عبد الحليم حافظ حالة فريدة من نوعها لم تتكرر، فبالرغم من مرور أكثر من أربعين عاما على وفاته، تعاقب خلالها الكثير من أجيال المطربين، إلا أنه مازال عالقا فى أذهان الجماهير، ولم يستطع أحد أن يزحزحه من مكانه فى قلوب الناس، فما سر بقاء حليم على عرش الأغنية إلى اليوم، واستطلع "اليوم السابع" بعض آراء الموسيقيين والنقاد حول استمرار
تربع العندليب على عرش الأغنية بعد وفاته بـ43 عاماً.
فى البداية يقول الناقد طارق الشناوى "عبد الحليم حافظ كان صوتا ملهما ولم يكن صوتا عظيما فقط، فهناك فرق بين الإلهام والعظمة، فالملهم يكون بجواره مواهب متعددة تضيف إليه من شعراء وملحنين، فكانوا يقدمون له أغانى تشبهه، بل إن بعض من الشعراء غيروا منهجهم تماما عندما كتبوا لحليم".
طارق الشناوى
وأضاف الشناوى عندما جاء محمد الموجى من قريته فى الشرقية، كان هدفه أن يغنى وليس أن يلحن، وكان مثله الأعلى عبد الوهاب، لكنه عندما سمع حليم فى الإذاعة قال هذا صوتى، وبالفعل حدث أول تعاون بينهما وأهداه غنوة "صافينى مرة"، كذلك كمال الطويل عندما التقى بحليم قرر أن يلحن له وكانت "على قد الشوق" وهى أول ألحانه لحليم، وقدم له بليغ حمدى لحن "تخونوه" كأول لحن مغاير لألحانه.
وأكد الشناوى أن سر بقاء حليم هو انتقاؤه للكلمة واللحن.. حليم كان يغنى ما يحبه الناس، فإذا وجد الشارع يميل للشعبى على الفور يقدم أغنية شعبية، لكنه كان يغنى ما يشبه حليم، بالإضافة إلى أن السينما كانت تلعب دورا مهما، فالملعب الحقيقى لحليم كان السينما، فأجمل الأغانى الذى قدمها كانت فى الأفلام، لأن الدراما كانت تخلق الخيال وتفتح الآفاق فى الكلمة واللحن.. حليم لم يكن لديه رهان على شىء سوى نجاحه، فأتذكر كلمة كمال الشناوى عندما قال حليم يكذب إذا تكلم ويصدق إذا غنى.
ويقول الموسيقار محمد سلطان: "الفنان الذى له قيمة كبيرة يستطيع أن يحفر فى أذهان الناس دون مجاملات، وحليم لن يتكرر مرة أخرى، فكان دائما سابقا لعصره طموحاً لدرجة كبيرة ولديه رغبة قوية فى التطوير والتغيير، فهو دائما ما كان شخصا مؤثرا واستطاع أن يجعل أداءه مغايرا تماما عن ما كان موجود حينها.. ولم يعود الفضل فى نجاح حليم لأى سبب سوى حليم، فهو من كان يختار كلماته وألحانه فكان لديه من الذكاء أن يعرف ما الذى سيعلق فى أذهان الجماهير، فحليم من الصعب أن يتكرر مرة أخرى".
محمد سلطان
أما الموسيقار منير الوسيمى فيقول: "نستطيع أن نعرف سر بقاء حليم إلى اليوم فى تجربة بسيطة نقدر جميعا أن نجربها، فإذا قارنت بين أى أغنية فى الوقت الحالى مهما وصل نجاحها وأغنية لحليم ستعرف السر، الفن اليوم به إنحطاط كبير، والمستوى الفنى الذى يقدم هو مستوى لا يليق بالمصريين الذين تربوا على حليم وأم كلثوم وغيرهم من العملاقة، فالفنان الذى يقدم فنا للناس سيعيش فى وجدان الناس، وحليم كان ينتقى كل كلمة وكل لحن من أجل أن تعيش للناس".
منير الوسيمى
أما الملحن حلمى بكر يقول سر بقاء حليم فى القيمة التى كان يقدمها، فحليم كان يغنى بصوت عاطفى ينقل أحاسيس الأغنية إلى المتلقى، وكان لديه قدرة فى التعبير وأداء الكلمات تلقى إعجاب الجميع، وأصبح حليم أيقونة الحب لدى الجميع، كان يتعاون مع كل من يضيف إليه، لكن اليوم قد انهارت القيمة الفنية وأصبح هناك انحدار فى الذوق العام، نحن نذكر حليم إلى اليوم وسيظل اسمه يتكرر لنهاية الدنيا، بجانب وجود مؤلفين عظماء فكان حليم يغنى لكمال الشناوى ونذار قبانى وحسين السيد وغيرهم، واليوم هل نستطيع أن مدكر أسم مؤلف واحد يقارن بهؤلاء بالطبع لا ، الفن اليوم لم ولن يعيش طويلا.
حلمى بكر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة