استغلت فنزويلا الأزمة الصحية التى تمر بها من طوارئ كورونا لتسهيل صفقات مشبوهة مع إيران ، وعملية إخراج سبائك ذهبية من البنك المركزى الفنزويلى لتسليمها لطهران، واتهمت الولايات المتحدة الأمريكية ، الرئيس الفنزويلى نيكولاس مادورو بتسليم إيران أطنانا من احتياطى ذهب فنزويلا، وتحدث وزير الخارجية الأمريكى مايك بومبيو بشأن "تحويلات الدعم الفنزويلى لإيران" مع كبير الدبلوماسيين الأمريكيين للشئون الفنزويلية إليوت أبرامز.
الذهب
وقال أبرامز أن "إيران تلعب دورا فى فنزويلا، والرئيس نيكولاس مادورو يقوم بتسليم أطنان من الذهب لإيران من احتياطات البنك المركزى"، مشيرا إلى أن "الذهب الفنزويلى يخرج بدون شفافية إلى إيران على رحلات ماهان أير لتمويل إعادة تشغيل مصافى النفط فى باراجوانا"، محذرا من ضرورة وجود شفافية فى دولة تحمى الإرهاب"، حسبما قالت صحيفة "إيه بى سى" الإسبانية.
وقالت صحيفة "لابانجورديا" الإسبانية أن حوالى 80 طناً من الذهب فى خزائن البنك المركزى الفنزويلي، تم تسليمهم إلى طهران بسبب إغلاق أكبر بنك فى البلاد ، مثل جميع البنوك ، منذ 13 مارس بسبب الحجر الصحى لفيروس كورونا.
وأشارت الصحيفة إلى أنه "مع عزل العديد من موظفى البنك المركزى فى المنزل ، كان نقل الذهب فى المركبات المدرعة إلى المطار غير ظاهر وتم التنفيذ من قبل أشخاص مدججين بالسلاح ومسؤولين أمنيين من الخزائن الموجودة فى وسط كراكاس ، وفقا للموظفين المطلعين على الموضوع ".
وأضافت الصحيفة الإسبانية أن الخروج السرى للذهب تسبب فى إنخفاض مفاجئ فى الاحتياطات الدولية للبنك المركزى الفنزويلى، الذى انخفض من 8 مليار دولار إلى 6.3 مليار دولار، وهو أدنى مبلغ منذ ثلاثة عقود.
وفرضت الولايات المتحدة الأمريكية عقوبات على شركة الطيران الإيرانية ماهان أير لعدة سنوات لنقل الأسلحة إلى الجماعات الإرهابية فى الشرق الأوسط، وهى الشركة التى تعاقدت معها مادورو لإنشاء جسر جوى بين طهران وبونتو فيجو، فى شبه جزيرة باراجوانا بشمال شرق فنزويلا ، من حوالى 16 رحلة جوية، لإعادة تنشيط مصفاة كاردون،المشلول بسبب نقص النفط.
وأشارت الصحيفة إلى أن مسئولين حكومين فنزويليين خزنوا نحو 9 أطنان من الذهب، أى ما يعادل حوالى 500 مليون دولار، فى الطائرات المتجهة إلى طهران هذا الشهر كدفعة لمساعدة إيران لإحياء مصافى النفط.
من جانبها ، رفضت إيران يوم الجمعة الاتهامات الأمريكية بأنها تساعد فنزويلا على إعادة بناء صناعتها النفطية المتعثرة مقابل الذهب ، وردت بأن واشنطن تسعى إلى عرقلة العلاقات التجارية بين البلدين، وقالت طهران أن المزاعم "لا أساس لها من الصحة".
ويعمل النظامان اللذان عرضا شعبيهما للعقوبات بسبب سياساتهما العدائية، بشكل أوثق خلال السنوات الأخيرة، فى محاولة للصمود فى وجه العقوبات الأمريكية وانهيار أسعار النفط.
فى بداية شهر أبريل العام الماضى، استولت الحكومة الفنزويلية على ثمانية أطنان من الذهب بقيمة 335 مليون دولار، وفى فبراير، أنتجت نفس الكمية من الذهب، مشيرا إلى أن فنزويلا فقدت فى الأشهر الأخيرة 21 طناً من الذهب بقيمة 840 مليون دولار، تم إرسال معظم الذهب إلى تركيا.
وأكد الاقتصادى جويرا أن " قضبان الذهب تباع "تحت الطاولة" دون إذن من الجمعية الوطنية الشرعية لفنزويلا، وهذه هى إحدى الطرق القليلة التى تتلقى بها الدكتاتورية الأموال ، وتحافظ على سلطتها وتدفع جزءًا من ديونها الداخلية والخارجية.
ففى 2018، بدأ البنك المركزى الفنزويلى بنقل الذهب إلى تركيا بشحنة جوية من المعدن بقيمة 36 مليون دولار توجهت إلى اسطنبول، وجاء ذلك بعد أسابيع فقط من زيارة قام بها مادورو إلى تركيا ، وبلغت الشحنات 900 مليون دولار على مدى العام الماضى، وفقا لبيانات حكومية تركية وتقارير تجارية.
ويبيع البنك المركزى الذهب الذى يستخرجه عمال التنقيب إلى مصاف تركية، وتذهب العوائد إلى بنك التنمية الحكومى الفنزويلى بانديس الذى يستخدمها لشراء سلع استهلاكية تركية.
ودعم رجب طيب أردوغان لنيكولاس مادورو فى أزمته السياسية، يخفى حصوله على امتيازات للتمتع بالذهب الفنزويلى، وكانت واشنطن تحذر تركيا خوفا من وصوله الذهب إلى إيران.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة