محمد ثروت

فقه الأقليات في أوروبا

الأربعاء، 20 مايو 2020 12:20 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بينما كنت أقرأ كتاب القس الدكتور روان وليامز رئيس الكنيسة الإنجليكانية في إنجلترا عن الإسلام والمسيحية والتعددية، وجدته يهديه إلى روح الشيخ زكى بدوي العالم الأزهري البريطاني مستشار الأمير تشارلز ولى العهد البريطاني ورئيس الكلية الإسلامية بلندن الذي منحته الملكة اليزابيث لقب "سير"، كما أطلقت مصر اسمه على مدرسة بمسقط رأسه بمحافظة الشرقية. 
 
  والحقيقة أن جهود الراحل الشيخ زكى بدوي (1922-2006)، تركزت أساسا في فقه الأقليات، في محاولة لعلاج مشكلة اندماج العرب والمسلمين في مجتمعاتهم الجديدة في أوروبا، دون التخلي تماما عن ثقافتهم الأصلية التي ينتمون إليها قبل الهجرة. والأهم من ذلك التوفيق بين الشريعة من جهة والقوانين البريطانية والأوروبية المعمول بها من جهة أخرى.   
 
كان الشيخ بدوي ينتقد كل داعية في المجتمعات الأوروبية مازال يقف عند حدود النص الظاهرية وسياقه الزمنية، دون أي اجتهاد ويطلق عليه" طيب القلب قليل الحيلة وناقص الفهم "، وقد أفتى بدوي للمرأة المسلمة في أوروبا بجواز خلع الحجاب، حتى لا تتعرض للاعتداءات من عناصر يمينية غير مسؤولة".
 
وفى مرحلة ما بعد 11 سبتمبر 2001 اعتبر بدوي أن "أي تفجر أو اعتداء على كنيسة أو معبد أو مكان عبادة خرقا لمبادئ الإسلام التي تدعو إلى حماية أماكن العبادة لجميع الأديان".
 
 ومن بين القضايا التي أفتى بدوي بجوازها طبقا لفقه الأقليات: الجمع بين صلاتي المغرب والعشاء لتأخر دخول وقت العشاء في بعض البلاد الأوروبية، دفن المسلم في مقابر غير المسلمين، وإسلام المرأة وبقاء زوجها على دينه، وغيرها من القضايا الفقهية التي توقف البعض عندها في المراكز الإسلامية في الخارج، دون أي استنباط أو اجتهاد أو تحديث للفقه بما يتلاءم مع ظروف البيئة الجديدة، رغم أن فقه الأقليات جزء لا يتجزأ من الفقه العام     
سمى في التراث الديني بفقه النوازل أو مسائل عموم البلوى.    
 
   سار زكى بدوي على درب رواد الإصلاح والتجديد في الفكر الديني ومنهم الإمام محمد عبده، الشيخ على عبد الرازق، الإمام محمود شلتوت وغيرهم، في التجديد الديني الحقيقي والانفتاح على كل العلوم والمعارف الحديثة في استنباط الفتاوى والأحكام الفقهية، فاستحق كل تكريم في حياته وبعد وفاته، لما قدمه لأمته وللإنسانية من جهود في سبيل الفهم والتعارف والتسامح وقبول الآخر، فلروحه السلام .









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة