اقرأ مع جواد على.. "المفصل في تاريخ العرب" من هو نزار العربى؟

الثلاثاء، 10 مارس 2020 12:00 ص
اقرأ مع جواد على.. "المفصل في تاريخ العرب" من هو نزار العربى؟ المفصل فى تاريخ العرب
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نواصل مع المفكر العربى الكبير جواد على (1907- 1987) قراءة التاريخ العربى قبل الإسلام وذلك من خلال كتابه المهم "المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام" والذى صدر عام 1969 ومن التكوينات العربية التي توقف عندها الكتاب "قبائل نزار". 
 
يقول "جواد على" ونزار هو جد القبائل "النزارية" المنحدرة على رأى النسابين من نزار بن معد من زوجه "معانة بنت جوشم بن جلهمة"، أو "معانة بنت جهلة" من جرهم، وهو على زعم الأخباريين والد أربعة أولاد، هم: ربيعة، ومضر، وأنمار، وإياد، وهم أجداد قبائل كثيرة فى الوقت نفسه. 
 
 
وقد انتشرت هذه القبائل فى أواسط بلاد العرب وشمالها، وهناك أسطورة رواها المؤرخون والنسابون عن اختصاص كل ولد من أولاد نزار وعن المناطق التى نزلت بها قبائلهم واحتكامهم إلى "الأفعى الجرهمي" أو "أفعى نجران".
 
وقد زعم بعض أصحاب الأخبار أن أم ربيعة وأنمار: "حدالة" "جدالة" بنت وعلان بن جوشم بن جلهمة بن عمرو من جرهم، وأن أم "مضر" "سودة بنت عك"، كما زعم بعض المورخين أن إياد وأنمار هما من أبناء معد. وأما نزار، فقد كان من عقبه البطنان: ربيعة، ومضر.
 
وقد نعتت مضر بـ "الحمراء"، فقيل: "مضر الحمراء"، ونعتت إياد بـ"الشمطاء"، و"البلقاء"، وقيل لربيعة "الفرس"، ولأنمار "الحمار".
 
ويقال للنزاريين "نزارية" و"بنو نزار" و"أبناء نزار". أما التنزر، فالانتساب إلى نزار، ويقال: تنزر الرجل، إذا تشبه بالنزارية، أو أدخل نفسه فيهم. واستعملت "النزارية" فى مقابل "اليمانية" فى أيام الأمويين.
 
ويرى "ليفى ديلافيدا" أن "النزارية" فكرة سياسية نجمت فى العصر الأموى، فى وسط ذلك الصراع الحزبى المعروف، وعلى الأخص بعد معركة "مرج راهط"، وأنها لا تمثل حقيقة تأريخية، فهى لا تعنى رابطة قبائل بالمعنى المفهوم. ومن رأيه أن هذا الموضوع لم يدرس دراسة كافية بعد، وأن المواد اللازمة لدراسته غير متوافرة.
 
 
وقد ذهب أيضا إلى أن أقدم من ذكر اسم "نزار" من الشعراء الجاهليين هو "بشر بن أبى خازم"، و"كعب بن زهير" من الشعراء المخضرمين، ويرى أن "بنى نزار" الواردة فى شعر "حسان بن ثابت" لا تعنى النزارية، أى: أبناء نزار بن معد بن عدنان على نحو ما يذهب إليه أهل الأنساب، بل جماعة أخرى هى من نسل "نزار بن معيص بن عامر بن لؤى" من قريش.
 
ويرى "ليفى ديلافيدا" أيضا أن ما ورد فى شعر "أمية بن أبى الصلت" من شعر، نسب فيه ثقيفًا إلى نزار، وما ورد فى قصة "الأقرع بن حابس التميمى" من ذكر "نزار"، لا يمكن أن يبعث الثقة إلى النفوس ولا الاطمئنان إلى القلوب، بل يظهر أن ما ورد إنما وضع لأغراض واضحة هى على زعمه إلحاق نسب ثقيف بنزار، وقد كان ذلك موضع جدل فى ذلك العهد، وإثبات نسب "بجيلة" وهو نسب كان موضع جدل أيضا.
 
أما أنا، فأرى أن "نزارًا" من القبائل التى كانت معروفة فى القرن الرابع بعد الميلاد، بدليل ورود اسمها فى النص المعروف بـ"نص النمارة" الذى وضع على قبر "امرئ القيس"، ويعود عهده إلى سنة "238" للميلاد، فقد ذكرت فى جملة القبائل التى خضعت لحكمه، ولكن النص لم يتحدث عن نسب نزار ومواضعها فى ذلك الزمن، وفى الجملة: إنها ذكرت مع قبيلة "أسد".
 
وتتألف القبائل النزارية من ربيعة ومضر وإياد وأنمار، على رأى من جعل أنمارًا ابنًا من أبناء نزار. فأما إياد، فقبيلة كانت مواطنها تهامة إلى حدود نجران، ثم انتشرت بسبب حروب وقعت بينها وبين ربيعة ومضر، فارتحل قسم منها إلى العراق، وانضم قسم آخر إلى قضاعة وأقام بالبحرين، وسكن قسم منها فى "وادى بيشة"، وهاجر آخرون إلى بلاد الشام.
 
وقد كانت رئاسة مضر إلى ربيعة فى أيام "كليب بن ربيعة"، المعروف أيضا بـ"كليب وائل"، وقد كانت مضر وربيعة متجاورتين ومتحالفتين، ودليل ذلك اقتران اسم إحداهما بالأخرى، وجعل أهل الأنساب مضر شقيقًا لربيعة غير أن تحاسدًا شديدًا كان يقع بين سادات مضر وسادات ربيعة، وطالما كانت إحداهما تفتخر على الأخرى، وترى أنها أعز مكانةً ونفرًا من شقيقتها، كالذى يحدث بين القبائل.
ويظهر أن الأمر قد اختلط على بعض أهل النسب فى قضية "إياد"، فجعلوا إيادًا ابنًا من أبناء معد، أى: شقيقًا لنزار، وجعلوه ابنا لنزار، فصيروه شقيقا لربيعة ومضر وأنمار، وقد ذكر المسعودى أن إيادا ينسبون إلى القبيل الأكبر، وليست لهم قبائل مشهورة، ويذكر قوم أن ثقيفا من إياد، ويرى فريق أنهم من قيس عيلان.
 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة