تعد رواية "شيطان على الصليب" تأليف نجوجى واثيونغو، الصادرة 1982، واحدة من أشهر الروايات الكينية التى ترجمت إلى عدة لغات من بينها العربية، وتصنف دائما على أنها من أيقونات الأدب الأفريقى، وهى رواية مثيرة للجدل، أثارت النقاد والقراء، حيث قال عنها البعض أنها شائنة ومخجلة جدًا، واعتبرها آخرون إنها مصدر للدموع والأحزان، وإنها يجب أن تظل طى الكتمان لكى لا نذرف الدموع مرة ثانية.
وهى رواية ترصد الظلم الذى وقع على الأفارقة فى (كينيا) فى أثناء الاحتلال البريطانى، وما أعقب ذلك الاحتلال من مخلفات استعمارية له علاقة بالجواسيس والعملاء ومراكز الارتباط والتبعية للاستعمار الإنجليزى، ويعتبرها النقاد حالة إنسانية طافحة بالألم، وكاشفة للأساليب الشيطانية التى استخدمها البريطانيون فى القضاء على الروح الإنسانية عند الأفارقة دون أي اعتبار لأى منطق بشرى أو أية أخلاق كونية.
وبحسب الكاتبة سماح عادل، رواية "شيطان على الصليب" للكاتب الإفريقى "نجوجي وا ثيونجو" تحكى عن كينيا بعد نيل الاستقلال، وكيف تحولت إلى مطمع للرأسمالية العالمية، ليس هذا فقط بل أصبحت أرضا خصبة لتكون فئة من الرأسماليين المحليين، والذين يسميهم الروائى بشكل صريح ومباشر باللصوص والسراق، الرواية تشبه ذلك الأدب الذي ينتمي إلى الواقعية الاشتراكية حيث تنتقد بشكل مباشر الرأسمالية ونظام تحرير الأسواق، كما تهاجم الاستعمار القديم الذي خلف نظاما جديدا من الاستعمار فيما يعرف بالاستثمار، وتدين عملاء الرأسمالية من أبناء الوطن.
وهى رواية ومثيرة للذهن وللعواطف، تجذب عاطفتك وتسرق مشاعرك، تقتحمك وتسيطر على كيانك حتى تنهي آخر كلماتها، وكأنها الرواية الأنسب لحالتك النفسية والمزاجية، رواية تدخلنا في جو ميتافيزيقي لذيذ، مميزة بسردها السلس ولغتها الواضحة كما أن أسلوب سردها المميز ساهم في تكوين حبكة قوية زادت من عنصر التشويق.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة