معركة البرث، وبعد ذلك ينفذ النقل، حيث كان من المفترض أن ينفذ النقل فى نفس يوم استشهاده بعد الظهر.
وأضافت أم الشهيد أنها لم تعرف أن الشهيد فى سيناء إلا بعد استشهاده، حيث لم يطلع أى شخص من أسرته على وجوده فى سيناء حتى لا نعيش تحت ضغط، ولكن استمر من 2015 حتى استشهاده فى 2017 وعرفنا بعد استشهاده أنه فى سيناء وأبلى بلاء حسنا فى معارك كثيرة وفى معركة البرث ترك بطولة تحكى لكل الأجيال وأسقط من التكفيريين أعدادا كبيرة وقاتل حتى نفذت ذخيرته ولم يستسلم.
وأضاف أحمد صلاح إسماعيل شقيق الشهيد محمد صلاح أن شقيقه وأصحابه في معركة البرث لم يكونوا أشخاص عاديين بل كانوا أساطير سجلوا ملحمة تاريخية ستحكى لكل الأجيال وكان منهم شقيقه "محمد صلاح" الذى ظهر اسمه في أول مشهد من مشاهد مسلسل الاختيار وهم يقولون عليه " الفرود " بالفعل محمد كان سابقا لسنه وسابقا لرتبته وتفكير بنى جيله ، وكان رقم واحد في كل حاجة ودايما امتياز في كل حاجة ، والنقيب شبراوى في المسلسل نستعين بالفرود محمد صلاح أشطر واحد في المدفعية وكلهم يعرفون الشهيد محمد صلاح في المدفعية وكان يفوق رتبته بكثير ولم نكن نعرف اطلاقا وكانت اسرار شغله لا احد يعرفها لا والدته ولا اشقاؤه كان في كل العمليات الثقيلة.
وفى موقعة كمين البرث حصل عليه هجوم 3 ونصف فجرا، وتم الترتيب له على أعلى مستوى من التكفيريين لأنهم عارفين قوة الناس اللى فيه سواء على مستوى الضباط أو العساكر مثل العسكرى "على على" والشهيد محمد صلاح عمل إشارة استغاثة بالمدفعية وبلغ بالإحداثيات وضرب منهم ناس كتير، وباعترافهم نفسهم وبتصويرهم كان من بينهم عدد كبير من القتلى والأشلاء والموقعة أكبر موقعة فى شمال سيناء.
وعندما اقتربوا من حرم الكمين بدأ يبلغ المدفعية بوصول التكفيريين الدور الأرضى، وطلب من المدفعية ضرب الكمين بكل الموجودين فيه بما فيهم هو "الشهيد محمد صلاح"، وذلك بعد استشهاد المنسى، وشبراوى وحكى لنا أحد العساكر الذى نجى من المعركة أن الشهيد محمد صلاح سجل ملحمة تاريخية حيث صعد إلى الطابق الأعلى هو وعدد من العساكر، وكلما صعد أحد التكفيريين أسقطوه قتيلا، وقبل وصول الدعم أصيب الشهيد بطلقة فى جنبه وبالرغم من ذلك استمر فى القتال.
وكان ابن أسيوط الشهيد محمد صلاح قد استشهد صباح يوم الجمعة 7 يوليو 2017، برفقة الشهيد العقيد أحمد المنسى، حينما تصدوا للهجوم الإرهابى على كمين "البرث"، ليخلدوا ذكرى عطرة تظل تفوح عبر الأجيال.
ولد البطل فى 13 نوفمبر 1987، بمدينة أسيوط، تخرج من الكلية الحربية عام 2007، بدأ خدمته بالقوات المسلحة فى المنطقة الجنوبية العسكرية، ثم نقل إلى الجيش الثالث الميدانى عام 2009، ثم نقل إلى الجيش الثانى الميدانى عام 2013، ثم نقل للخدمة فى سيناء عام 2015، وظل يخدم حتى استشهاد.
والشهيد البطل الرائد محمد صلاح إسماعيل، شارك فى عملية حق الشهيد كما شارك مع أبطال القوات المسلحة فى تطهير جبل الحلال من العناصر التكفيرية والإرهابية، واستطاعوا إنهاء أسطورة جبل الحلال؛ وكانت آخر الكلمات التى كتبها على صفحته على موقع التواصل الاجتماعى هى "اللهم الشهادة الشهادة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة