انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعى فيديو كتب تعليقا عليه إنه يعود لـ هجانة خفر الحدود المصرية 1929 .
ويدفعنا ذلك للبحث عن الهجانة وتاريخها فى التراث المصرى والسودانى معا، ونعتمد فى ذلك على مقالة كتابها "طارق بدراوى" يقول فيها:
قوات الهجانة المصرية من أعرق القوات التى نشأت بداخل القوات المسلحة المصرية، والتى كان لها الفضل فى الكثير من الحروب التى خاضتها مصر، وقد تم تشكيل قوات الهجانة المصرية وتنظيمها بعناية فائقة لأغراض الحرب المختلفة هذا وقد تم اختيار مصطلح الهجانة على هذه القوات لأنها كانت تستخدم الجمال والخيول فى القيام بمهام مختلفة بين ثنايا الجبال وفى دروب الصحراء، وأثناء الحروب حيث أن مصطلح الهجانة فى اللغة العربية تعنى راكبى الجمال وذلك تسهيلا لمهامهم التى تم تكليفهم بها من قبل القوات المسلحة.
هجانة خفر الحدود المصرية 1929 ..!!
— سقراط (@so2rate) August 31, 2018
قوات حرس الحدود ..!!#MASRZAMAN pic.twitter.com/YJkxRWqGXi
وقد بدأ تشكيل أولى فرق الهجانة فى مصر عام 1896م فى عهد الخديوى عباس حلمى الثانى وقد تم تشكيلها من جنود وضباط مصريين بالإضافة إلى لواء وعدد من الضباط السودانيين وذلك تحت قيادة اثنين من الضباط الإنجليز وهما العقيد لوزى قائدا والمقدم هنرى نائبا للقائد .
هجانة خفر الحدود المصرية 1929 ..!!
— سقراط (@so2rate) August 31, 2018
قوات حرس الحدود 2⃣ ..!!#MASRZAMAN pic.twitter.com/lWLQbYylGF
وقد تعددت الأسباب وراء تكوين فرق الهجانة المصرية منها حماية الحدود من المهربين لأى ممنوعات كالسلاح والمخدرات وتمهيد الطرق المختلفة بين ثنايا الجبال لتسهيل العمليات المختلفة أثناء الحروب وحماية من يضلون الطريق فى المناطق الصحراوية والحفاظ على الاستقرار فى مناطق الحدود المصرية والعمل على استقرار الأمن فيها ومنع محاولات التسلل من وإلى مصر وبعد تكوين أولى فرق قوات الهجانة المصرية وذلك فى العام المذكور اشتركت قوات الهجانة المصرية فى نفس العام فى حملة قامت لإعادة فتح السودان مرة أخرى بعدما استولى عليها المهديون بعدما قاموا بثورتهم بداية من عام 1880م بسبب مثالب الحكم التركى المصرى وفساد موظفيه.
وقد بدأت مسيرة هذه الثورة بعدة انتصارات محدودة ثم اتسع نطاق هذه الانتصارات بسرعة بعد خوض عدة معارك كبيرة منها معركة شيكان الشهيرة والتى تم القضاء فيها على هكس باشا وجنوده من المصريين والإنجليز وأخيرا تم الاستيلاء على مدينة الخرطوم العاصمة وقضوا على حاكم السودان حينذاك الجنرال جوردون لتنتهى بذلك فترة السيطرة المصرية على السودان وكان ذلك عام 1885م فى عهد الخديوى توفيق وكان من نتائج ذلك أن تم خروج الجيش المصرى من السودان .
وما حدث بعد ذلك أن الأحوال فى السودان ساءت بعد ذلك فى فترة عبد الله التعايشى الذى خلف المهدى فى نفس العام 1885م ودخل التعايشى فى حروب داخلية وخارجية كثيرة كالحرب ضد الحبشة ومحاولة غزو مصر التى كانت قد صارت مستعمرة بريطانية بصورة رسمية فى ذلك الوقت ولم تتمكن قواته من هزيمة الجيش البريطانى وفى عام 1896م أنذرت الحكومة البريطانية فرنسا بعدم الزحف فى اتجاه السودان وقامت بإرسال بعثة عسكرية مشتركة مع مصر لإعادة فتح السودان شاركت فيها قوات الهجانة المصرية وكان قائد هذه الحملة اللورد هربرت كتشينر وقد هزم قوات الخليفة التعايشى فى أم درمان فى يوم 2 سبتمبر عام 1898م وسقطت الخرطوم فى يد القوات المصرية والبريطانية وانتهت بذلك الدولة المهدية وتم رفع العلمين المصرى والبريطانى على العاصمة الخرطوم يوم 4 سبتمبر عام 1899م.
وقد طمع الإنجليز فى البداية فى الاستيلاء على السودان بمفردهم ولكن الأمر انتهى بتوقيع اتفاقية الحكم الثنائى للسودان ما بين مصر وبريطانيا عام 1899م والتى نصت على أن يكون حاكم عام السودان إنجليزيا ويعاونه نائب مصرى وأن تتحمل الحكومة المصرية كافة النفقات فى السودان مع إلغاء أى امتيازات أجنبية وتم تحديد مدينة سواكن يرفع عليها العلم المصرى فقط وباقى المدن يرفع عليها العلمان المصرى والإنجليزي وقد وقع على تلك الاتفاقية كل من بطرس غالى باشا ناظر الخارجية المصرى ممثلا لمصر واللورد كرومر المعتمد السامى البريطانى فى مصر ممثلا عن بريطانيا .
وكان من ضمن قوات الهجانة المصرية التى شاركت فى إعادة فتح السودان مجموعة من السودانيين وتحديدا من منطقة حلفا وكانت قوات الهجانة مقسمة إلى بلوكات كل بلوك يتكون من 150 ضابط وجندى وكان لهذه القوات دور ملموس فى نجاح حملة إعادة فتح السودان وبعد ذلك تم احتلال منطقة كردفان على يد الكولونيل ماهون والذى استعان بفرقة من الهجانة من منطقة أبو دلبق ونجح فى احتلال هذا الإقليم الهام وبسبب الطقس المتقلب فى السودان وعدم تكيف الجنود المصريين عليه فقد تم إعادتهم إلى مصر واستبدالهم بقوات أخرى بديلة من الهجانة أيضا وبعد ذلك توجهت هذه القوات إلى كردفان وتحديدا إلى منطقة بارا لإقامة معسكرهم فيها وذلك بسبب موقعها الاستراتيجي المميز والذى يتوسط السودان وكذلك نظرا لتوافر العشب والكلأ اللازمة للخيول والجمال بكثرة هناك.
وفى عام 1902م تم تجنيد ما أطلق عليه البلوك الأول من قوات الهجانة فى السودان وهم من أبناء قبيلة بقارة وبعدها تم تجنيد البلوك الثانى وإنشاء مبانى للمعسكرات وبعدها تم تجنيد مجموعة من أبناء الجبال لتتم إضافتهم إلى قوات الهجانة المختلفة وقد تم اختيار أول قائد سودانى لقوات الهجانة بعد حصول السودان على الاستقلال عام 1956م وهو البكباشى مأمون المرضى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة