لم يفرق فيروس كورونا COVID-19 بين الفقراء والأغنياء، إلا أن طرق مواجهة الوباء اختلفت بحسب المستوى الاقتصادى بين البلدان، ومع إعلان منظمة الصحة العالمية WHO أن هذا الفيروس هو وباء عالمى أصبحت شركات التأمين فى تلك الدول الفقيرة فى حاجة إلى النظر إلى الموضوع كمسئولية مجتمعية، والقيام بتقديم بعض المنتجات الجديدة أو إضافة بعض المزايا للوثائق أو المنتجات الحالية لمواجهة الأضرار الناجمة عن الفيروس.
ومن أمثلة تلك الدول كيـنيـا التى مازال التأمين الطبى يمثل فيها قطاعًا خاسرًا، بسبب تقويض الأسعار والاحتيال وارتفاع فواتير المستشفيات مما تسبب فى خسائر كبيرة لشركات التأمين الطبى قدرت بمليار شيكل فى 2018.
وفى حال ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا COVID-19، فإن جميع شركات التأمين ستغلق وسوف تمحو المطالبات شركات التأمين بالكامل. لذلك فقد تدخلت هيئة تنظيم التأمين الحكومية لضمان سداد المدفوعات أو التعويضات.
وفى الهند بذلت شركات التأمين قصارى جهدها لطمأنه حاملى وثائق التأمين على الحياة بأن المعرضين للوفاة بسبب فيروس كورونا COVID-19 سيحصلون على مبالغ التأمين، على الرغم من أن العديد من منتجات الحياة تستبعد فيروس كورونا، تقول ميشيل كرورى Michelle Crorie، الشريكة فى مكتب المحاماة كلايد وشركاه law firm Clyde & Co "لقد تم وضع الكثير من الاستثناءات فى وثائق التأمين السنوات العشر الماضية بسبب خبرة شركات التأمين فى تفشى بعض أنواع الإنفلونزا".
كما ستوفر حكومة نيبال تغطية تأمينية بقيمة 5 ملايين روبية هندية (42000 دولار أمريكي) للفرد للعاملين فى مجال الصحة الذين هم فى الخطوط الأمامية لمحاربة حالات فيروس كورونا COVID-19فى البلاد، ومع وجود خمس حالات COVID-19 نشطة وما يقرب من 100 شخص فى الحجر الصحى، سيستفيد من نظام التأمين أكثر من 60.000 فرد فى مجال الصحة فى جميع أنحاء المملكة.
وتشترك البلاد فى حدود طولها 1400 كيلومتر مع الصين وهى واحدة من أقل البلدان نموا والأكثر كثافة سكانية فى العالم ولديها مستويات رعاية صحية وصرف صحى سيئة وتعتبر دولة عالية الخطورة للوباء - وكذلك واحدة من أقل الدول استعدادًا.
ويوجد فى نيبال عدد كبير من السكان غير المقيمين ويقدر أن 28٪ من القوى العاملة فى نيبال يعملون فى الخارج، خاصة فى النقاط الساخنة COVID-19مثل هونغ كونغ وماليزيا والاتحاد الأوروبى والمملكة المتحدة.
وتجتذب نيبال أيضًا الآلاف من السياح كل عام من جميع أنحاء العالم، حيث يحاول عدد كبير تسلق جبل إيفرست، أعلى قمة فى العالم، وقد عاد معظم المصابين بالفيروس مؤخرًا من الخارج، وبالنظر إلى أن البلاد بها عدد قليل جدًا من المستشفيات والقوى العاملة المدربة، فإن المزيد من الحالات الجديدة ستسبب ضغطًا شديدًا على النظام الصحى المثقل بالفعل، وستعزز المبادرة الحكومية أيضًا الوعى بالتأمين الصحى فى نيبال، حيث لا يتمتع أكثر من 90٪ من مواطنيها بأى تغطية تأمين صحى، ومعظمهم يدفعون من الجيب لأى حالات طوارئ طبية.
وتعمل الهيئة التنظيمية على خلق الوعى بفوائد التأمين الصحى والضغط من أجل خطط التأمين متناهى الصغر لتغطية الجماهير. بموجب الخطة الحكومية، سيتم تعويض العاملين الصحيين فى جميع أنحاء البلاد المصابين أثناء علاج مرضى COVID-19بموجب خطة التأمين التى تغطى أيضًا تكاليف العلاج فى المستشفى.
وفى الفلبين يعتقد خوان باولو روكساس، رئيس قسم التأمين متناهى الصغر فى هيئة التأمين الفلبينية، أن جائحة فيروس كورونا يمكن أن يساعد الفلبينيين على أن يصبحوا أكثر وعياً بأهمية تغطية التأمين. يقول روكساس: "أعتقد أن العديد من المواطنين سوف يميلون ويكونوا على دراية بأن التأمين موجود بالفعل ويمكن أن يساعدهم"، ويضيف زميله جوناثان باتانجان، أن الوباء يمكن أن يوفر فرصة لإنشاء منتجات جديدة لتوفير غطاء ضد فيروسات كورونا COVID-19
ومن جهته أعلن الاتحاد المصرى للتأمين أنه يسعى من خلال لجنة التأمين متناهى الصغر، وبالتعاون مع الهيئة العامة للرقابة المالية وبعض الاتحادات الهامة كاتحاد الصناعات وبعض منظمات التعاون الدولية محاولة الاستفادة من هذه التجربة المريرة، وتحويلها إلى مبادرة إيجابية لدعم الأسر الفقيرة والعمالة غير الرسمية وغيره من خلال منتجات مخصصة لهم يمكن أن تقوم بدعمهم فى مثل هذه الحالات مستثمرين حالة التأهب وشعور بعض الفئات بعدم القدرة، وذلك بحثهم على الاشتراك فى التأمين متناهى الصغر والذى يمكن أن يكون طوق نجاة لهم فى مثل هذه الظروف.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة