بطولة استثنائية قادته إلى دائرة الضوء، فى الوقت الذى أصاب فيه الجميع الفزع مع انتشار فيروس كورونا القاتل، إنه القبطان الإيطالى جينارو إرما قائد السفينة "دايموند برنسيس" التي ظهر على متنها انتشار واسع للفيروس، حيث كان أكثر ثباتاً عما سواه، بشكل فاق تصورات ركاب السفينة وطاقمها وربما أسرته والرأى العام في إيطاليا بأكملها.
وتحولت سفينة diamond princess لى سجن عائم في ميناء اليابان يحمل عدوى فيروس كورونا تحت قيادة القبطان جينارو إرما الذى كان آخر من غادرها، وفقا لتقرير نشرته شبكة سي ان ان الأمريكية.
وكان يعتقد إرما الذى وقف مرتديا زيه الرسمي بالكامل حاملا قبعته في يده أنه ينقل الركاب كالعادة من وجهة إلى أخرى لقضاء العطلة، لكن الذين يعرفونه جيدا يقولون إن الثبات الذى أظهره إرما طوال فترة الرحلة التي كان على متنها أكثر من 700 شخص مصابين بعدوى كورونا، هو السبب الذي دفع العديد أن يرونه فى صورة البطل.
وتعرض الحجر الصحي على متن Diamond Princess لانتقادات واسعة النطاق لقيامه بزيادة مخاطر الإصابة لهؤلاء العالقين على متنها، وتم نقل الفيروس للعديد من الركاب جوا كما أصاب 5 أشخاص على الأقل بالتهابات قاتلة.
وقدم إرما دعما لأفراد طاقم سفينته وللركاب حتى النهاية عندما غادر أخر شخص يوم 2 مارس وأشرف بنفسه على النقل النهائي لجميع الركاب إما إلى المستشفى أو إلى الحجر الصحي.
وطوال فترة الحجر الصحى على متن diamond princess كان يشكر بانتظام جميع الركاب على صبرهم ومثابرتهم تاركًا لهم ملاحظات التشجيع.
وبالعودة لبلدته الإيطالية ينتظر أصدقاؤه وعائلته وسكان البلديات والسلطات المحلية عودته ويستعدون لإقامة حفل استقبال كبير احتفالا بعودته للوطن، جاءت نتيجة اختبار القبطان لفيروس كورونا سلبية وهو حاليا في الحجر الصحي في اليابان.
وتقول زوجته، إن ثبات القبطان وقدرته على السيطرة على الموقف خلال فترة الطوارئ على متن السفينة سهّل على الركاب التحمل في مقصوراتهم، كما أعطى عائلته شعورا بالسلام والطمأنينة، حيث قالت "لقد تحدثنا كل يوم عبر الهاتف حيث سمعت إنه كان هادئًا ، وأن كل شىء على ما يرام، واستطيع أن أرى أنه بخير. ولم يواجه أي مشاكل على الإطلاق".
وأضافت "كان بإمكاني رؤيته على متن السفينة، لقد كان يعمل بشكل جيد، وكان لدينا فرصة للتحدث قليلاً عن كل شىء، حتى عائلتنا، وليس فقط عن الموقف على متن السفينة".
وأشارت إلى أنه رجل يتمتع بالموهبة ومصدر قلقه الوحيد كان رفاهية ركابه، وما إذا كانوا قادرين على تحمل الضغوط النفسية لتلك الأزمة.
وفي نفس السياق، قالت الزوجة إنها لا تعرف ما هي خطط ارما القادمة - وهل سيأخذ استراحة أم لا قبل العودة إلى البحر؟.
وقال جان شوارتز رئيس الرحلات البحرية للسفينة diamond princess في بيان لشبكة سي إن إن: "كان الكابتن أرما قائدًا هادئًا وقادرًا وملهمًا للغاية لكل من كان على متنها"، وعبر عن امتنانه للجهود طاقم السفينة.
وتابع : "من مهامه اليومية العادية على متن السفن بجانب تنسيقه مع سلطات الصحة العامة وفريقه على متن السفينة تم الترحيب بمساهمات الكابتن ارما في جميع أنحاء العالم وسيتم تدريس الحالة ضمن أفضل ممارسات القيادة البارزة".
كما أثنى الركاب أيضًا على القيادة الثابتة لارما والراحة التي أظهرها لهم من خلال الرسائل العادية ومن جعلهم على إطلاع بآخر المستجدات أول بأول وحتى تقديم الهدايا لهم.
وكتبت أحد الركاب على موقع تويتر قائلاً: "شكرًا لك للكابتن ارما على قدرتك على إيجاد روح الدعابة في ظرف استثنائي".
وأضافت أن ارما كان "شجاعًا ومتعاطفًا طوال الرحلة حيث سعى إلى تسليط الضوء على ظروفنا والسعي لطمأنتنا قدر المستطاع".
وتقول زوجة إرما: "إنه دائمًا ما يهتم بالركاب، وكان دائمًا ما يهتم بهم بشكل خاص".
وترددت أصداء ما فعله ارما خاصة في إيطاليا حيث رآه الكثير من الناس على أنه يجسد قوة التحمل وروح التضحية وقاموا بتوجيه رسائل دعم وشكر لارما على مواقع التواصل الاجتماعي.
ووصفت إحدى تغريدات تويتر إنجازات ارما بأنها "مثال على الصرامة والإنسانية والتفاني ، وهي رمز لإيطاليا التي لا تستسلم أبدًا".
ويعتبر ارما الآن رمزا للفخر في إيطاليا، كما غمرت أخبار القبطان البطل الصحف الإخبارية وبعث به آلالاف من رسائل الاعجاب حيث كتب أحدهم عن جهود ارما تجعله يستحق أن يصنف من ضمن أبطال الأساطير البحرية مثل كريستوفر كولومبوس واوديسيوس.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة