قررت وزارة التربية والتعليم بدولة الإمارات استمرار تطبيق نظام التعلم عن بعد، حتى نهاية العام الدراسي الحالي 2019-2020 ويشمل القرار جميع المدارس الحكومية والخاصة ومؤسسات التعليم العالي على مستوى الدولة. وذلك فى إطار الحرص على سلامة الطلبة والطالبات فى ظل استمرار المخاوف من تفشى وباء كورونا كوفيد19، وفق بيان صحفى أصدرته الوزارة اليوم.
وكانت الوزارة قد بدأت تطبيق منظومة التعلم الأحد الموافق22 مارس، مستهدفة جميع طلبة مدارس الدولة، ومؤسسات التعليم العالي، وأعلنت وقتذاك أن المنظومة تستمر لمدة أسبوعين، وذلك تبعاً للقرار السابق الذي أعلنت عنه، والمتمثل في تقديم إجازة الربيع، وتعطيل الطلبة 4 أسابيع، يخصص فيهما الأسبوعين الأخيرين، لمواصلة التعليم من خلال منظومة التعلم عن بعد، وفق بيان صادر عن الوزارة.
جميلة بنت سالم المهيري وزيرة دولة لشؤون التعليم
ووفقاً للجدول الزمني المخصص للحصص الدراسية،للتعلم عن بعد، للمدارس الحكومية، فإن مجموع عددالحصص راسية، للحلقة الأولى 20 حصة أسبوعياًبواقع 3 ساعات يومية، وهناك ساعتين اختياريتين صباحيا تخصصان للأنشطة من 9 – 11 صباحا،وتبدأ حصص المواد في الفترة المسائية من الساعة 4 – 7:25 مساء.
يصل مجموع عدد الحصصالدراسية 20 حصة أسبوعيا بواقع 4 ساعات يوميا،وتبدأ الحصص من الساعة 9 صباحا ولغاية 12:45 ظهراً، وسيتم تخصيص ساعة مسائية (5-5:50 ) كمادة إثرائية قرائية وتدريبات متنوعة.
وأتمت وزارة التربية والتعليم مختلف الإجراءات الكفيلة، بتحقيق نواتج معرفية إيجابية من خلالتطبيق منظومة التعلم عن بعد، بعد أن تأكدت منجاهزية المنظومة عبر إجراء تجربة لقياس فعالية مبادرة التعلم عن بعد الأسبوع الماضي، لضماناستخدام منصة التعلم الذكي) لجميع الطلبة، وجودة التطبيق للحلقات الدراسية، الأولى والثانية والتعليم الثانوي /الحلقة الثالثة.
وشكلت هذه الخطوة، ميزة مهمة بغرض تأهيل الطلبة، وضمان فاعلية استخدام النظام بكل يسروسهولة، واستنادا لذلك تم وضع خطة من قبل الإدارات المدرسية تتضمن إعداد برنامج تفاعلي بين المعلم والطالب لجميع الصفوف الدراسية ولجميع الطلبة.
كما نجحت وزارة التربية والتعليم، بالتعاون مع"جامعة حمدان بن محمد الذكية"، في تأهيل أكثرمن67,000 منتسب خضع للتدريب الإلكتروني، وذلكخلال دورة مجانية بعنوان "كيف تُصبح معلماً عنبُعد في 24 ساعة" التي تم إطلاقها إلكترونياً لرفد الكوادر التدريسية والأكاديمية في مختلف مراحل العملية التعليمية من داخل وخارج الدولة بمهاراتإدارة وتشغيل الفصول الدراسية عبر الإنترنت.
ووجهت الوزارة المدارس الخاصة بضرورة تطبيق نظام التعلم عن بعد، لضمان استمرارية عملية التعلم،وفق الآليات والخطط المعتمدة بالنسبة لها في مثل هكذا ظروف، وفي الوقت ذاته أتاحت للمدارس الراغبة باستخدام منظومة التعلم عن بعد ومنصاتها المتعددة، الخاصة بها، وخصصت لجان وفرق رقابة،ومتابعة للتأكد من سير عملية التعلم عن بعد في المدارس الخاصة.
وتحقيقا لأفضل أداء ومتابعة سير عمليات التعليم عن بعد، جهزت وزارة التربية والتعليم مركزي عمليات متطورين، يتضمنان أنظمة حديثة وشاشات، لمتابعة التعلم من قبل قطاع العمليات المدرسية وذلك لضمان سلاسة التعامل مع موارد تكنولوجيا المعلومات ولضمان تحقيق تواصل فعال بين الطلبة والمعلمين، ولكفاءة العمليات التعليمية دشنت الوزارة مركزعلميات في مبنى المدرسة الإماراتية بأبوظبي وآخرفي معهد تدريب المعلمين بعجمان.
وتتم في المركزين متابعة طريقة التعليم باستخدامآليات الاتصال الحديثة من حاسب وشبكاته ووسائطه المتعددة من صوت وصورة، ورسومات، وآليات بحث،ومكتبات إلكترونية وبوابات الإنترنت عن بعد عبرمجتمعات التعلم الافتراضية بما يضمن سلاسةاستخدام التقنية بجميع أنواعها في إيصال المعلومة للمتعلم بأقصر وقت وأقل جهد وأكبر فائدة.
وتصب جميع الإجراءات المتخذة من قبل الوزارة في مصلحة الطلبة والكوادر التعليمية، وتأتي كخطوة استباقية تتماشى مع المستجدات الخاصة بمواجهة الأزمات والكوارث الطبيعية، وتوفير أقصى معاييرالسلامة العامة في المجتمع المدرسي.
وفي هذا الصدد تم التكفل في تحقيق جميع الخطوات المسبقة، لضمان سير عملية التعلم عن بعد،حيث تم تطبيق هذه المبادرة بشكل تجريبي، وتمت تهيئة الميدان التربوي، من طلبة ومعلمين وإداريين وأولياء أمور لهذه العملية التي أثبتت كفاءتها وفعاليتها ونجاعتها.
ومن جانبه قال حسين إبراهيم الحمادى وزير التربية والتعليم بالإمارات إن مرحلة جديدة من التعليم مستمرة لجموع الطلبة ترتكزعلى التقنية والتعلم الذكي، وأساليب متفردة، تتشابهفيها الأدوار والمسؤوليات والمهام، وما يميزها أنهاتواكب الحداثة في التعليم، وتسخر التكنولوجياوالموارد التعليمية والأكاديمية والالكترونية لخدمة طلبتنا بعيداً عن أي عوائق مكانية أو زمانية تفرضها المستجدات التي قد تحول دون مواصلة عملية التعلم الاعتيادية ضمن الصفوف المدرسية.
وأن منظومة التعلم عن بعد، ثمرة ونتاج سنوات من العمل، لتحقيق قفزات نوعية في النظامالتعليمي بتوجيهات القيادة الرشدة، ترسخت فيها أسس وآليات ومعايير العملية التعليمية، وتوطدت بفضل رؤية تربوية تسعى لأن تكون المدرسة الإماراتية في الطليعة، بما تحويه من بيئات تعلم متنوعة ومميزة وفعالية، وممارسات حديثة تخدم عناصر العملية التعليمية، وتوفر لطلبتنا البيئة الخصبة لمواصلة التعلم مدى الحياة.
وأضاف أن تطبيق التعلم الذكي، في المدارسومؤسسات التعليم العالي، أصبح من الأهمية بمكان،كونه ييسر عملية التعلم امام الطلبة الذين قديواجهون صعوبات معينة، فضلاً عن كونها صمامأمان لاستمرارية التعليم في حال حدوث أيمستجدات، كما حصل مع انتشار فيروس كوروناالمستجد.
ولفت إلى أن فلسفة وزارة التربية والتعليم تستند إلىتحقيق أجندة الدولة المستقبلية ومئويتها 2071،والاستثمار في الممكنات التكنولوجية التي أضحتنهجاً حكومياً ووطنياً لخدمة المجتمع وتحقيق التطور المنشود، وتم توظيف هذه الإمكانيات والمواردفي العملية التعليمية لتكون إضافة نوعية تعززقدرات ومخرجات المدرسة الإماراتية وهذا ما نصبو إليه في ظل تسارع وتيرة التنافسية العالمية التي يشكل التعلم أساساً لها.
وإن عملية التعلم عن بعد تتسق فيرسائلها ومنهجيتها وقيمتها المعرفية والأخلاقية معمنظومة التعليم في المدراس، وهي وسيلة من خلالها نواصل تحقيق أجندة الدولة في التحول نحو اقتصادالمعرفة المستدام، والتي تضع التعليم وتطوره وكفاءاته في المقدمة وعلى رأس الأولويات، لمواصلة مسيرةالتطور والنماء في مختلف المجالات، وبغض النظرعن أي طارئ قد نواجهه.
وأوضح الحمادى أن الفكر الابتكاري والاستشرافي الذي تتمتع به الأمارات بفضل توجيهات القيادة الرشيدةكان له بالغ الأثر في التعامل مع الازمة الراهنة بكلكفاءة واقتدار وهو الامر الذي ساهم في التقليل من الآثار السلبية المترتبة على تفشي فيروس كورونا وهو ما مكننا أيضا من مواصلة أجندة الوزارة وبرامجها بعيدا عن أي مخاوف وبما يضمن سلامةكافة مكونات المجتمع التربوي.
وأكدت جميلة بنت سالم المهيري وزيرة دولة لشؤون التعليم العام أن مبادرة التعلم عن بعد، تجربةرائدة ومتفردة، أولتها الوزارة جل اهتمامها لضمان نجاحها، مشيرة إلى أهميتها في تحقيق توجهات الدولة وأجندتها، الخاصة في بناء نظام تعليميتشكل التكنولوجيا والحلول التقنية أحد أهم مرتكزاته.
وأشارت إلى أن الوزارة كثفت من العمل على إيصال فكرة وآلية تطبيق التعلم عن بعد، للطلبة والمعلمين والإداريين وأولياء الأمور، وفي هذا السياق استفادت من التدريب التخصصي في هذا الجانب، بجانب التنسيق مع المؤسسات التربوية التي قدمت الدعم المتمثل في دورات تخصصية حول أساليب التعلم عن بعد.
وأوضحت أن وزارة التربية والتعليم، شكلتفرق دعم فني وإشرافي تعمل على مدار الساعة منأجل تذليل كافة العقبات التي قد تواجه الطلبة أوالمعلمين خلال تعاملهم مع منظومة التعلم عن بعدوتقديم الدعم اللازم وإجراء الحلول التقنية الكفيلة بإنجاح التجربة.
ودعت الجميع إلى التعاون والالتزام بالتعليمات التيتسهم في تعزيز عملية التعلم عن بعد وتضمننجاحها، وخروجها بصورة مميزة، تنعكس على جودة التعليم، وتحقيق النواتج المعرفية المطلوبة،مؤكدة في هذا الصدد أهمية أن يكون لأولياء الأموردور مهم من خلال متابعة أبنائهم بما يسهم في ضبطإيقاع عملية التعلم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة