قالت سفتيلانا سوبوفا القائم بأعمال السفارة الروسية بالقاهرة إن الهدف من عام التعاون الانسانى والثقافى 2020 الذى أعلنه الرئيسان عبد الفتاح السيسى وفلاديمير بوتين فى أكتوبر عام 2019 بمدينة سوتشى هو الحفاظ على إرث روابط الصداقة التاريخية والتعاون بين مصر وروسيا ونقله إلى جيل الشباب .
وأضافت سوبوفا- فى حديث لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم الأربعاء، أن الزعمين وقعا في ذلك الوقت على المعاهدة التاريخية للشراكة الشاملة والتعاون الاستراتيجي التي تعد وثيقة أساسية للعلاقات الثنائية ، وتشكل جهودنا المشتركة في تعزيز التبادلات الثقافية والانسانية جزء لا يتجزأ من هذه الوثيقة .
وأفادت بأن العام الانساني يتضمن مجموعة واسعة من الاحداث الثقافية والرياضية والسياحية والتعليمية في مختلف المدن المصرية والروسية .. معربة عن اعتقادها بأن هذه المبادرة تعد فرصة جيدة لمساعدة شعوبنا علي فهم أفضل لبعضنا البعض وبالتالي تعزيز التعاون المصري والروسي في مختلف المجالات .
وأكدت أن العلاقات الثقافية تلعب دورا هاما في سد الفجوات وبناء علاقات صداقة وثيقة بين الشعوب، لأن الثقافة تجعلنا أكثر حكمة وسخاء وتساعدنا علي فهم أفضل لشركائنا وتجعلنا أكثر صدقا وصبرا . مضيفة أن التعاون الثقافي والانساني يعتبر نوعا من الدبلوماسية الناعمة ويمكن أن يصبح التفاهم والصداقة والمحبة كنتيجة للثقافة ، أدوات لتعزيز التعاون السياسي والاقتصادي .
وذكرت سوبوفا أن الحكومة ووزارة الثقافة الروسية توليان اهتماما كبيرا بدعم فعاليات عام التعاون الانساني المصري -الروسي . مؤكدة أنه سيتم تحديد مخصصات مالية من الميزانيات الفيدرالية والاقليمية لتمويل عام التعاون الانساني ؛ وكذلك أبدت بعض الشركات الروسية والمنظمات الثقافية والعلمية الروسية اهتماما بتقديم الدعم المالي للفعاليات الثقافية التي ستقام هذا العام .
وعن أهم مجالات الثقافة الروسية ، قالت سوبوفا إنه من الصعب تحديد مجالات معينة تكون مثار اهتمام الجمهور المصري ،لأن الثقافة الروسية غنية للغاية فهي توحد تقاليد كثير من الناس في بلادنا وتعكس الأحداث التاريخية والسمات الجغرافية . مشيرة إلي شهرة الكتاب الروس المعروفين على نطاق واسع في العالم مثل الأعمال الخالدة لدوستويفسكي وتولستوي وبوشكين ويسينين الموجودة في جميع مكتبات العالم ؛وتم اقتباس روايات مثل الحرب والسلام وآنا كارنينا في أفلام لمخرجين أجانب وقد حازت على اعجاب كبير من الجمهور .
وأضافت أن الباليه الروسي يحظي بشعبية كبيرة في مصر وأصبحت المدرسة الروسية مميزة في هذا المجال ،خاصة العروض الناجحة لبحيرة البجع وكسارة البندق. مشيرة إلي تأسيس مدرسة الباليه في القاهرة عام 1958 بفضل جهود ليونيد لافروفسكي المدير الفني السابق لباليه البولشوي الذي أخذ مجموعة من الراقصين المصريين للتدريب في روسيا لمدة عامين.
ولفتت إلي أنه تم افتتاح تمثال الراقصة الروسية الشهيرة آنا بافلوفا التي قدمت عروضا كثيرة في مصر في 19 فبراير الماضي وذلك بمقر المعهد العالي للباليه التابع لأكاديمية الفنون في مصر .. معربة عن سعادتها بمقابلة كثير من مغنيي الأوبرا وراقصي الباليه الذين درسوا في الاتحاد السوفيتي (السابق) وكان كلهم يتحدثون اللغة الروسية بشكل جيد ويحتفظون بذكريات قلبية لروسيا .
وعن الفعاليات الثقافية في مصر، أفادت سوبوفا بأنه سيتم تنظيم أسبوع السينما الروسية في النصف الثاني لهذا العام ،وكذلك معرض الصور الأرشيفية للفنان الروسي الشهير فاسيلي بولينوف ( 1844-1927 ) في مكتبة الاسكندرية، فضلا عن افتتاح تمثال أول رائد فضاء يوري جاجارين في الهيئة القومية المصرية للاستشعار عن بعد ، كما سيتم تنظيم معرض مشترك للفنانين المصريين تحت عنوان " إلي روسيا مع حبنا " تحت رعاية وزيرة الثقافة بجانب اقامة حفلات وعروض رقص روسية مختلفة .
كما تشارك روسيا ضيف شرف في العديد من الفعاليات مثل مهرجان شرم الشيخ الدولي لمسرح الشباب ومهرجان القاهرة الدولي لمسارح المعاصرة والتجريبية ومهرجان الجونه السينمائي .
وعن الفعاليات الثقافية في روسيا ، قالت سوبوفا إن عدة قنوات تليفزيونية روسية ستقوم بعرض أفلام وبرامج وثائقية عن الثقافة والتاريخ المصري فضلا عن تنظم الجامعات الروسية في كل من موسكو وتامبوف وبينزا وبيلجورود وأوليانوفسك اجتماعات مائدة مستديرة بمشاركة الخبراء المصريين لبحث آفاق التعاون السياسي والاقتصادي والثقافي بين البلدين .
وأضافت أنه من المقرر تنظيم الأسبوع الثقافي المصري في المكتبة الروسية للأدب الأجنبي بعقد سلسلة من المحاضرات عن التاريخ والأدب والحضارة المصرية وبرنامج موسيقي وبرنامج خاص للأطفال، فضلا عن تخصيص بعض المحاضرات عن الأديب البارز نجيب محفوظ الذي يحظي بشعبية كبيرة في روسيا ..كما نخطط لعقد معارض للفنانين المصريين والروس الذين كانوا يعملون في الشرق الأوسط وكذلك مشاركة الطلاب المصريين الذين يدرسون في روسيا في مسابقة الرياضة الطلابية الدولية المقرر عقدها في يونيو القادم بموسكو.
وأردفت قائلة إن المسرح الاكاديمي الروسي في ياروسلافل سوف يستضيف فرقة باليه أوبرا القاهرة لعرض "كسارة البندق" ونخطط لافتتاح تمثال العالم المصري أحمد زويل الفائز بجائزة نوبل في الكيمياء وسيتم تنظيم حفل الافتتاح بهذه المناسبة في جامعة أوليانوفسك الفنية الحكومية في مايو فضلا عن فعاليات أخري سوف يتم الاعلان عنها لاحقا .
وذكرت أن الشعب الروسي يولي اهتماما بالتراث الثقافي وتاريخ وآثار مصر ، حيث يوجد لدينا مجموعة كبيرة من القطع الأثرية في القاعة المصرية بمتحف بوشكين للفنون الجميلة التي تم جمعها من قبل فلاديمير جولنيششيف أحد علماء المصريات الأوائل في روسيا والذي كان ينظم ويرعي العديد من أعمال الحفر والتنقيب في مصر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة