أعلن نائب رئيس الوزراء السابق المستقيل من حزب العدالة والتنمية علي باباجان، الأربعاء، تأسيس حزبه الجديد تحت اسم "حزب الديمقراطية والتقدم" الذى يختصر بـ"حزب الدواء" (DEVA)، كاشفًا الستار عن وعوده، والمبادئ التي يؤمن بها الحزب، والتجديدات التي سيحققها في البلاد.
باباجان أجَّل الإعلان عن تأسيس حزبه أكثر من مرة، ولكن كلمته في المؤتمر الصحفي الذي عقده للتعريف بحزبه الأربعاء، أثار موجة من الجدل بسبب عدم تطرقه إلى كثير من المشكلات الأساسية التي تحتاج إلى حل عاجل في تركيا.
المؤتمر التعريفي بحزب باباجان، كان في فندق وصالة مؤتمرات فندق "بيلكانت" في أنقرة، وهو المكان نفسه الذي عقد فيه المؤتمر التعريفي لحزب "المستقبل" الذي أسسه رئيس الوزراء الأسبق المنشق عن حزب العدالة والتنمية أحمد داوود أوغلو أيضًا.
ومن جانبه قال المعارض التركى "تورجوت أوغلوا" أنه على عكس المتوقع، لم يقدِّم باباجان وعودًا كبيرة أو ثورية راديكالية خلال حديثه عن برنامج حزبه ومبادئه، والذي سيشمل التعليم التمهيدي قبل المدرسة الابتدائية حتى من كان تحت سن 3 سنوات بصورة تدريجية وسيكون مجانيًاً ، و إمكانية عقد اختبارات الالتحاق بالجامعات أكثر من مرة خلال العام الواحد، بدلًا من مرة واحدة خلال العام".
وتابع "أوغلوا" أن بابا جان وعد بفتتح منازل ودور رعاية يمكن لكبار السن المحتاجين للرعاية وللمعاقين الاستفادة منها وتطبيق عقوبات رادعة ومشددة على كل من يلوث البيئة وتطبيق عقوبات مشددة على كافة الأنشطة التي تترك انطباعا في الأذهان بأن العصابات والمافيا تستمد قوتها من الدولة، وتأسيس جيش احترافي، وجعل الأولوية للدبلوماسية في العلاقات الدولية.
وأشار إلى أن تصريحات باباجان اشتملت أيضًا على انتقادات لحزب العدالة والتنية، وخاصة ارتفاع أعداد الدعاوى القضائية المرفوعة بتهمة إهانة رئيس الجمهورية، قائلًا للشباب: "سيكون بإمكانكم التغريد بدون خوف، والإعجاب بالمنشورات التي تروق لكم".
وقال باباجان في كلمته التعريفية بالحزب أيضا: "إن تركيا تفقد قاعدتها دائمًا في كافة المجالات. الشعب التركي خائف وقلق من مستقبله، إن تقييد الحريات يجعل التنفس صعبا على المجتمع. العدالة مكلومة، والديمقراطية مهضومة، والشعب غير قادر على إيصال صوته. سياسة التخويف والترهيب أتعبت وأرهقت الجميع. الناس يعيشون وسط مخاوف من أن يصبحوا عاطلين عن العمل. الظروف المعيشية للمتقاعدين تزداد صعوبة في كل عام عن العام السابق. والمستثمرون لا يمكنهم استشعار غدهم. التعليم لايزال أهم المشكلات التي نواجهها والمنظومة الصحية تشهد تدهورا سريعا. أما المدن فتتحول إلى كتل خرسانية بسرعة كبيرة. لم يعد شيء في يد المواطنين".
وأوضح باباجان أنه في عام 2013، كانت تركيا على وشك مزاحمة الدول ذات الدخل الأعلى، وأن نصيب الفرد من إجمالي الدخل القومي تراجع بنحو 25%، مشيرًا إلى أنه لن يسمح بتنفيذ المشروعات الضخمة التي تضر بطبيعة المدن الكبرى، مثل مدينة إسطنبول، التي يقول أردوغان إنه يقدم فيها للمواطنين "مشروعات كبيرة".
ولكن كان من اللافت أن كلمة باباجان لم تتطرق كثيرًا إلى المشكلات الرئيسية للدولة التركية، منها.
ولم يوضح باباجان هوية وشكل المشروعات التي سيقدمها من أجل حل الأزمة الكردية التي تشغل البلاد في ثلاثين عاما الأخيرة. ولكن باباجان لمَّح من بعيد إلى الأزمة الكردية، موضحًا أنه سيوفر للأكراد حق التعلم بلغتهم، وسيعمل على تعزيز وتقوية الإدارات المحلية في المدن الموجودة في المناطق ذات الأغلبية الكردية. أما عن تنظيمات، مثل حزب العمال الكردستاني الإرهابي، فقد تجنب الكشف عن الطرق التي سيلجأ لها في مواجهته.
وحول الملف السوري أكد بابا جان أن أحد المشكلات الرئيسية التي تعاني منها تركيا في السنوات التسع الأخيرة، هي الازمة السورية الأمر الذي جعل تركيا تجر إلى مستنقع لا يمكنها الخروج منه.
وتابع أن سياسات حزب العدالة والتنمية في التعامل مع الملف السوري زادت من وحدتها أمام المجتمع الدولي، خاصة مع استشهاد نحو 200 عسكري تركي في العمليات العسكرية في سوريا، وكذلك التعاون والعلاقات المقربة التي تقيمها أنقرة مع الجماعات الإرهابية والراديكالية، وكذلك سياساتها التوسعية التي تطبقها في الشمال السوري. أما باباجان فلم يذكر أي شيء عما سيقوم به في الملف السوري وسياسة خروج تركيا من سوريا في المرحلة المقبلة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة