أكد الدكتور أحمد هيكل رئيس مجلس إدارة شركة القلعة للاستشارات المالية، أن مصر تحملت آثار أزمة فيروس كورونا المستجد بفضل تنفيذها برنامج للإصلاح الاقتصادي، قائلا :"الكل يعرف أنني منذ عام 2005 وأنا أطالب بإلغاء كافة أشكال الدعم وتحرير سعر الصرف وتخفيض عجز الموازنة العامة، وهو بالفعل ما نفذته الدولة من خلال برنامج للإصلاح الاقتصادي منذ عام 2014، وهذا البرنامج وراء تحملنا آثار الأزمة"، مضيفا :"لولا برنامج الإصلاح الاقتصادي لدفعنا ثمن فادح للغاية خلال أزمة كورونا".
وقال "هيكل"، خلال فيديو على منصة EGX Talks، وهي منصة طورتها إدارة البورصة لإجراء لقاءات بقيادات الشركات المدرجة بالبورصة المصرية، اليوم الأربعاء، إن أزمة فيروس كورونا المستجد ضخمة، ومستمرة وغير معلوم أثرها وموعد الانتهاء منها لحين التوصل لمصل للفيروس، مضيفا ولذا لحين ظهور هذا المصل يجب أن نتعايش مع هذه الأزمة- وهذا لفظ موفق- لأن المواطنين لن يقدروا على تحمل أن تغلق المصانع.
وعن تأثير أزمة فيروس كورونا على أداء شركة القلعة، أوضح "هيكل"، أن المجموعة تعمل في 9 قطاعات وهم التكرير والطاقة والمخلفات والأسمنت واللوجيستيات والتعدين والتغليف والزراعة والتصنيع الزراعي وشركة مستلزمات طبية نملك بها حصة أقلية، وتعمل تحت هذه القطاعات 46 شركة، ويختلف تأثير الأزمة على حسب القطاعات؛ ففي مصر بعض القطاعات تأثرت سلباً وبعضها تأثر إيجاباً، وهناك قطاعات أخرى لم تتأثر، مضيفا :"ولذا قد أخرج من اجتماع وأنا مبسوط جداً بالنتائج، وأخرج من آخر وتكون النتائج مختلفة تماماً".
ودلل "هيكل" على حديثه بأداء الشركة المصرية للتكرير، حيث تسبب توقف حركة الطيران سلباً على أدائها، فبعدما كانت تحقق هامش أرباح من أنشطة التكرير متوقع تعادل قيمته 3 مليون دولار يومياً تراجع إلى 800 ألف دولار، بسب تراجع توريد النافتا، رغم أن المصفاة تعمل بكامل طاقتها القصوى حتى وصلت أمس إلى 101%، غير أنه طمأن مساهميه، قائلا :"أخذاً في الاعتبار حجم أزمة فيروس كورونا وتأثيرها المحلي والعالمي، فنحن في وضع جيد، وفي المتوسط ليس هناك تأثير كبير على الشركات سوى المصرية للتكرير".
وحول تأثير الأزمة على خطط استثمارات مجموعة القلعة، أكد هيكل، أن المجموعة بدأت تسريع برنامج الاستثمارات في الشركة التابعة لها البالغ عددها 46 شركة، مستغلة قرار البنك المركزي بتأجيل سداد أقساط الديون والفوائد وهو ما خلق سيولة لدى المجموعة نجحت في ضخها لتسريع الاستثمارات، مضيفا :"لو تم مد قرار تأجيل سداد الأقساط حتى الربع الرابع سنعمل على زيادة تسريع الاستثمارات"، مرجعاً سبب هذه الخطوة إلى أن كافة الشركات التى تتوسع في استثماراتها قبل أو خلال الأزمات هي من تكبر بعد انتهاء الأزمة، لأنه بيحدث غربلة في الأسواق وتدخل وتخرج شركات.
وواصل "هيكل" حديثه قائلا :"أظن أنه لن تأتي أى استثمارات من شركات غير موجودة في السوق، ومن سيضخ استثمارات جديد هي شركات قائمة لديها مجلس إدارة يعرف السوق ويعرف نتائج الأعمال، أما شركات جديدة قد تأتي واحدة أو اثنين ولكن الغالب الموجود هو من سيضخ استثمارات جديدة".
ورداً على نية القلعة الدخول في استثمارات جديدة، أكد "هيكل"، أن المجموعة لا تعتزم الدخول في أي استثمارات جديدة، وتكتفي بضخ استثمارات والتوسع في الشركات القائمة، مضيفا :"لدى شركات تعمل بقطاعات أعرفها وأعرف أداء مديريها، ولذا لست في معرض أن أخذ مخاطرة في شركات جديدة أو قطاعات جديدة"، خاصة وأن تأسيس شركات جديدة أمر غير سهل، مشيرا إلى نجاح المجموعة خلال الـ12 عاماً الماضية في تأسيس مجموعة كبيرة من الشركات رغم الأزمات العالمية والمحلية التى مرت بها الأسواق.
وحول تعامل القلعة مع أزمة فيروس كورونا، قال "هيكل"، إن المجموعة اتخذت كافة الإجراءات الوقائية لحماية موظفيها سواء إلزامهم بارتداء "الماسكات" وتوفير وسائل نقل للموظفين والسماح للموظفين للعمل من المنزل، بالإضافة إلى استقطاع جزء من رواتب الموظفين مؤقتاً، وسداده لهم مستقبلاً بعد انتهاء الأزمة، علاوة على ذلك تم تحفيز الشركات للحفاظ على سيولتها من خلال تحصيل كافة مستحقاتها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة