فى الوقت الذى تعانى منه قطاعات كبيرة فى الدولة بسبب أزمة فيروس كورونا، تأثرت الصحافة الورقية بنسبة أكبر من حيث الإعلانات و التوزيع حسبما أكد عدد كبير من رؤساء تحرير و رؤساء مجالس إدارات بعض الصحف الذين طالبوا بدعم تلك الصحف حتى تستمر فى تأدية دورها الذى ظهر جليلا خلال أزمة كورونا من حيث توعية المواطنين ومواجهة الشائعات، مؤكدين أن ما يتردد بشأن الصحافة الورقية ونقلها للعدوى ماهو الا شائعات تهدف للتأثير عليها.
وقال الكاتب الصحف عبد المحسن سلامة رئيس مجلس ادارة مؤسسة الأهرام ونقيب الصحفيين السابق، إن الصحافة من ضمن المهن التى تضررت بأزمة فيروس كورونا، مضيفا أن الصحافة تعتمد على الإعلانات التى تعد المصدر الأول للدخل و التوزيع، مشيرا أن الإعلانات والتوزيع تأثروا بشدة بسبب أزمة كورونا .
وأضاف عبد المحسن سلامة فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن الاعلانات انخفضت بنسبة 75 % من الاجمالى، بالإضافة إلى تأثر التوزيع بمسألة الحركة المحدودة، متابعا:"قومنا بمبادرات لتوصيل الصحف للمنازل و تدشين خط ساخن، المسألة بالنسبة للصحافة لها دور توعوى وأكبر دليل على ذلك ما قامت به من خطوات فى أزمة كورونا، دورنا فى المعركة لا يقل عن أى دور أخر لأن الشائعات وحالة الذعر وبث معلومات مغلوطة انتشرت خلال الأزمة و الصحافة تصدت لها".
وتابع عبد المحسن سلامة:" الصحافة من القطاعات المتضررة مثل السياحة والطيران والدولة قامت بحزمة من المبادرات ولن نطلب سوى وقف الدولة معنا لمدة 4 أشهر، الهيئة الوطنية للصحافة شكلت لجنة لإدارة الأزمة ودار الحديث حول دعم أو خطة استثنائية من الدولة لمساندة الصحف القومية لمدة اربع أشهر، كل ما يردد عن نقل العدوى عن طريق الصحافة الورقية كلام عبث ولن نوقف طباعة الصحف، الصحافة الآن تحتاج إلى برنامج استثنائى من الدولة لمساندتها خلال الأربع أشهر القادمة".
وأشار سعد سليم رئيس مجلس إدارة مؤسسة دار التحرير للطبع و النشر، إلى أن الصحافة قامت بدور كبير خلال أزمة كورونا الحالية، من خلال توعية المواطنين بالأزمة ومبادرات من أجل توصيل الصحف الى المواطنين فى منازلهم .
ولفت سعد سليم فى تصريحات له الى أنه فى بداية أزمة كورونا لم تتأثر الصحافة الورقية ولكن مع بداية حظر التجوال تأثرت وانخفضت نسبة التوزيع، مشيرا الى أن مؤسسة الأهرام وأخبار اليوم ودار التحرير اتفقوا على تقليل النفقات وتخصيص عربية توزيع واحدة فقط تنقل الاصدارات.
وأشار الكاتب الصحفى عماد الدين حسين رئيس تحرير جريدة الشروق، الى أن الصحافة تأثرت بسبب أزمة كورونا وأن الصحافة الورقية كانت الأكثر تأثرا لأن هناك العديد من المواطنين قد يعتقدون أن الصحف الورقية تنقل العدوى رغم أن هذا غير صحيح، لأنه إذا صح أنها تنقل العدوى ومجمل توزيع الصحافة الورقية 300 ألف نسخة فإن الأوراق المالية تنقل العدوى أكثر لأنها الأكثر تداولا بين المواطنين فهل نستطيع أن نوقف استخدام الأوراق المالية وكل المنتجات .
وشدد عماد الدين حسين على أن الذين يتحدثوت عن ضرورة وقف الصحافة الورقية هم واهمون وليس لديهم فكرة حقيقة عن ما يتكلمون، مؤكدا أن الصحافة الورقية فى مصر لازالت تلعب دورا مهما فى نقل المعلومات والأخبار لأن الاعلام الإلكترونى لم يصل بعد إلى درجة الكفاءة والاحترافية وأن وسائل التواصل الاجتماعى هى الأكثر تركيزا للشائعات، مؤكدا أنه مطلوب من المجتمع والحكومة مساندة الصحافة الورقية والبحث عن أفضل طريقة ممكنة للصحافة الورقية ونحافظ عليها مثلما تقوم الحكومة بدعم العمالة غير المنتظمة والقطاعات الاقتصادية المتاثرة من تداعيات كورونا وأنه من باب أولى ينبغى على الدولة أن تنظر بعين العطف والاهتمام بالصحافة لأنها تلعب دورا مهما فى نقل الاخبار وتنمية الوعى بين المواطنين.
وأضاف عماد الدين حسين أن هناك مجموعة من الاقتراحات للحكومة من بينها أن تتخذ الحكومة المصرية قرارا مؤقتا بوقف تحمل الصحافة المصرية ثمن الورق لمدة 6 أشهر ووقف تحصيل التأمينات والضرائب لتقديم سلفة أو دعم للصحف فيما يتعلق بسعر الورق لمدة 6 أشهر، وأنه يمكن التفكير فى تقديم قرض لصرف مرتبات العاملين حتى تتعافى هذه الصحف ويمكن ردهم لاحقا.
وأشار عماد الدين حسين إلى أن كل هذا الاقتراحات لا تكلف الحكومة شيئا كبيرا مقابل الخدمات التى تقدمها وسائل الإعلام، وأن خطورة سقوط الصحافة المصرية سيدفع ثمنه المجتمع لاحقا، متمنيا أن تسارع الحكومة بعقد اجتماع يضم وزيرى المالية والإعلام مع ممثلى الصحف لبحث سبل مواجهة هذه التداعيات .
وفى السياق ذاته، أكد الكاتب الصحفى كرم جبر رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، أن الصحافة الورقية تأثرت بأزمة فيروس كورونا، معلقا على المرددين أن الصحافة الورقية تنقل العدوى، قائلا:"هناك تقرير لمختصين أكد ان الصحافة الورقية لا تنشر العدوى، مشييرت أن نقل الصحافة الورقية للعدوى شائعات الهدف منها التأثير على الصحافة".
وذكر كرم جبر فى تصريحات له، أن الصحافة الورقية تأثرت بسبب ساعات الحظر ونتيجة عدم وجود بائعين، مشيرا الى أنه سيدرس نسبة تأثر الصحافة الورقية بسبب أزمة كورونا مع رؤساء المؤسسات القومية الأيام القادمة لتحديد نسبة الخسائر ومدى قدرة المؤسسات على تحملها".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة