تلعب الألوان دوراً بارزاً في الحالة النفسية والصحية للبشر، يمكن لبعضها أن يزيد مساحات التوتر أو الغضب أو حتى التوتر، بينما يساهم بعضها الآخر في جلب الهدوء والراحة، ويؤدي قسم ثالث إلى تحفيز العقل والجسد والوجدان.
لذلك تكتسب الألوان دوراً مهماً في العلاج وفي التسويق وفي التصميم والفن لاختيار اللون أو مزيج الألوان الذي يسهم في تحقيق الغرض أو الهدف.
ومع ذلك فإن دلالات الألوان تختلف من مجتمع لآخر، فاللون الأبيض على سبيل المثال يرمز في بعض المجتمعات للنقاء والبراءة والبهجة، بينما يرمز للحزن في مجتمعات أخرى.
ورغم أن الإحساس باللون يختلف من شخص لآخر إلى حد ما، إلا أن هناك بعض تأثيرات الألوان التي لها معنى عالمي.
وبصفة عامة، تُعرف الألوان الموجودة في المنطقة الحمراء من الطيف اللوني بالألوان الدافئة وتشمل الأحمر والبرتقالي والأصفر.
هذه الألوان الدافئة تستثير عواطف تتراوح بين مشاعر الراحة والغضب والعداوة.
في المقابل فإن الألوان في المنطقة الزرقاء من الطيف اللوني تعرف باسم الألوان الباردة وتشمل الأزرق والبنفسجي والأخضر. هذه الألوان توصف عادة بأنها هادئة، ولكنها أيضاً يمكن أن تستدعي للعقل مشاعر الحزن أو اللامبالاة.
وبصفة عامة فإن اللون الأبيض يجلب مشاعر الهدوء والطمأنينة إلى النفس البشرية، لذلك تكتسي ثياب الأطباء باللون الأبيض.
أما الأزرق لون السماء والبحر فهو باعث على الاستقرار والهدوء يساعد على التحكم في المشاعر والسلوكيات.
من جانب آخر، فإن اللون الأسود يرمز للسيطرة والتحكم لذلك يرتدي المديرون في المؤسسات الكبرى أزياء سوداء لفرض الهيبة.
ويعتبر الأصفر لون الإبداع والابتكار والتركيز، بينما يمنح اللون الأخضر التفاؤل والبهجة، بينما يرفع اللون البرتقالي مستويات الحماسة، ويحفز اللون الأحمر الجسد على النشاط والحركة.
العلاج بالألوان
وعرفت حضارات كثيرة أهمية الألوان وتأثيرها النفسي بما في ذلك الحضارة الفرعونية والصينية، واستخدموها في العلاج، ومازال هذا الأسلوب في العلاج يستخدم في الطب البديل.
اللون الأحمر يستخدم في تحفيز الجسد والعقل وزيادة نشاط الدورة الدموية. وبالمقابل، يستثمر اللون الأصفر في تحفيز الأعصاب وتنشيطها وتنقية الجسد.
ويستعان بالنسبة للون البرتقالي في عملية شفاء الرئتين وزيادة مستويات الطاقة والحيوية للجسم، بينما يعتقد أن اللون الأزرق يخفف حدة أعراض المرض، ويعالج الألم.
أما ظلال الإنديجو أو اللون النيلي والتي تعرف أيضاً باسم الصبغة الزرقاء، فتفيد في تلطيف مشاكل البشرة والجلد.
ويشير بعض الباحثين إلى أن التأثير النفسي للألوان مؤقت، كما أن تلك الألوان لها معانٍ متعددة في الثقافات والحضارات والمجتمعات المختلفة. وعلى سبيل المثال، فإن الحجرة المطلية باللون الأزرق تبعث على الهدوء ولكن تأثيرها يتلاشى بعد فترة قصيرة من الوقت.
ووجد الباحثون أن أقراص العلاج الوهمي «البلاسيبو» بالألوان الدافئة أكثر تأثيراً من الناحية النفسية من الأقراص المغلفة بألوان باردة.
وتعمد بعض الدول إلى تركيب مصابيح الشوارع ذات اللون الأزرق للحد من الجريمة في تلك المناطق.
وتلعب درجة الحرارة دوراً في اختيار الألوان والتأثير النفسي لها، فالناس في المناطق الحارة يميلون لاختيار الألوان الباردة، بينما يفضل الناس في الأماكن الباردة اختيار الألوان الحارة الدافئة.
وأشارت أبحاث أخرى إلى أن اللون الأحمر يدفع الناس ليكونوا أكثر سرعة وقوة، ما يساعد في المنافسات الرياضية.
وأظهرت دراسة حديثة أن الفرق التي ترتدي زياً أسود في الغالب، أكثر عرضة للتعرض للعقوبات، وأن التلاميذ يميلون لربط الصفات السلبية بالأزياء السوداء اللون.
وذكرت دراسات حديثة أن بعض الألوان يمكن أن يكون لها تأثير على الأداء، وعلى سبيل المثال، فإن رؤية اللون الأحمر قبل أداء الامتحان يمكن أن يؤثر بالسلب على الأداء والإجابة وبالتالي النتيجة والدرجات، وهو ما قد يفسر ميل معظم المعلمين لتحديد الدرجات المتدنية باللون الأحمر.
وشارك 71 طالباً في دراسة جامعية حيث تم ترقيم كل منهم بالألوان الأحمر أو الأسود أو الأخضر، قبل أداء اختبار لمدة 5 دقائق.
وأظهرت النتيجة أن الطلاب الذين رقموا باللون الأحمر قبل الاختبار انخفضت درجاتهم 20% عن الذين اختاروا اللون الأخضر أو الأسود.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة