فى ظل الأزمة العالمية التى يعانيها دول العالم، إثر انتشار فيروس كورونا، وإشادة منظمة الصحة العالمية بالاجراءات الاحترازية التى اتخذتها مصر لحماية الشعب من انتشار الفيرس، هناك جنود مجهولون وراء تنفيذ هذه الإجراءات، إنهم فريق التمريض بكل الوحدات والمستشفيات والإدارات الصحية فى كل بقاع مصر بقراها ومحافظتها، بعضهم مغترب ويعيش فى محافظة بعيدة عن محافظته، ومحروم حتى من رؤية أهله، ومن يعيش مع أهله يحاول قدر الإمكان أن يكون حريصا على أهل منزله.
ويكمل أحمد:" جميعا نبدأ ناخذ كافة احتياطاتنا قبل الدخول للمريض من الالتزام بمعايير مكافحة العدوى، من غسيل الأيدى ولبس كافة الواقيات الشخصية جوانتيات معقمة ماسكات عالية الكفاءة N95- أو ماسكات جراحية على حسب الحالة التى أعمل معها، وفلا حالة بالعزل نحتاج كافة الإجراءات الوقائية، من نظارات وجوانتيات وماسكات عالية الكفاءة وغطاء للرأس وجاونات معقمة، كله على حسب الإجراء الذى سيتم اتباعه مع المريض، إن كان على جهاز تنفس صناعى، أو مريض عادى وواعى، فكل مريض حسب حالته، وكل حاله لها اجراء مختلف.
ثم بعد ذلك نبدأ تنفيذ خطة العلاج المطلوبة للمريض بكل دقه، وسحب التحاليل المطلوبة له يوميا، مع أخذ كافة العلامات الحيوية له، من قياس لضغط الدم، وقياس حرارة المريض، وعدد مرات التنفس، ومعدل النبض للمريض.
وعن علاقته بجيرانه وكيفية تعامله معهم والعكس، قال احمد:" بالنسبة للجيران طبعا نظرتهم في الوضع الحالي نظرة قلق وخوف شويه علشان العدوي، لكن تعاملهم كويس جدا، ومكانتنا ازدادت أكتر من الأول ودورنا وأهميتنا زادت عندهم أكتر من زمان، والنظرة اتغيرت، وبدأ يبصولنا على أننا أبطال الفترة دي في ظل أزمة انتشار فيروس كورونا".
وعن علاقته بأفراد أسرته قال أحمد :"أنا متزوج طبعا وعندى أولاد وفِى المرحلة الحالية أنا فى مأمورية بقالى أكثر من شهرين، ولم أنزل إجازات لأنى خايف عليهم من انتقال أي عدوي ليهم أو لأهلي حرصا علي صحتهم، لأنه وارد حدوث عدوي في اَي لحظة، وهذا شئ طبعا مؤثر نفسيا ولكن من أجل الحرص عليهم، أتواصل معاهم عن طريق الفيديو كول للاطمئنان عليهم فقط.
وحول أصعب الموقف التى مر بها أحمد خلال الأزمة، قال:" أصعب المواقف حاليا أن كل واحد مبقاش قادر يسلم علي جيرانه، وبالأخص والأصعب الزملاء فى العمل، ممنوع حاليا السلام بالأيدى، أو التقرب لأقل من متر مع الزميل فى العمل أو مرافقين المرضى بدون أخذ الاحتياطات اللازمة.
وبلهجة يملؤها الحزن، قال أحمد:" أن الموقف الأصعب كان من والدتى، لأنها بكت من خوفها عليه وقالتلى خلي بالك من نفسك، أنا سمعت أكتر من مرة إصابة ناس كتيرة من تمريض زملاء أو أطباء زملاء معانا، لكنى طمأنتها وقلتلها ما تقلقيش، إحنا واخدين حذرنا وبنحافظ على نفسنا وبنلبس الواقيات الشخصية، وأى حاجة بعد كده مقدرة لينا، قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا".
ويضيف أحمد، أن أصعب شىء لديه هو عدم رؤيته لأطفاله، قائلا:" أنا مفتقد أولادى بنتين توأم، عمرهم لم يتجاوز سنتين ونصف، ونفسى أشوفهم وأبقى معاهم ووسطهم فى الظروف دى".
ورغم كل الظروف المحيطة بأحمد وزملائه إلا أن الأمل يلمؤه، قائلا:" أنا شايف بكره إن شاء الله بأمل وتفاؤل، لأن دى محنه وربنا بيختبرنا فيها، وبيشوف صبرنا هيبقى إزاي وأوضاعنا هتتغير ولا لأ".
وتابع أحمد، قائلا:" اللي بيفرق معانا روح الفريق مع بعض وتكاتفهم ووحدتهم مع بعض كانت هيا اللى بتعدى اَى أزمة مهما كانت صعبة أو مستحيلة، وكنا دايما قلبنا أوى وعمرنا ما خفنا من المواجهة".
وفى النهاية أرسل أحمد رسالة كتب فيها "إخوانى وأخواتى أبناء هذا الوطن.. أنا منكم أسهر وأعمل لحمايتكم وانقاذ الوطن من الخطر الذى يواجهكم.. لم أرى أولادى وأهلى منذ عدة أيام.. ولأن أولادكم أيضا أولادى وأهلكم أيضا أهلى.. ولابد أن أحميهم أيضا من هذا المرض.. اليوم هو مسئوليتنا جميعا.. قد تختلف أدوارنا ولكن الهدف واحد.. أتعهد أن أقوم بواجبى بكل إخلاص وتفانى.. وأتمنى منكم جميعا أن تلتزموا منازلكم.. وإن خرجتم أن تكونوا مثال للشعب الواعى الملتزم وفقنا الله جميعا إلى ما يحبه ويرضاه.
خالص تحياتى
فرد من جيش التمريض الأبيض المصرى
ممرض مقاتل
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة