فى تمام الساعة الثالثة والربع فجرًا تسلل مجموعة من اللصوص، مستغلين فترة إغلاق المتاحف بسبب أزمة فيروس كورونا، على متحف "سنجر لارين" الهولندى، وقاموا بكسر زجاج بابه الأمامى، قاصدين لوحة الفنان الهولندى العالمى فان جوخ، الذى لايزال يحظى باهتمام محبى الفن، إذ تحقق لوحاته أرقام قياسية فى المبيعات، فما هى حكاية تلك اللوحة وكم يبلغ سعرها؟
قال إيفرت فان أوس مدير المتحف الواقع على مسافة 30 كيلو متراً جنوب شرق أمستردام، على موقع المتحف الرسمى: إن اللوحة المسروقة تحمل عنوان "حديقة دير نونن فى الربيع"، ورسمها فان جوخ عام 1884 فى وقت كان يقيم فى منزل والده"، وتبلغ قيمة اللوحة تبلغ قيمتها 6 ملايين يورو.
لوحة حديقة الربيع
درس فان جوخ فى مدرسة Methodist boys، ورغم تأثره بالأفكار الدينية إلا أنه لم يكن جادًا فى تكريس حياته للكنيسة، على أمل أن يصبح وزيرًا، وقال إنه على استعداد للتقدم لامتحان القبول فى كلية اللاهوت فى أمستردام، وبعد عام من الدراسة، رفض أن يقدم الامتحانات اللاتينية، ودعا اللاتينية "لغة ميتة".
فى 23 ديسمبر عام 1888 أمسك فان جوخ بشفرةٍ حادة، قطع أذنه اليسرى، ومن ثم قام بلفّها فى ورقة، وخرج من منزله الكائن فى مدينة آرل، متجها نحو بيت دعارة كان معتادًا على الذهاب إليه، وقدَّم هديته الملفوفة جيدًا لبائعة هوى. وفى اليوم التالى تمَّ العثور عليه فاقدًا للوعى وغارقًا فى دمائه من قبل شرطى المدينة والذى نقله على إثر ذلك إلى المشفى. الفتاة، وفق ما نقلت صحيفة "الجارديان"، تدعى جابرييل بيرلاتيير، نقلا عن كتاب حمل عنوان "أذن فان جوخ: القصة الحقيقية"، للمؤلفة "برناديت ميرفى" .
فى أحد أيام صيف عام 1890 ذهب فينسنت فان جوخ إلى حقلٍ للقمح،خلف بيت ريفى ضخم،فى قرية أوفير شيرواز الفرنسية الواقعة على بعد بضعة أميال إلى الشمال من باريس، وهناك أطلق النار على صدره، وذلك بعد 18 شهراً من معاناته من اضطرابات نفسية وعقلية، منذ أن بتر أذنه اليسرى بشفرة، وظل فان جوخ يعانى من نوبات عصبية متفرقة ومنهكة، كانت كل منها تصيبه بالتشوش وعدم القدرة على التعبير عن نفسه بشكل مترابط لأيام أو حتى لأسابيع. ورغم ذلك،فقد نعُم بين هذه الأزمات الصحية، بفترات من الهدوء ووضوح الفكر تسنى له خلالها رسم لوحاته.
وكان فان جوخ قد وصل إلى قرية أوفير فى مايو 1890،بعد مغادرته لإحدى المصحات النفسية الواقعة على مشارف منطقة "سا ريميه دو بروفانس" شمال شرقى مدينة آرل، وكانت فترة إقامته فى تلك القرية الأخصب على الإطلاق على مدار مسيرته الفنية.
ففى غضون 70 يوماً أنهى رسم 75 لوحة رسمت بالفرشاة أو الألوان السائلة، وأكثر من 100 من اللوحات المرسومة بالقلم أو الفحم، وغيرها، رغم ذلك، فقد انتابه شعور متزايد بالوحدة والقلق، وبات على قناعة بأن حياته ليست سوى فشل. فى نهاية المطاف، نجح فى الحصول على مسدس صغير الحجم، أطلق الرصاص على نفسه، فى حقل يقع بالقرب من العاصمة الفرنسية باريس.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة