توقفت الحياة بشكل غير عادى فى إيطاليا بعد أن انتشر فيروس كورونا فى البلاد، وأدى إلى إصابة حوالى 15113 شخصا، و1016 حالة وفاة، وضرب اقتصاد إيطاليا بعد تدمير نظام الإنتاج والوظائف، مما جعل الحكومة الإيطالية تخصص 25 مليار يورو، فى محاولة لاحتواء الفيروس والقضاء عليه فى أسرع وقت ممكن.
وكان روبرتو جاليتيرى وزير الاقتصاد الإيطالى قد أعلن هذا الأسبوع عن حزمة تحفيز بقيمة 7.5 مليارات يورو لمعالجة تأثير فيروس كورونا على الاقتصاد والنظام الصحى فى البلاد، حيث تعمل إيطاليا على اتخاذ حزمة من الإجراءات لمواجهة التأثير السلبى على الاقتصاد، بعدما احتلت المركز الثالث عالمياً فى حالات الإصابة والوفيات بفيروس كورونا.
وقالت صحيفة "الفاتوكوديديانو" الإيطالية فى تقرير لها نشرته على موقعها الإلكترونى أن الشركات الصغيرة والمتوسطة على وشك الإفلاس فى إيطاليا، خاصة فى قطاع التجزئة والسياحة التى تحتاج إلى إعادة رسملة،فالخطر يرتفع للغاية مع القيود الاحترازية وينبغى اتخاذ تدابير فورية وهيكلية غير تقليدية.
وكان مارلو سانجاللى رئيس الغرفة التجارية بمدينة ميلانو العاصمة الصناعية لإيطاليا والتى كانت بؤرة انطلاق المقاومة الإيطالية فى أربعينيات القرن الماضى قد قال "لا أحد يتذكر حالة الطوارئ من هذا النوع وبهذه الأبعاد التى تجعل من المستحيل التخطيط لما يتوجب فعله فى المستقبل".
وقالت نائبة رئيس اتحاد الصناعيين الإيطاليين (كونفيندوستريا) المكلفة بشؤون التدويل، ليشا ماتيولى "إننا بحاجة إلى سيولة نقدية، كما يجب تعزيز وضمان حصول الشركات على الائتمانات، وبشكل خاص بعد انتهاء هذه الأزمة".فى إشارة إلى حالة الطورائ الناجمة عن تفشى فيروس كورونا.
وأضافت فى مقابلة مع صحيفة "كورييرى ديلا سيرا" أنه "يجب إلغاء الضرائب التى تضمنتها المناورة المالية الأخيرة، أى الضريبة على البلاستيك والسكر،، مطالبةً بزيادة عتبة التعويض بين الديون وأرصدة الإدارة العامة، وتسريع استرداد الضرائب وإعادة النظر بالقواعد المتعلقة بخصم الضرائب على العقود، وكذلك القواعد المتعلقة بالأزمة التجارية".
وأكدت المستثمرة الإيطالية، وهى صاحبة شركة ماتيولى للمجوهرات أيضا "الرفض القاطع لوقف الإنتاج كلياً، مشيرة إلى أن العمل يجرى فى المصنع بتطبيق إجراءات السلامة، وقد أملى خبراء الصحة القواعد التى علينا أن يحترمها رواد الأعمال. لذلك أعتقد أن علينا الاستمرار بالعمل، أن أمكن، بكثافة أقل".
وذكرت ماتيولى أن ما سلف ذكره ضرورى، لأن "إيقاف الإنتاج كاملاً سيكون له وقع مأساوى، مع فقدان الوظائف"،موضحة أن "هيكلنا دقيق، ولا سيما بالنسبة للعديد من الشركات الصغيرة والصغيرة جدًا، والتى يعنى الإغلاق الآن بالنسبة لها عدم إعادة فتحها أبدًا".
وأعلنت السلطات الإيطالية مساء أمس الخميس أن الإصابات بفيروس كورونا المستجد وصلت إلى 15113 حالة، بينما تجاوزت الوفيات حاجز الـ1000، جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفى اليومى لرئيس هيئة الدفاع المدنى، أنجيلو بوريللى، الذى أكد تسجيل 1016 حالة وفاة بعد تسجيل 116 حالة فى يوم واحد.
وأشار بوريللى إلى أن أعمار 98% من المتوفين بسبب كورونا تفوق 69 عامًا، مؤكدًا أن 1258 تعافوا من الوباء.
وقال رئيس إيطاليا سيرجيو ماتاريلا: "إيطاليا تمر بحالة صعبة من خلال تجربتها مع فيروس كورونا، والتى ربما تكون مفيدة لجميع دول الاتحاد الأوروبى، ولذلك نحن نتوقع وجود مبادرات تضامن وعدم وجود أى شيء يعرقل عمل البلد الأوروبى "حسبما قالت وكالة "نوفا" الإيطالية.
وأعلنت وزيرة الداخلية الإيطالية لوتشانا لامورجيزى أن حكومة بلادها على استعداد لفرض تدابير تقييدية على المواطنين أكثر صرامة من أجل التمكن من احتواء انتشار الفيروس.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة