تعرضت للسقوط فى النار أثناء تصوير «العمر لحظة» ورفضت لقاء مرسى وكان لديها فكرة لتجسيد أحداث 2011
أحبها رشدى أباظة
ورفضته أسرتهاأقسمت أن تضرب الدونجوان أثناء تصوير فيلم المراهقات.. وضجة وخناقة بسبب أول قبلة فى حياتها
آخر وصايا الفنانة الكبيرة: حافظوا على تاريخى وأفلامى لأنهم عمرى ودمى وجلدى.. وهذه تفاصيل الساعات الأخيرة فى حياتها
على عتبات بيتها يعود الزمن حاملا معه نسمات فن جميل.. تلتقط أنفاسك لتستريح وتتقدم خطوات نحو باب شقتها، فتشعر أن «ندى» تلك الفتاة الجميلة بطلة فيلم المراهقات ستفتح لك وتستقبلك ببراءتها وبحة صوتها وضحكتها.. يرن فى أذنيك صوت نعيمة الفتاة البسيطة فى فيلم بائعة الجرائد وهى تنادى بدلال على بضاعتها: «أخبار أهرام جمهورية»، وتستدعى صورة جميلة بوحريد المناضلة الجزائرية التى لم تعرفها إلا بملامح الفنانة ماجدة فى فيلمها الخالد «جميلة»، وترى الصحفية نعمت تقف بين الجنود على الجبهة فى فيلم «العمر لحظة».
فى شقة الفنانة الكبيرة الراحلة ماجدة الصباحى استقبلتنا ابنتها غادة نافع، لم يسعفنا القدر لمقابلة الفنانة الكبيرة التى وعدتنا بلقاء وحوار ولكنها رحلت قبل أن يتم.
تشعر بروح الفنانة الكبيرة ترفرف على المكان، صورها ومقتنياتها تطل من كل ركن فى البيت، فيتجسد أمامك جزء مهم من تاريخ صناعة السينما المصرية وأهم أفلامها.
ابنة تحمل الكثير من الحكايات عن والدتها وتحمل معها فخرا وامتنانا وحبا وحزنا على أم رحلت بعد أن كانت لها كل شىء، كرست حياتها لابنتها وللفن فقط دون شريك ثالث، كما تحمل الابنة عهدا ووعدا بالحفاظ على هذا التاريخ.
فى مدخل الشقة ترى صورة لوالد الفنانة ماجدة ووالدتها، وفى الركن المقابل لوحة مرسومة لها من فيلم «جنس ناعم»، وإلى جوارها عدد من الصور للفنانة الكبيرة فى مراحل وأعمال مختلفة، وفى كل ركن من أركان البيت ترى شهادات تقدير وأوسمة ونياشين وجوائز حصلت عليها الفنانة ماجدة خلال مشوارها الفنى الطويل والثرى.
قول للزمان ارجع يا زمان
جلست الابنة بجوار الكرسى الذى اعتادت أن تجلس عليه والدتها تحمل عددا من ألبومات الصور، حيث حرصت الأم على تسجيل كل تاريخها بالصور سواء ما يتعلق بأعمالها الفنية أو حياتها الشخصية، تضحك الابنه حينا وتبكى أحيانا، تتذكر خفة ظل والدتها ورقتها ومواقفها، وتتغير حين تتحدث عن نكران البعض ونسيانهم لدور الفنانة الكبيرة فى حياتهم، وعدم سؤالهم عنها فترة المرض أو اهتمامهم حتى بأن يقدموا واجب العزاء بعد أن رحلت.
تتحدث غادة نافع عن دقة الفنانة الكبيرة قائلة: «ماما كانت شيك جدا وبتهتم بكل التفاصيل كانت بتعلمنى أقعد إزاى وأتكلم إزاى وأتعامل إزاى، كانت دقيقة وبتحافظ على كل تاريخها وتعتز به، وبتحب الفن وأعطته كل عمرها، تمثيل وإنتاج وإخراج، كنت باشوف إصرارها وقوتها وأقول دايما النجاح مش بييجى من فراغ لأنها كانت مقاتلة طول حياتها، وكانت مخططة لمسيرتها الفنية من أول لحظة».
تقلب الابنة فى ألبومات الصور، هنا صورة الفنانة ماجدة وهى رضيعة، تلك الطفلة التى ولدت لعائلة الصباحى الكبيرة بمحافظة المنوفية، وكان ترتيبها الصغرى بين إخوتها عايدة وتوفيق ومصطفى، ووالدها أحد كبار موظفى وزارة المواصلات، واسمها الحقيقى عفاف على كامل أحمد عبدالرحمن الصباحى. صور أخرى للفنانة الكبيرة وهى فى سن الصبا، تلك الفترة التى كانت خلالها تدرس بالمدارس الفرنسية، وبدأت خلالها مشوارها الفنى وهى فى سن 15 سنة حين ذهبت فى رحلة مدرسية إلى استوديو شبرا، فشاهدها المخرج سيف الدين شوكت ووجد فيها مواصفات الفتاة التى يبحث عنها لتقوم ببطولة فيلم «الناصح» عام 1949 أمام إسماعيل ياسين، فوافقت دون أن تخبر أسرتها وصورت الفيلم فى مواعيد المدرسة، وحينها كتب الأديب الكبير إحسان عبدالقدوس: «انتظروا بنت أحد كبار موظفى الدولة تقوم ببطولة فيلم سينمائى مع إسماعيل ياسين»، وبدأ القراء يسألون عن هوية هذه البطلة ويرسلون لإحسان بعض الأسئلة والاستنتاجات، فاضطرت لمصارحة والدتها، وضربها شقيقها مصطفى الذى كان يدرس بكلية الشرطة، ورفعت الأسرة دعوى قضائية، وتم وقف عرض الفيلم بقرار من النيابة، حتى توسل المخرج للأب لأنه سيخسر كل أمواله، وبعد عناء وافق الأب بشروط صارمة، وتم عرض الفيلم ونجح نجاحا كبيرا. تضحك الابنة وهى تتحدث عن هذه الفترة مستعيدة ذكرياتها مع والدتها : «أمى كانت شخصية قوية جدا وأم شديدة واتبعت فى تربيتها لى نفس التعليمات التى ورثتها عن عائلتها وكنت بخاف منها جدا، وعندما دخلت المجال الفنى كانت تعليماتها مشددة: «ماتوقفيش مع حد لوحدك ماتتصوريش مع حد لوحدك، ماتسمحيش لحد يقرب منك سواء تعرفيه أو ماتعرفيهوش».
بطلة صنعت سينما وتاريخ
تعود غادة نافع لتكمل الحديث عن مسيرة والدتها الفنية: «ماما ابتدت بطلة وفضلت كده لحد آخر فيلم قامت ببطولته عام 1994 وهو فيلم «ونسيت إنى امرأة»، واكتشفت فى بداياتها ورغم صغر سنها أنها علشان تعمل اسم كبير يناطح العمالقة الموجودين لازم تنتج لنفسها، وتختار موضوعات وقضايا مهمة، فكانت أول فنانة تأخد قصة روائية وتعملها فيلم سينمائى وهى قصة أين عمرى لإحسان عبدالقدوس» وأنتجت أفلاماً دينية ووطنية.
أسست الفنانة الكبيرة ماجدة شركة إنتاج عام 1958 وأنتجت عددا من الأفلام المهمة، قدمت من خلالها عددا من النجوم، وفضلا عن الأفلام الاجتماعية، ومنها أين عمرى، ومن أحب، والمراهقات الذى تم تصنيفه كأحد أهم الأفلام فى تاريخ السينما، أنتجت شركة أفلام ماجدة عددا من الأفلام الوطنية والدينية، وكان من أهم الأفلام التى أنتجتها فيلم «جميلة»، الذى تحدث عن بطولة المناضلة الجزائرية جميلة بوحريد وسلط الأضواء على ممارسات الاحتلال الفرنسى فى الجزائر، حيث جمعت كل ما نشر عن البطلة الجزائرية، وذهبت إلى الأديب يوسف السباعى لكتابة قصة الفيلم، وذهبت إلى أكبر الكتاب وهم «نجيب محفوظ وعلى الزرقانى وعبدالرحمن الشرقاوى» لكتابة السيناريو والحوار، وأقامت ديكورات لحى القصبة الجزائرى الذى كانت تعيش فيه جميلة على ثلاثة أفدنة من استوديو مصر، واستعانت بالمخرج العالمى يوسف.
وأوضحت الإبنة: «ماما لما اختارت تنتج أفلاما دينية ووطنية كانت بتستدين من البنوك وهى عارفة إن هذه النوعية من الأفلام بتخسر ومابتجيبش إيرادات، لكنها عملتها علشان تاريخها واسمها، وكانت بتتعرض للإفلاس وتراكم الديون لكنها كانت مثابرة وصاحبة قضية».
وتابعت: «فيلم جميلة كان من أحب أفلامها لقلبها وكانت لا تبيعه بفلوس للقنوات، ولما سألتها قالتلى قيمته عندى أكبر من أى فلوس علشان كده أهديه للقنوات ولا أبيعه، وماحدش عرف جميلة غير من ماجدة وفيلمها، فكان لها الفضل بأنها لم تعدم، والفيلم نجح عالميا وأخد جوائز لكنه ماجبش فلوس».
تشير غادة نافع إلى أن والدتها الفنانة الكبيرة قدمت عددا كبيرا من النجوم وساعدتهم فى بداية حياتهم، ومنهم الفنانة نادية الجندى التى ظهرت فى دور صغير بفيلم جميلة بوحريد، كما قدمت الفنان محمد خيرى فى فيلم العمر لحظة وحياة قنديل وليلى حمادة وغيرهم فى عدد من الأفلام التى أنتجتها.
الحب فى حياة ماجدة
سألنا الابنة عن الحب فى حياة النجمة التى حازت لقب عذراء الشاشة فابتسمت قائلة: «سمعت من ماما إن الفنان الكبير رشدى أباظة كان متعلق بيها جدا، وقلتلها طيب ليه ياماما مااتجوزتيهوش؟»
تشير إلى أن الفنانة الكبيرة كانت تصف الفنان رشدى أباظة بأنه شهم وجدع وكريم وأنه عندما شاركها بطولة فيلم المراهقات وكان من إنتاجها، جمعتهما العديد من المواقف، وقالت غادة ضاحكة: «ماما حكت لى إن مرة عمو رشدى اتأخر عن التصوير، وحلفت إنها هتضربه لما ييجى، ووقفت وراء الباب تنتظره ومعها عصا، وكان كل من بالاستديو يهابونه ويخافون منه، وقالوا لو ده حصل هيضربهم ويكسر الاستوديو، فبلغوه أن ماجدة واقفة ورا الباب وعاوزة تضربه، فدخل فجأة من ورائها وحملها ففوجئت به وظلت تصرخ».
وتابعت الابنة: «ماما كانت بتحبه وتقدم لها ولكن أسرتها رفضت لأنها رأت أن حياته لا تناسب حياتها، وهى سمعت كلام أهلها وبعدها ارتبطت بوالدى، وبعد زواجها قال الفنان رشدى أباظة لو شفته هاكسره».
تشير الابنة إلى أن الفنانة ماجدة كانت تحكى عن دنجوان السينما رشدى أباظة مؤكدة أنه كان يشعر بقرب موته ويقول دائما: «السينما هتحزن عليا وأنا صغير، وهلبسكم كلكم إسود، وكان بيحضر عيد ميلادى حتى آخر سنة قبل وفاته، وتوفى وكنت مع والدتى فى لندن وانهارت من شدة الحزن عليه».
ارتبطت الفنانة ماجدة بالفنان الطيار إيهاب نافع الذى كان ضابط طيران وعمل بالفن وشاركها بطولة عدد من الأفلام، وبدأ يتقرب إليها وكانت صديقاتها عندما يرينه يبدين إعجابهن به وبوسامته، وبالفعل تقدم لها وتزوجها».
تقلب الابنة فى ألبومات الصور التى تضم صور خطوبة وزفاف والديها وصورها وهى رضيعة بينهما، قائلة: «استمر زواج أبى وأمى 4 سنوات وجئت للدنيا فى السنة الرابعة من هذا الزواج، وبعدها وقع الطلاق بينهما».
وتابعت: «بعد طلاق ماما عاش معنا خالى مصطفى وكان مدير سجون، وشخصية قوية وصارمة، وماما كان بيجيلها عرسان كتير فى مناصب مرموقة ولكنها كانت ترفض رغم صغر سنها، حتى أننى طلبت منها أن تتزوج».
توضح الابنة أن والدها الفنان إيهاب نافع بعد الطلاق حاول الرجوع لوالدتها ولكنها رفضت: «طلب منها العودة وحاولت أقنعها لكنها رفضت، وعاشت حياتها علشانى وعلشان الفن، بابا كان متجوز قبل ماما من السيدة ألفت خليل عبدالخالق ابنة الدكتور خليل عبدالخالق الطبيب الجراح وأنجب منها شقيقى أيمن، وبعد طلاقه من أمى تزوج عدة مرات ووصل عدد زيجاته إلى 13، أغلبهن أجنبيات ومن بينهن أرملة رأفت الهجان».
وتشير إلى أنه رغم قوة شخصية والدتها ومكانتها، كان شقيقها مصطفى يخاف عليها جدا حتى بعدما أصبحت أماً قائلة: «لا أنسى يوما تأخرت أمى فيه خارج المنزل حتى منتصف الليل وبعد عودتها عنفها خالى مصطفى وضربها بالبوكس ووقتها كنت طفلة وبكيت وكانت أمى نجمة كبيرة وتدير شركة، لكنها لم ترفع عينها فى شقيقها».
تتحدث غادة نافع عن أول قبلة فنية فى حياة والدتها والتى أثارت ضجة كبيرة وقتها حيث كانت الفنانة ماجدة ترفض أى قبلات، واتفق المخرج عاطف سالم مع عمر الشريف أن يباغتها ويقوم بتقبيلها، وبالفعل فوجئت الفنانة الكبيرة بالقبلة فغضبت وبكت وتركت الفيلم، وتشاجر معها شقيقها ومع صناع الفيلم، واستغلت الصحف الحدث وكتبت عن أول قبلة فى حياة عذراء الشاشة».
حياة للفن فقط
لا تتذكر الابنة الكثير من كواليس أعمال والدتها ولكنها لا تنسى فترة تصوير فيلم العمر لحظة، قائلة: «ماما كانت بتاخدنى معاها فى كل مكان وأنا طفلة وكنت أفرح وأنا أرى نجوم الفن، وخاصة الفنان عادل إمام، واصطحبتنى أثناء تكريمها فى الجزائر عن فيلم جميلة، وكان يتم استقبالها استقبال الفاتحين فى كل دول العالم، واصطحبتنى أثناء تصوير فيلم العمر لحظة فى سيناء لمدة شهر، وخلال تصوير أغنية بحر البقر التى لحنها الموسيقار بليغ حمدى تعثرت قدمها وكانت ستقع فى النار، فصرخت وجريت نحوها واحتضنتها وظللت أبكى».
وتابعت: «كان التصوير شاقاً فى الصحراء والحر والمناطق الخطرة والأمم المتحدة تركت المنطقة، وساعد الجيش الثالث أسرة الفيلم الذى كان من أوائل الأفلام عن حرب أكتوبر».
تؤكد الابنة أن الفنانة الكبيرة ماجدة كان لديها الكثير من الأفكار كى يصل الفن المصرى للعالمية، وأنها كانت تعد أوراقا لتقديمها بالسويد تمهيدا لتأسيس جائزة عالمية مثل الأوسكار باسم مصر.
سألنا الفنانة غادة نافع كيف ووالدتها الفنانة الكبيرة ماجدة تنتج وتقدم نجوما وتساعدهم لم تدعم ابنتها للنجومية، فأجابت: «وأنا صغيرة كنت بامثل لوحدى مع أصحابى، ولما وصلت للجامعة ماما قالتلى جربى، ولكنها لم تدعمنى».
تضحك الابنة قائلة: «ماما كانت عاوزانى أطلع فى شكل معين وكان بيجيلى أدوار كتير وهى ترفضها ومنها بطولات وأعمال هامة لو كنت شاركت فيها كانت ستفرق فى مسيرتى، حتى أننى كنت مرشحة لبطولة فيلم زمن الممنوع مع بابا وإيمان البحر درويش ولكن ماما رفضت الدور وقامت ببطولته ليلى علوى، كما أننى كنت مرشحة للمشاركة فى بطولة مسلسل العائلة ورفضته أمى خوفاً على من الإرهاب، لذلك شاركت فى عدد بسيط من الأعمال حتى أنجبت ابنى وتوقفت وأستعد الآن للعودة بمسلسل أولاد إمبابة». وتتحدث غادة نافع عن طقوس والدتها أثناء العمل: «ماما كانت بتدقق فى كل كلمة فى السيناريو، وأذكر أنها فى آخر فيلم قدمته عام 1994 «ونسيت أنى امرأة» راجعت السيناريو لأكثر من عامين وعدلت ليس فى دورها فحسب ولكن فى كل الأدوار والشخصيات لتضع لمساتها، وقدمت فى فيلم أنف وثلاث عيون أجمل نجمات السينما وأحسن أدوار نجلاء فتحى ومرفت أمين»، مؤكدة أن الفنانة ماجدة كانت خجولة لذلك لم تقدم أعمال مسرحية.
وأكدت الابنة أن الفنانة الكبيرة لم تعتزل الفن أو السينما رغم أن آخر عمل قدمته كان عام 1994 قائلة: «ماما مابطلتش ولم تعتزل السينما حتى وفاتها، كانت تتابع كل شىء وعرض عليها سيناريوهات كثيرة والأستاذ جمال الليثى أرسل لها سيناريوهات لمسلسلات ولكنها لم تجد نفسها فى أى منها»
فنانة تسبق عصرها
وتابعت: «ماما كانت سابقة عصرها وعندها أفكار عاوزة تنفذها، وكان لديها فكرة بعد أحداث 2011 تريد تنفيذها، لأنها كانت متابعة الأحداث ولديها رؤية تسبق عصرها ولذلك رفضت حضور لقاء مرسى عندما دعاها مع وفد الفنانين».
تؤكد الابنة أن الفنانة الكبيرة لم يمِل قلبها لحب آخر وانشغلت بابنتها وأعمالها الفنية وشركة الإنتاج: «ماما كانت بتشتغل 24 ساعة، تمثل وتدير شركة الإنتاج وتشارك فى اجتماعات غرفة صناعة السينما، وجمعية السينمائيات التى تولت رئاستها وكانت تضم إقبال بركة ونبيهة لطفى».
تتحدث الابنة عن اعتزاز والدتها بمصريتها قائلة: «ماما رفضت زواجى فى البداية لأن زوجى عراقى، وكانت تقول ماينفعش ابنة ماجدة تتزوج غير مصرى وأحفادى يحملوا جنسية غير المصرية وخافت أن أبتعد عنها، رغم موافقة أبى ولكننى حاولت معها حتى اقتنعت، وأقامت لى حفل زفاف حضره كل نجوم مصر، وبعدها ظلت تناضل وتقدم أوراقا لمجلس الشعب لإصدار قانون بحصول أبناء الزوجة المصرية على الجنسية».
تحكى الابنة عن وقوف والدتها الفنانة ماجدة بجوار طليقها الفنان إيهاب نافع فى محنة مرضه قائلة: «بابا انفصل عن زوجته الألمانية أرملة رأفت الهجان، وبعدها تزوج أكثر من مرة وعندما أصيب بالمرض، لم تفارقه والدتى فى المستشفى وهى التى أخذت عزاءه».
كانت أكبر صدمات حياة الفنانة ماجدة وفاة شقيقها ورفيق عمرها مصطفى منذ 10 سنوات، وعن ذلك قالت ابنتها: «كان خالى مصطفى أقرب أشقائها لها ولم يكن يفارقها وتعتبره سندها فى الحياة وتلجأ له إذا تعرضت لأى مشكلة».
وتابعت: «ماما كانت بتحب تتفرج على أفلامها بتركيز وغير مسموح حد يتكلم، وكانت معتزة بنفسها وبتاريخها جدا، وتقوللى شوفى أنا عملت المشهد ده إزاى، شفتى لما قلت يا خبر إسود ومنيل».
وتؤكد الابنة: «ماحدش يعرف يعمل دور المراهقة مثل أمى لأنها لم تكن تمثل وظلت حتى وفاتها تحمل روح طفلة خفيفة الظل، كنا نضحك ونرقص معا، وكنت أسمعها الأغانى الجديدة وأعجبت بأغنية الفلوس لتامر حسنى وكانت تحب أنغام، كما كانت تحرص على سماع أغانى أم كلثوم يوميا، وتتابع ما يكتب عنها».
تشير الابنة إلى أن والدتها خلال الفترة الأخيرة فى حياتها لم يكن يتواصل معها سوى عدد قليل من الوسط الفنى ومنهم الفنانة نبيلة عبيد، قائلة: «ماما كانت بتحبها واستعانت بها فى فيلم العمر لحظة، ونصحتها فى بداية حياتها إنها تنتج وتأخذ أعمالا روائية ونبيلة عبيد كانت دايما تقول أنا ماشية على خطى ماجدة، ، كما كانت الفنانة نادية لطفى تتواصل معها بشكل دائم وكذلك الفنان سمير صبرى». وتابعت: «ماما لم تكن تعانى قبل وفاتها سوى من الضغط وتأخذ أدوية بسيطة وظلت حتى آخر يوم فى عمرها تتحدث معى وتضحك واستيقظت يوم وفاتها وشربت الشاى وتوفيت».
تشير غادة نافع إلى أن الفنانة ماجدة كانت حريصة على جمع كل مقتنياتها وجوائزها وصورها وأوصتها بأن تحافظ على هذا التاريخ: «ماما كانت عاوزة تعمل معرض او متحف يضم مقتنياتها وجوائزها وتاريخها كجزء من تاريخ السينما المصرية، وقبل وفاتها كانت تجهز صورا لكل الفنانين لوضعها بهذا المتحف، وأوصتنى بالحفاظ على تاريخها وقالتلى حافظى على أفلامى وتاريخى لأنه دمى وجلدى وعمرى».
الابنه تشير إلى أنها على استعداد لإهداء الدولة نسخة من هذه الأعمال والمقتنيات للحفاظ عليها، إلى جانب المتحف الذى تعتزم إقامته للفنانة الكبيرة ماجدة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة