فى الكتيب الصغير المعنون ب"الإخوان المسلمون والشيعة ..التشابه بين التنظيم والطائفة" يقدم الباحث الشاب أحمد عبد الغنى مقاربة جديدة عن أوجه الشبه بين الإخوان والجماعات الشيعية يصل فيها إلى نتيجة مفادها أن الهيكل التنظيمى والمنهج الفكرى الذى تتبناه جماعة الإخوان مستنسخ من الجماعات الشيعية السياسية فى التاريخ الإسلامى.
فى المقدمة يقول الباحث الشاب :"بقدر ما أن هناك إختلاف وتضاد وتنافر بين الإخوان المسلمين والشيعة فإن هناك تشابه وتلاقى بينهما..إنهما أشبه بمتضادات متشابهة ".
فى الفصل الأول من الكتاب يقدم عبد الغنى مجموعة من أوجه التشابه التى تجمع بين الإخوان والتنظيمات الشيعية السرية فينطلق من الإشارة إلى الأصول الشيعية لتنظيم الإخوان، حيث يضع يديه على حقيقة أن جماعة الإخوان نقلت تقريبا بالمسطرة النموذج التنظيمى الخاص بها من جماعة إخوان الصفا الشيعية،لذا فإن على عشماوى المتهم الأشهر فى قضية تنظيم ١٩٦٥ قال في مذكراته أن الاخوان متأثرون بالفكر الباطني وأن التنظيمات العباسية والعلوية وما صاحبها من فرق سرية كانت مصدرا أساسيا يتم الرجوع إليه ودراسته والاستمارة بأفكاره الحركية .
حدد عبد الغنى أوجه الشبه بين التنظيم الإخوانى والجماعات السياسية الشيعية فى مراتب الانضمام حيث أن الاخوان لديهم أخ مساعد،أخ منتسب،أخ عامل،و أخ مجاهد بينما جماعة إخوان الصفا كان لديهم إخوان أخبار، إخوان فضلاء،وإخوان حكماء.
وينتقل الباحث إلى أحد وجوه الشبه الاخرى وهى طريقة التجنيد حيث أن كل عضو فى الإخوان مكلف بضم أعضاء جدد إلى الجماعة عن طريق نموذج الدعوة الفردية ،ويمر خلالها الشخص المجند بعدة مراحل بهدف ضمه للاخوان وإيهامه بأنها الجماعة الأجدر بالانضمام ،وهنا يشير الباحث إلى أن هذه الطريقة تتطابق مع طريقة الحركات الشيعية المتطرفة وتحديدا الحركة الإسماعيلية حيث يخضع الفرد لاختبارات ومراحل متعددة حتى يتم تلقينه مبادئ الدعوة الاسماعيلية .
ويشير الباحث إلى تشابه أخر فى معايير الإخوان لضم أعضاء جدد حيث يؤكد أنها تتطابق مع نفس المعايير التى كانت التنظيمات الشيعية فى التاريخ الإسلامى تتبعها لضم أعضاء جدد، فالإخوان مثلا لم تكن تضم لها الا النشء والشباب ،وكذلك فإن جماعة إخوان الصفا كانت توصى أعضاءها بتجنيد الشباب وصغار السن ،كما يلفت الباحث النظر إلى أن الأسرة الإخوانية التى تعد أصغر لبنة فى بناء تنظيم الإخوان هو نظام شديد الشبه بما يسمى ب"الحلقة الاخوية" لدى جماعة "إخوان الصفا" الشيعية.
ويشير الباحث إلى أن فكرة البيعة وشرائطها المعمول بها لدى الإخوان ومنصوص عليها فى لوائحها كان معمولا بها لدى الحركات الشيعية فالدعوة الإسماعيلية كانت تؤخذ يمين الولاء لقائدها من المنضم الجديد بعد اجتيازه مراحل محددة بالاضافة إلى نفس الاشتراطات الخاصة بالإخوان، النقطة الأبرز التى وضع الباحث يده عليها هى التنظيم المالى لدى الاخوان، حيث كل عضو بالجماعة مطالب بالتنازل عن خمس دخله او عشره على الاقل لصالح الجماعة ،لكن المفاجأة أن الحركات السياسية الشيعية تستخدم نفس الطريقة فجميعها لها تقليد وهو تنازل العضو عن خمس دخله لصالح الامام.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة