السيد شحتة

عندما يخرج هوس السوشيال ميديا عن السيطرة

الخميس، 30 أبريل 2020 12:39 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هوس الليك والشير وصل بالبعض إلى حد الشطط الذى يقود إلى تصرفات تضع صاحبها تحت طائلة القانون، ففى أكثر من واقعة تحولت إساءة توظيف السوشيال ميديا إلى جريمة مكتملة الأركان، وفى أحيان كثيرة يكون الأمر مقرونا بسبق الإصرار والترصد.
 
 واقعة فتاة التيك توك ربما تكون أحدث حلقة فى هذا المسلسل، ولكن قطعا لن تكون الأخيرة، حيث يتسبب هوس البحث عن أكبر قدر من التفاعل واجتذاب أكبر عدد ممكن من المتابعين لدى البعض فى الوقوع في مالا تحمد عقباه.
 
وبينما ظل حلم البحث عن الشهرة مسيطرا على عدد من مستخدمى السوشيال ميديا، ودافعا رئيسيا لهم فى إساءة استغلال وسائل التواصل الاجتماعى فإننا يمكن أن نلحظ بوضوح أن الأمر لم يعد قاصرا على هذا الغرض خلال الآونة الأخيرة حيث جعل البعض من السوشيال ميديا وسيلة للربح السريع.
حتى فى أزمة كورونا، وجدنا بعض راغبى الثراء السريع الذين استغلوا وسائل التواصل الاجتماعى من أجل جنى المال على حساب معاناة الناس، حيث قام عدد من الأشخاص بالترويج للكحول، والمستلزمات الطبية بالمخالفة للقانون، ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل إن هناك من جعل من الفيس بوك على سبيل المثال ساحة مفتوحة للترويج لوسائل وأجهزة ما أنزل الله بها من سلطان لمقاومة الفيروس فى إطار بيع الوهم على طبق من فضة للناس والاستغلال غير المشروع للأزمة. 
 
فى هذا الصدد لا يمكن أن ننسى المحاولات التى يقوم بها بعض الكافرين بالأوطان بين فترة وأخرى من محاولة توظيف السوشيال ميديا للنيل من أوطانهم، حيث السخرية الدائمة من كل إنجاز، والإساءة المتواصلة لكل رمز، علاوة على محاولة بث الإحباط فى النفوس. 
 
هوس السوشيال جعل لدينا ملايين اليوتيوبر، ومليارات القنوات على اليوتيوب، من سيكون المشاهد إذا تحول الجميع إلى مصدر لبث الفيديوهات.
 
أحسب أننا جميعا مدعوون فى هذا الشهر الكريم إلى وضع ميثاق شرف داخلى وأخلاقى فى المقام الأول ينظم استخدام السوشيال حتى تكون ساحة للبناء، وأداة لنشر الخير، وليس سلاحا فى أيدى أهل الشر.
 
أمامنا مجالات كثيرة نافعة لبلداننا وأوطاننا يمكن أن نجعل السوشيال مديا مناسبة للتنافس فيها، مثل إطلاق حملات دعم ومساندة الفئات الأكثر تضررا بفعل أزمة كورونا، وتقديم الدعم المعنوى للأطباء "جيشنا الأبيض الذى يخوض المعركة على الجبهة".
 
الآباء مطالبون بدور أكبر فى توعية الأبناء بمخاطر إساءة استخدام السوشيال، كما يجب أن يكون هناك قدرا أكبر من الرقابة لا الوصاية على الأبناء فى المراحل السنية المبكرة ضمانا للاستخدام الرشيد والمتوازن لهذه الأداة التكنولوجية المتطورة. 
 
قديما كانت وسائل التنشئة الاجتماعية قاصرة على الأسرة، والأقران، واليوم صار هناك تواصل على مدار اللحظة بين الأبناء وهم فى غرف نومهم وبين كل ما يجرى فى العالم عبر السوشيال ميديا، التى تنقل لهم عبر هواتفهم كل حسن وقبيح على ظهر كوكبنا.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة