تستمر حالة العداء بين فنزويلا والولايات المتحدة الامريكية التى بدأت منذ عقود، والتى كانت آخرها اتهامات فنزويلا بشن الولايات المتحدة عملية عسكرية لإسقاط الرئيس الفنزويلى نيكولاس مادورو من السلطة فى أوائل مايو ، فى الوقت الذى نفى فيه الرئيس الامريكى دونالد ترامب ضلوع حكومته فى أى عملية.
وأكد ترامب عدم ضلوع الولايات المتحدة فى أى مؤامرة سرية فاشلة فى فنزويلا تشتبه كاراكاس بتورط أمريكيين فيها، لكنه أكد أن أى تدخل ميدانى قد يأمر به سيكون غزوا معلنا، ولو أردت دخول فنزويلا لما جعلت من الأمر سرا، كما أننى لما ارسلت مجموعة صغيرة ولكننى سأرسل جيشا، وفى هذه الحالة سيسمى غزوا".
ومن الناحية الآخرى، قدم الرئيس الفنزويلى مادورو، أدلة على مشاركة مواطنيين أمريكيين بالتوغل البحرى المسلح على ولاية لاجويرا ، التى تقع على بعد ساعة واحدة من العاصمة كاراكاس، وكان معهم 13 شخصا آخران التى اتهمتهم النيابة الفنزويلية بأنهم مرتزقة من جانب المعارضة التى يرأسها "خوان جوايدو، المعرتف به من جانب الولايات المتحدة كرئيس فنزويلا، وتم اتهامهم بمحاولة غزو البلد الكاريبى.
وقالت كراكاس إن الجندي الامريكى السابق جوردان جودرو التقى في فبراير الماضي في البيت الأبيض مع جوايدو للتخطيط لعملية التوغل في فنزويلا التي تم إحباطها. وقال مادورو "حدث ذلك في البيت الأبيض في 4 فبراير من هذا العام 2020، حيث التقى خوان جوايدو مع جوردان جودرو"، موضحا أن ذلك تم "بناء على أوامر من دونالد ترمب"، وذلك "للعمل على وضع خطة الهجوم"، وجوردان جودرو عضو سابق في "القبعات الخضراء" القوات الخاصة للولايات المتحدة ومؤسس شركة "سيلفر كورب يو إس أيه" الأمنية، وفقا لصحيفة "بولسنامانيا" الإسبانية.
وهددت الولايات المتحدة بفرض عقوبات مدمرة على شركة النفط الإسبانية ريبسول وشركات آخرى تضخ النفط فى فنزويلا وتبيعه فى السوق الدولية، وقال متخصص شئون الأمريكتين فى مجلس القومى الأمريكى، موريسيو كلافير كارونا، فى تصريحات لقناة "ان دى ان 24" الفنزويلية "لم تكن ههناك استثناءات لشيفرون ولا لأى شركة فى العالم"، حسبما قالت صحيفة "اكسبانثيون" المكسيكية.
وكانت الولايات المتحدة الامريكية حذرت شركة ريبسول وشركات اخرى بتوخى الحظر حول أنشطتها فى فنزويلا لأنها تعرض نفسها لعقوبات لانتهاكها نظام القيود الاقتصادية المفروضة على شركة النفط الحكومية الفنزويلية "بدفسا".
وأشارت صحيفة "انفوباى" الأرجنتينية إلى أن مسئول كبير فى حكومة ترامب قال إن الولايات المتحدة يتعين عليها اتخاذ اجراءات ردا على شحن الوقود الإيرانى إلى فنزويلا، وقال المسئول الذى اشترط عدم الكشف عن هويته إن واشنطن لديها درجة عالية من اليقين لأن نظام مادورو يدفع لإيران أطنان من الذهب، فى الوقت الذى يخضع قطاع النفط فى البلدين لعقوبات شديدة من الولايات المتحدة.
وأوضحت الصحيفة أن فنزويلا تحتاج إلى البنزين ومنتجات الوقود المكرر الآخرى للحفاظ على تشغيل البلاد، وسط الانهيار الاقتصادى الذى يحدث فى عهد مادورو، على الرغم من أنها تنتج النفط الخام إلا أن البنية التحتية تدمرت خلال الازمة الاقتصادية.
وفى هذا السياق تمثل الشحنة أحدث علامة على التعاون بين فنزويلا وإيران، بالاضافة إلى ذلك قامت عدة رحلات جوية من طهران الشهر الماضى بنقل مواد إلى فنزويلا لإعادة تشغيل وحدة التكسير الحفاز فى مصفاة كاردون التى تبلغ 310 الف برميل يوميا والتى أدانتها الولايات المتحدة الامريكية.
وأصبحت العلاقة الإيرانية مع فنزويلا على مبدأ "النفط مقابل الذهب" مكشوفة للعلن، خصوصا بعدما أعلن اليوت ابرامز، المسؤول عن ملف فنزويلا في الإدارة الأميركية، قبل فترة أن إيران ترسل طائرات إلى فنزويلا للحصول على الذهب في مقابل الخدمات التي قدمتها لكراكاس، مضيفا أن هذه الطائرات تنقل معدات تنقص القطاع النفطي الفنزويلي، وتعود محملة بالذهب في مقابل ذلك.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة