لماذا لم تتقدم أى شركة للوقوف أمام احتكار جوجل لنظام تشغيل أندرويد، وهل يمكن أن نرى نهاية هذا الاحتكار؟
تداولت الأخبار العالمية فى الأيام القليلة الماضية أن شركة جوجل تقدمت بطلب للبيت الأبيض للحصول على ترخيص استثنائى لاستخدام خدماتها وتطبيقاتها المعروفة باسم Google Mobile Services (GMS) على أجهزة هواوى مرة أخرى.
وهذا ما أكدته وكالة الأخبار الألمانية Deutsche Press Agentur نقلاً عن السيد سمير سمات، نائب رئيس أندرويد وجوجل بلاي، الذى أكد أن شركته تقدمت بطلب للحكومة الأمريكية لاستئناف عملها مع هواوي. وتأتى هذه الخطوة بعد أن بادرت هواوى بتطوير منصة خدمات وتطبيقات Huawei Mobile Services (HMS) وسريعاً ما شهد اقبالاً كبيراً بين المستخدمين والمطورين فى العالم لكونه الحل البديل لخدمات جوجل Google Mobile Services (GMS).
ويذكر أن شركة جوجل لم تكن من أوائل الشركات التى تطلب العمل مرة أخرى مع هواوي، فقد تمت الموافقة على طلب شركة Microsoft من الحكومة الأمريكية لاستئناف تعاونها مع هواوى لتعمل الآن بشكل طبيعي، مما مكنها من تحديث أحدث حواسبها الشخصية مثل Matebook X Pro بنظام تشغيل Windows 10.
لماذا تسعى شركة جوجل الأمريكية الأن للاستخدام خدماتها وتطبيقاتها مرة أخرى على أجهزة هواوي؟
الإجابة عن هذا السؤال ترجع الى تسلسل الأحداث منذ بدايتها، عندما فرضت الحكومة الأمريكية حظر التعامل مع شركة هواوى الصينية من قبل الشركات الأمريكية. نتج عن هذا أن أجهزة هواوى الجديدة لن تدعم خدمات وتطبيقات جوجل Google Mobile Services (GMS)، مثل متجر جوجل Google Play Store وما يشمله من تطبيقات هامة للمستخدمين مثل Google Maps وغيرها من التطبيقات التى يعتمد عليها المستخدمين يومياً. لذا اضطرت هواوى للبحث عن حلول بديلة، وبناء عليه قامت هواوى بتطوير منصتها الخدمية Huawei Mobile Services (HMS) باستثمارات تصل إلى أكثر من مليار دولار حتى الأن. وتضم منصة خدمات Huawei Mobile Services على متجر التطبيقات Huawei AppGallery، الذى يعد بديلاً جديدًا عن متجر التطبيقات Google Play Store، حيث نجح HUAWEI AppGallery فى أن يكون ضمن أكبر ثلاثة متاجر للتطبيقات على مستوى العالم فى أقل من عام.
ومع هذه التطورات والأحداث المتسارعة التى تعد بمثابة إنذار لشركة جوجل الأمريكية بقدوم الأسوء، يأتى إطلاق أول سلسلة من هواتف هواوى Mate 30 وغيرها من هواتف هواوى التى لا تدعم خدمات جوجل لتعتمد بشكل أساسى على منصة خدمات Huawei Mobile Services (HMS). وأيضاً لم تتأثر مبيعات هواوى كثيراً بمثل هذه الأزمة، بدليل أنها لا زالت تحتفظ بمركزها كثانى أكبر مُصنع للهواتف الذكية فى العالم. ويدل هذا على أن شركة جوجل فقدت واحد من أهم وأكبر عملائها وهى هواوي، بعد أن وصلت تكلفة تزويد خدمات جوجل الى 40 دولار للجهاز الواحد، وليس هذا فقط، بل نتج عن ذلك ايضاً ظهور منافس قوى لخدمات جوجل GMS وهى خدمات Huawei Mobile Service (HMS). وهذا من المحتمل أن يؤدى الى اتجاه بعض الشركات المُصنعة للهواتف الى الاستغناء عن خدمات جوجل نظراً لتكلفتها العالية والتعاون مع هواوى لاستخدام خدماتها HMS. كما أن شركة جوجل لا تستطيع تحمل خسارة أكبر مما تحققه فى الوقت الراهن، لذا تسعى لاستخدام خدماتها على أجهزة هواوى مرة أخرى.
وظهرت أخبار منذ عدة أيام أفادت أن شركات صناعة الهواتف الذكية الصينية: شاومي، وهواوي، وأوبو تسعى للتعاون معاً لإنشاء منصة تطبيقات وخدمات موحدة لتحميل التطبيقات على جميع متاجر التطبيقات الخاصة بهم فى وقت واحد، ما يعد من أهم الأسباب التى أدت الى تراجع شركة جوجل عن موقفها.
والجدير بالذكر، أنه إذا وافقت الحكومة الأمريكية على طلب الاستئناف المُقدم من شركة جوجل للعمل مع شركة هواوى مرة أخري، ستقوم هواوى بتحديث أجهزتها التى أطلقت فى الآونة الأخيرة لتضيف خدمات Google Mobile Services (GMS)
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة