هنا شعب يحب الحياة ، وأرض تعشق التنوع ..هنا سواعد تقاوم الوباء ، وأيدى تواصل العمل من أجل البناء ليل نهار.. هنا أطفال صغار يحلمون بالعودة للشوارع والمدارس والحدائق والملاهى بعد زوال الكابوس .. هنا نساء من ذهب يدرن بإقتدار شديد ميزانيات أسرهن فى ظل وباء طالت أثار أزمته الكبير والصغير ..هنا بلد ينحت فى الصخر كى ينال المكانة التى يستحقها .
ما فشلت طيور الظلام فى استيعابه لانها لم تعتد أبدا التفكير ،ولا تجيد سوى استخدام أسلحة القتل والترويع هو أن مصر الحضارة والتنوير لايمكن أن يحتضن جزءا من ترابها سموما يسعى بعض الكافرون بالأوطان لبثها بين الناس بقوة السلاح.
فى اللحظة التى يخوض فيها جيش مصر الأبيض بدعم كامل من الدولة والتفاف شعبى كامل معركة غير مسبوقة مع وباء شرس يهدد حياة الملايين من المصريين أختارت عدد من العناصر الأرهابية فى الأميرية أن يقفوا فى صف المرض وضد الشعب وخططوا لاستهداف عدد من أقباط مصر البسطاء ولكن يقظة الأمن أفشلت مخططهم فى القتل والتخريب وإحداث شرخ يسعون له بين عنصرى الأمة ،ولن يفلحوا اذا أبدا فهذا بلد فى عصمة خالقه إلى يوم الدين.
مصر لم ولن تكون واحدة من تلك الدول التى اختطفها الإرهابيون والدواعش وجعلوا منها ساحة لكى يعيثوا فى الأرض فسادا ، هذه تربة خصبة للخير والنماء منذ الفراعنة وحتى قيام الساعة تقبل كل طيب وترفض كل خبيث ، تحتضن الصالح وتطرد الطالح.
هنا تتجسد ثقافة الاختلاف والتنوع فمن الصعب أن تميز بين المسلم ، والمسيحى ، بين اليسارى والليبرالى ، بين العلمانى ، والمتدين ، فالكل تشبعوا منذ المهد بأن هذا بلد يسع الجميع ، ولهذا أيضا فإنهم جميعا يرفضون قلبا وقالبا الإرهاب ، الذى يحاول بين فترة وأخرى أن يطل بأعماله القذرة ولكن فى الوقت الضائع.
ليس لقوة فى الأرض أن تفرض كلمتها على وطن أختار طريقه منذ فجر التاريخ وجعل ترابه ساحة مفتوحة لكل الأديان ، والأفكار والثقافات ، فشل الإرهاب فشلا ذريعا فى مصر خلال الأعوام الثلاث الأخيرة ، كما فشل فى التسعينات ، كما سوف يفشل مستقبلا إذا حاولت أذنابه الخروج من جحورها مستقبلا ، لان هذا بلد يؤمن بالنوافذ المفتوحة لا بالغرف المغلقة ، كما أنه يسعى وبقوة متمسكا بإيمانه وثوابته إلى اللحاق بركب المستقبل لا الغرق فى أوهام الماضى ، كما أنه فضلا عن هذا كله يمتلك عيونا ساهرة قادرة على حماية أمنه ، ورد سهام الأعداء إلى صدورهم.
أحسب أن حادث الأميرية يعد تجسيدا واضحا على أن الإرهاب فى مصر إلى زوال فالضربات المتتابعة التى تلقتها التنظيمات الإرهابية طوال السنوات الماضية أفقدتها أى قدرة على الفعل أو المناورة ، ولم يعد بمقدروها اليوم سوى الإنتحار عبر التفكير المتخبط فى شن هجمات تتمكن يقظة الأمن من إحباطها قبل أى هامش مناورة
حمى الله مصر وشعبها من كل سوء
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة