رفض دفن موتى كورونا يثير الجدل.. مركز الأزهر للفتوى: التنمر ضد مصابى كورونا سلوك مرفوض ومحرم.. الإفتاء: التشاؤم والاستهزاء سلوك ذميم منهى عنه شرعا.. ومنع دفن الجثمان تعدٍ على حق الله وحق العباد وغير جائز

السبت، 11 أبريل 2020 05:43 م
رفض دفن موتى كورونا يثير الجدل.. مركز الأزهر للفتوى: التنمر ضد مصابى كورونا سلوك مرفوض ومحرم.. الإفتاء: التشاؤم والاستهزاء سلوك ذميم منهى عنه شرعا.. ومنع دفن الجثمان تعدٍ على حق الله وحق العباد وغير جائز مركز الازهر العالمى للفتوى الالكترونية
كتب لؤى على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ما شهدته قرية شبرا البهو التابعة لمركز أجا بمحافظة الدقهلية، من رفض بعض الأهالى دفن جثمان الطبيبة المتوفية بفيروس كورونا ليست الواقعة الأولى حيث شهدت قرية بولس التابعة لمركز كفر الدوار بالبحيرة، حالة من الجدل والخلاف بين الأهالى بعضهم البعض بعد وفاة أحد المصابين بفيروس كورونا في القرية،والذين اعترضوا على دفنه بمقابر القرية خوفا من نقل العدوى بينهم ، وقابل ذلك غضب واعتراض شديد من أسرة المتوفى حتى وصل الأمر لمشادات بين أسرة المتوفي وأهالى القرية ووصل الأمر إلى إلقاء الطوب والحجارة وتدخلت الشرطة ونجحت في تمكين أسرة المتوفي من دفن جثمانه.
 
من جانبه قال الدكتور احمد عمر هاشم ،عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف إن هذا الوباء بقضاء الله وقدره وليس للبشر فيه دخل والانسان الذى يصاب بمثل هذه الامراض الخطيرة كوباء كورونا وغيره ويموت فإنه يحصل على أجر الشهيد.
 
وأضاف فى تصريحات خاصة لليوم السابع ، أن العدوى إنما تصيب بإذن الله فلا عدوى تؤثر بنفسها بل بفعل الله فالذين يمتنعون عن غسل أو تكفين او دفن الميت بكورونا مخطئون وآثمون وعليهم ان يتوبوا إلى الله ويستغفروه ولابد أن يكرم الميت بعد وفاته كما يكرم فى حياته.
 
وتابع :فيجب على أهله ومن هو فى حوزتهم أن يغسلوه وأن يكفنوه وأن يدفنوه وألا  يخافوا من وقوع أى شيء لأن كل ذلك بقضاء الله وقدره ومن هنا وجب على الجميع أن يكرموا الميت.
 
 
من جانبها قالت دار الإفتاء المصرية، عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، إن التشاؤم والاستهزاء والتحقير والتنمر بالمصابين والمرضى، سلوك ذميم منهى عنه شرعا، وذلك عقب قيام بعض الأهالى برفض دفن ميت كورونا، وتدخل قوات الأمن لفض تجمهر المعترضين، وتمكين أهل المتوفى بكورونا من دفنه.
 
وكان الدكتور خالد عمران، أمين الفتوى بدار الإفتاء، أكد أن دفن الجثمان من جملة ما جعله الإسلام من الحقوق علينا تجاه الميت؛ تكريما له وصيانة للجسد بعد الموت، مضيفا أن دفن المتوفى بالأمراض المعدية مثل كورونا يجب أن يكون بحسب تعليمات وزارة الصحة.
 
وتابع عمران، فى تصريحات خاصة لـ "اليوم السابع ": "وضحت وزارة الصحة المصرية والجهات المعنية الإجراءات المتبعة في التعامل مع المتوفى بكورونا بما يجمع بين التدابير الصحية والإجراءات الشرعية كليهما، وأيضا يجمع بين الوقاية الصحية وتكريم الإنسان وعدم التنمر به خصوصا والمأمول من الله فيمن ابتلي بالموت بهذه الجائحة أن ينال درجة الشهادة عند الله في الآخرة؛ فإذا صرحت الجهات المختصة بدفن جثمان بطريقة ما وجب دفنه بالطريقة التي صرحت بها، ولا يجوز تجاوز تعليمات الوزارة لما فيه من الضرر، كما لا يجوز منع دفن الجثمان لما فيه من التعدي على حق العباد وحق الله تعالى".
 
واستكمل عمران: "نهيب بالجميع أن يبادروا بإرضاء الله تعالى في مثل هذه الأوقات التي يتعين علينا جميعا فيها التعاون؛ وذلك باتباع التعليمات الصادرة من الجهات المعنية وأن نكون جميعا عونًا لأجهزة الدولة على ما أقامهم الله تعالى فيه، وعلى الجميع أن يحذر من التنمر أو السخرية من أصحاب الابتلاءات الذين يكون صبرهم وحسن تعاملهم مع ما ابتلاهم الله به سببًا أن يوفوا أجرهم بغير حساب كما قال تعالى: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ } [الزمر: 10].
 
إلى ذلك قال مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية أن التَّنَمُّر ضدّ مُصابي كُورونا سُلوكٌ مرفوضٌ ومُحرَّمٌ، مضيفا: فقد أعلَى الإسلام من قيمة السَّلام، وأرشدَ أتباعه إلى الاتصاف بكلِّ حَسَنٍ جميل، والانتهاء عن كلِّ فاحش بذيء، حتى يعمَّ السَّلامُ البلاد، ويَسْلَم كل شيء في الكون من لسان المؤمن ويده.
 
وتابع: لا عجبَ -إذا كانت هذه رسالة الإسلام- أن يكون أثقل شيء في ميزان المؤمن يوم القيامة هو حُسن خُلُقِه، قال ﷺ: «أَثْقَلُ شَيْءٍ فِي مِيزَانِ الْمُؤْمِنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حُسْنُ الْخُلُقِ، وَإِنَّ اللَّهَ لَيُبْغِضُ الْفَاحِشَ الْبَذِيَّ» [الأدب المفرد].
 
وأكد مركز الأزهر للفتوى، إن التَّنمُّر لمن السّلوكيات المرفوضة التي تُنافي قيمتي السَّلام وحُسْن الخُلق في شريعة الإسلام.
 
والتَّنمُّر لمن لا يعرفه هو: شكلٌ من أشكال الانتقاص والإيذاء والسُّخرية يُوجَّه إلى فرد أو مجموعة، ويؤثر بالسَّلب على صحتهم، وسلامتهم النَّفسيَّة -هذا بشكل عام-، وهو لا شك سُلوكٌ شائنٌ.
 
ويزداد هذا السُّلوك إجرمًا وشناعةً إذا عُومل به إنسانٌ لمجرد إصابته بمرض هو لم يختره لنفسه؛ وإنَّما قدَّره الله عليه، وكُلُّ إنسانٍ مُعرَّض لأن يكون موضعه -لا قدَّر الله-.
 
وقد حرَّم الإسلامُ الإيذاء والاعتداء ولو بكلمة أو نظرة؛ فقال تعالى: {..وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} [البقرة: 190]، وقَالَ سيِّدُنا رَسُولُ اللَّهِ ﷺَ: «لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرَارَ» [سنن ابن ماجه].
 
والضَّرر الذي وجَّه الإسلام لإزالته ليس الجسديّ فقط، وإنما وجَّه -كذلك- لإزالة الضَّرر النفسيّ الذي قد يكون أقسَى وأبعد أثرًا من الجَسَديّ.
 
وإذا كان الإسلامُ قد دعا المُسلمَ إلى الأخذ بأسباب السَّلامة، واتباع إرشادات الوقاية حين مُعَاملة مريضٍ مُصَابٍ بمرضٍ مُعدٍ وقال في ذلك ﷺ: «وفِرَّ مِنْ الْمَجْذُومِ فِرَارَكَ مِنْ الْأَسَدِ» [صحيح البخاري].
 
فإنه قد دعا في الوقت نفسه إلى الحِفاظ على صِحَّة المريض النَّفسية؛ فقال ﷺ في شأن الجُذام أيضًا -وهو مرض معدٍ-: «لا تُدِيمُوا النَّظرَ إلى المَجْذُومينَ» [سنن ابن ماجه] ؛ أي لا تُطيلوا إليهم النَّظر، ولا تُّكرِّروا النَّظر لمَوَاطن المَرضِ؛ كي لا تتسببوا في إيذاء المَريضِ بنظراتكم، ولا شَكَّ أنَّ الانتباه لمُعاملة المريض، وعدم انتقاصه بكلمة أو تصرُّف خُلقٌ رفيعٌ مأمورٌ به من باب أولى.
 
كما دعا الإسلام إلى احترام بني الإنسان وإكرامهم أصحاء ومرضى، أحياءً وأمواتًا؛ فقال تعالى: «وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ..» [الإسراء: 70].
 
ودعا كذلك إلى مُداواة المرضى، والإحسان إليهم، والتَّألم لألمهم؛ فقال ﷺ: «مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ؛ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى» [مُتفق عليه].
 
وبِناءً على ما تقدم فإنَّ مركز الازهر العالمي للفتوى الإلكترونية يُؤكد أنَّ الإصابة بفيروس كُورونا ليست ذنبًا أو خطيئة ينبغي على المُصاب بها إخفاءها عن النَّاس؛ كي لا يُعيَّر؛ بل هو مرض كأي مرضٍ، ولا منقصَة فيه، وكل النَّاس مُعرَّضون للإصابة به، ونتائج إخفاء الإصابة به -من قِبَلِ المُصَابين- كارثيَّة.
 
ويُفتي بحرمة إيذاء المُصاب به، أو الإساءة إليه ولو بنظرة، وبوجوب إكرام بني الإنسان في حَيَاتِهم وبعد مَوتِهم.
 
ويدعو إلى ضرورة تقديم الدَّعم النَّفسيّ لكلِّ مُصابي كُورونا وأُسَرهم، وإلى تكاتف أبناء الوطن جميعًا للقيام بواجبهم كلٌ في مَيدانِه وبما يستطيعه إلى أن تتجاوز مِصرنا الحبيبة هذه الأزمة بسَلامٍ وسَلامةٍ إنْ شاء الله تعالى.

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة