يعد المخرج مارتن سكورسيزي واحد من أهم المخرجين حول العالم في تاريخ السينما بصفة عامة، لا بفضل إخراج أهم الأفلام فحسب وإنما لعقليته الكبيرة التي طالما أثرت في عالم السينما، حيث عُرف دائماً بقدرته علي التطوير مما جعل اسمه مدرسة في حد ذاته يتسابق النجوم في التعلم منها.
سكورسيزى ورغم المخاوف التي انتابت كثيرين منذ ظهور المنصات الرقمية كـنتفليكس وأبل، لما قد يكون لها من تأثير سلبي على السينما، بعزوف الكثيرين عن الذهاب لصالات السينما والاكتفاء بمشاهدة الأعمال علي تلك المنصات، تمكن من قلب الآية، وذلك من خلال استغلال تلك المنصات لصالح السينما وتطويرها، مثلما حدث مع "الايرلندي" اسم فيلمه الأخير الذى اعتبره الكثيرون بمثابة تحفة سينمائية، وذلك بعدما ضم للفيلم نجوم بحجم ال باتشينو ودي نيرو، خلال عمل وصلت مدته لثلاث ساعات كاملة مما كلف الفيلم انتاج ضخماً خاصة مع لجوئه لتقنيات عالية أثناء تصوير الفيلم.
سكورسيزي ومع عدم تمكن الشركات الكبيرة من انتاج هذا الفيلم لجأ لـنتفليكس التي مولت الفيلم بالفعل، ووافقت علي عرضه في السينما لفترة قصيرة لم تصل لثلاثة أسابيع قبل تحويله لشاشة نت فليكس، وهو الأمر الذي ساعده في إنقاذ فيلمه وخروجه بأفضل صورة ممكنة، كما ترشح لـ 10 جوائز أوسكار و5 جولدن جلوب.
ليوناردو ودي نيرو
وها هو سكورسيزي مرة أخري يعاود الكرة، وذلك بعدما أعلنت تقارير أخيرة أن شركة بارمونت تري أن ميزانية فيلمه Killers of the Flower Moon ضخمة للغاية حيث تتجاوز الـ 200 مليون دولار بشكل أكبر مما كانوا يخططوا له، .. وبالتالي قرر المخرج المخضرم وفقاً لعدد من التقارير الأخيرة اللجوء إلي الحل السحري ممثل في ابل ونت فليكس ليعرض عليهم تمويل الفيلم الذي يقوم ببطولته ليوناردو دي كابريو وروبرت دي نيرو مثلما حصل مع "الايرلندي"، وهو الأمر الذي يثبت ذكاء المخرج المخضرم ذو الـ 78 عام، والذي دوماً ما يواكب أية ملامح للتطوير في صناعة السينما الذي يعتبر أحد أهم روادها حالياً ليواصل إخراج تحفه الفنية ويتلاعب بكل من حوله في معادلة يستفيد فيها الجميع، فتحقق فيها المنصات الرقمية ارباح كبري، كما تستفيد السينما ويسعد الجمهور بتلك الأفلام.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة