من لم يمت بالسيف مات بغيره، تعددت الأسباب والموت واحد، بيت شعر ينطبق على سيدة بسيطة من سكان أوسيم، شمال محافظة الجيزة، دفعها الخوف على أفرد أسرتها من انتشار فيروس كورونا المستجد، خاصة مع متابعتها للقنوات التلفزيونية التى تطالب المواطنين بتطهير المنزل وتعقيمه، ومع إصابة العديد من المواطنين، قررت حماية أفراد أسرتها الصغيرة، المكون من زوجها، "مسعد.م" نجار بسيط بورشة متواضعة بأوسيم، وأطفالها الثلاثة الصغار، "رودينا"، و"حبيبة"، و"محمد".
الثقافة البسيطة للزوجة لم تسعفها فى الحذر من المواد التى ستستخدمها فى تكوين خليط لتعقيم المنزل، فأسرعت لإحضار كمية من الكلور، والخل، وماء النار، ومياه، وأعدت منهم خليطا، وبدأت فى رش أرجاء المنزل لتعقيمه، معتقدة أنها تحارب الفيروس الخفى، ولم تدرى أن مكونات الخليط التى صنعته من شأنه إلحاق الضرر بأسرتها الصغيرة.
عقب رش الزوجة للخليط بدأت مكوناته تؤثر على أفراد الأسرة، وتعرضوا لحالة من التسمم، نتيجة انبعاث رائحة الخليط السام، عقب تناولهم وجبة العشاء، والتى ربما طالتها أيضا آثار الخليط المستخدم فى تعقيم المنزل.
ساءت الحالة الصحية الصحية لأفرد الأسرة، وعلى الفور أسرع أفراد عائلتهم لنقلهم إلى المستشفى، إلا أن الزوجة الأكثر تضررا من الخليط السام، تدهورت حالتها الصحية لتفارق الحياة، بينما تم نقل الزوج إلى مركز السموم فى حالة حرجة، ويتلقى الأطفال الثلاثة العلاج بالمستشفى.
تحريات رجال المباحث بمركز شرطة أوسيم، أكدت عدم وجود شبهة جنائية فى الوفاة، وقررت النيابة التصريح بدفن الجثة، حيث أنهى أفراد أسرتها الإجراءات الخاصة بالدفن، وتسلموا جثمانها وتم تشييع جنازتها، بينما تتوجه دعوات الشفاء للزوج وأطفاله الثلاثة.
شهود عيان أكدوا أنه عقب نقل الضحايا إلى المستشفى، تداولت شائعات عن إصابتهم بفيروس الكورونا، وهو ما آثار حالة من الذعر، إلا أن الحقيقة هى إصابتهم باختناق وتسمم من الخليط الذى أعدته الزوجة لتعقيم المنزل.
أضاف شهود العيان أن حالة الأطفال مستقرة، بينما حالة الأب ما زالت حرجة، ويتلقى العلاج بمركز السموم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة