تتزايد الانتقادات ضد نظام الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، هذه الانتقادات التي أدت إلى انقسامات داخل حزب العدالة والتنمية الحاكم، في الوقت الذى تتزايد فيه مطالبات المعارضة التركية بالإفراج عن المعتقلين بسبب فيروس كورونا، وفى هذا السياق ذكرت صحيفة زمان، التابعة للمعارضة التركية، أن واقعة جديدة كشفت عن تحكم حزب العدالة والتنمية الحاكم في البلديات التي فاز برئاستها مرشحون من حزب الشعب الجمهوري المعارض، عن طريق مجالس البلديات المكونة في أغلبها من أعضاء في الحزب الحاكم، ودفعهم إلى عرقلة جهود رئيس البلدية، حيث دفعت تدخلات القيادة المركزية لحزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا في مواقف أعضاء مجلس بلدية أنقرة، نائب زعيم كتلة الحزب الحاكم في المجلس، مؤمن آلتون إيشيك إلى تقديم استقالته للتعبير عن استيائه.
كانت القيادة المركزية لحزب العدالة والتنمية رفضت قرارًا وافق عليه أعضاء مجلس بلدية أنقرة بقيادة عمدة البلدية المنتمي لحزب الشعب الجمهوري منصور يافاش، بهدم أبراج توجو (TOGO) المملوكة لرجل أعمال مقرب من حزب العدالة والتنمية الحاكم، ودفعت أعضاء المجلس المنتمين للحزب إلى تغيير موقفهم، وهو ما حمل مؤمن آلتون إيشيك على تقديم استقالته للتعبير عن استيائه.
وبزعامة نائب رئيس حزب العدالة والتنمية المسؤول عن الإدارات المحلية، محمد أوزحسكي، عبرت قيادة الحزب الحاكم عن رفضها قرار الهدف، وتسبب إجبار الحزب للأعضاء مجلس البلدية على التصويت مجددا بالرفض، في تقديم مؤمن آلتون إيشيك استقالته للاحتجاج على تدخل القيادة المركزية في قراراتهم باستمرار.
صحيفة سوزجو التركية قالت إن أوزحسكي، الذي خسر في الانتخابات المحلية الأخيرة لصالح مرشح حزب الشعب الجمهوري، اعترض بشدة على القرارات وقاد حملة لتغيير الوضع ونقلت الصحيفة عن عضو بالعدالة والتنمية، رفض الإفصاح عن اسمه، قوله: لسنا راضين عن قرارات القيادة المركزية. باتت القيادة تتخذ كل قراراتها بغرض عرقلة جهود البلدية فقط ونحن منزعجون من هذا الوضع. استقالة نائب رئيس كتلة أعضاء الحزب بمجلس البلدية جاءت بسبب الضغوط الممارسة عليه.
وقدم عضو الحزب نماذج على القرارات التي عارضتها القيادة المركزية رغم موافقة أعضاء مجلس البلدية عليها، قائلا: “شبكة المياه في بولاتلي قديمة وبالية؛ لذا وافقنا على الحصول على قرض لحل هذه المشكلة، ومن ثم لم نسمح باستخدام القرض بناء على رغبة القيادة المركزية. وكذلك تعاني منطقة جولباشي أيضا من مشكلة مياه. في بادئ الأمر وافقنا على حل هذه المشكلة ثم لاحقا قمنا بتغيير موقفنا”، وبعدما تولى رؤساء البلديات الجدد القادمين من صفوف المعارضة مناصبهم، في أبريل الماضي، كشفوا عن مديونيات كبيرة في ميزانية البلديات، وعمالة زائدة، وإهدار للمال العام ووقائع فساد، مسئول عنها رؤساء البلديات السابقين من حزب العدالة والتنمية.
فيما ذكر موقع تركيا الآن، التابع للمعارضة التركية، أن رواد موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" في تركيا، تداولوا فيديو يظهر فيه المذيع بقناة A-Haber الموالية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إركان تان، شامتًا فيما يحدث حاليًا في الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي من وفيات وإصابات نتيجة فيروس كورونا المستجد، وقال تان بلهجة شامتة خلال الفيديو : لقد انهار الاتحاد الأوروبي.. فهو ليس مركزًا للحضارة المعاصرة وحقوق الإنسان وما إلى ذلك من شعارات؛ بل هو مكان للقتلة والبرابرة وأكلي لحوم البشر وأولئك الذين يخنق بعضهم البعض.. انظروا إلى ما يحدث في الولايات المتحدة الأمريكية؛ فجيشهم الآن في الشوارع».
وأثار الفيديو امتعاض العديد من مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي الشهير الذين أعربوا عن سخطهم من تلك الشماتة الواضحة في وقت يتكاتف فيه جميع دول العالم لمكافحة خطر كورونا الذي يداهم العديد من الدول ويقتل أبنائها بما فيهم تركيا.
فيما دعا رئيس حزب السعادة في تركيا، تمل كرم الله أوغلو، إلى تحقيق المطالب المجتمعية بشأن الإصلاح القضائي في تركيا، في ظل أنباء عن عدم شمول العفو العام المعتقلين السياسيين، مشيرا إلى أن السجون التركية تضم 292 ألف سجين بالرغم من أن طاقتها الاستيعابية 213 ألفًا فقط، مؤكدًا أن الهدف النهائي لا يجب أن يكون تفريغ السجون فقط، وإنما يجب أن يكون تحقيق المطالب المجتمعية.
تصريحات كرم الله أوغلو تأتي في الوقت الحالي في ظل الحديث عن التعديلات بشأن قانون تقليص مدة العقوبات للمسجونين الذي أعيد طرحه بعد تفشي وباء كورونا بهدف تقليص عدد السجناء، موضحًا أن اللجنة القانونية في حزبه تقوم بدراسة الحزمة وتدقيقها، ومؤكدًا ضرورة ألا يخالف قانون العفو مبادئ المساواة المنصوص عليها في دستور الدولة.
وفي ظل انتشار وباء كورونا في تركيا وبلوغ الإصابات نحو 6000، صدرت مناشدات عدة من برلمانيين وحقوقيين بضرورة الإفراج عن المعتقلين في تركيا لمنع إصابتهم بفيروس كورونا الآخذ في الانتشار، وتحول السجون إلى بؤرة لانتشار المرض.
يشار إلى أن السلطات التركية فتحت تحقيقا مع نائب حزب الشعوب الديمقراطي الكردي، وعضو لجنة حقوق الإنسان في البرلمان، عمر فاروق جرجيرلي أوغلو، بسبب حديثه عن وجود حالات إصابة بفيروس كورونا (كوفيد -19) داخل السجون.
عمر فاروق جرجيرلي أوغلو، كان أعلن الأسبوع الماضي أن نتيجة التحليل الذي أجري لأحد المعتقلين يبلغ من العمر 70 عامًا، كشفت إصابته المؤكدة بفيروس كورونا.
النيابة العامة في أنقرة قالت إن تصريحات عمر فاروق جرجيرلي أوغلو، لا أساس لها من الصحة، وأعلنت بدء التحقيق معه بتهمة إثارة الذعر والفزع بين المواطنين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة