تختلف العادات والتقاليد دائما من مكان لآخر وخاصة بين سكان البادية وأبناء القبائل المختلفة، ومع ظهور فيروس كورونا المستجد، وظهور إجراءات وقائية عدة لمواجهته، من حيث التطهير والتعقيم، والقرارات الاحترازية التى اتخذتها الحكومة لمنع انتشار الفيروس منها غلق المدارس وتخفيف عدد العاملين بالمصالح الحكومية ومنع الصلاة فى المساجد، كان لقبائل حلايب وشلاتين رأى اخر فى الوقاية من الكورونا.
كان قديما عندما يقع بلاء أو وباء، يقوم أبناء قبائل حلايب وشلاتين، الذين ينتمون لقبائل البشارية ،التى ترجع إلى قبائل البجا، وكذلك قبيلة العبابدة، برفع تلك الوباء أو الكرب من خلال الكرامة، وهى قربان إلى الله من خلال نحر الذبائح، أو بتوزيع الحلوى أو التمر على الناس تقربًا إلى الله وطلبًا للنجاة ورفع الوباء، وكذلك فى حالة الفرح حيث أن الكرامة ليست لرفع الوباء والبلاء والشر فقط، بينما كذلك فى الفرح وعند ولادة مولود جديد وذلك شكراً لله.
أدم سعد الله، أحد أهالى منطقة حلايب وشلاتين، ومن المهتمين بتراث القبائل هناك يقول إن قديماً كانت قبائل البجا وقت حروبهم تقدم القبائل قربانا إلى الله من خلال ذبح الذبائح لينتصرو فى حروبهم، وكانت تلك وصايا رجال الدين لهم فى تلك التوقيت، مضيفا ً أن أبناء قبائل البجا يعتقدون أن الدخان الناتج عن طهى لحم "الكرامة" فى الأودية الجبلية، يدفع البلاء والوباء ويحاربها ويمنع نزولها إلى بلادهم، وأن الدخان والبخار يملأ الأفق بالبركة ويمنع الشر عنهم.
وأضاف سعد الله لـ"اليوم السابع"، أن الكرامة تكون بالذبح، أو توزيع التمر أو الحلوي، حيث ينحر لدرء الشرور و البلاء أو لجلب البركه والرزق، وغالبا تكون بذبح المواشى وهى الأعم والافضل وقد تكون بتوزيع البلح أو الحلوى حسب الحالة الاقتصادية لصاحب الكرامة.
من جانبه قال ابو عبيدة البشاري، أحد شباب البشارية أن أغلب أهالى قبائل حلايب وشلاتين يقومون بالذبح لتطرح البركة فى مواشيه من الأغنام والإبل، أو كذلك فى حالة البدء بعمل جماعى كحفر بئر أو السكن بمنزل جديد أو شراء سياره جديدة.
وأضاف أبو عبيدة أنه يتم تقديم الكرامة، عند العودة من الحاج وكذلك أداء مناسك العمرة أو النجاة من شر كحوادث السيارات أو عودة مريض من رحلة علاج طويله أو فرحا بنزول الأمطار، وكذلك عند المرض، حيث أن الكثير قام بالذبح لدرء شر فيروس كورونا عنه وعن قبيلته وأسرته.
وأوضح ابو عبيده أن اسم الكرامه دائما ما يطلق على اسم وليمة العرس أو مايذبح فى سبوع المولود "سمايه" نسبة لتسمية المولود فى هذا اليوم وعلى مايذبح فى ثالث أيام العزاء للمتوفى.
من جانبه قال الحسن عثمان، أحد شباب قبيلة البشارية ،أنه دائما ما يقوم أصحاب الابل الذى يزيد عددها عن عشرة أو الأغنام الكثيرة يأتى من وقت للآخر على مدار العام فى دعوة الأقارب والاصدقاء وذبح شاه كرامة لله ليبارك له فى آبله او أغنامه.
أضاف عثمان يدعوا الأقارب والأصدقاء بقوله " اليوم عندنا كرامة لله" او يوم كذا لدينا كرامة لله، والبعض يدعو بانها وليمه لله، فيدعوا ابناء قبيلته من الاقربون بجانب الأصدقاء وهكذا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة