ينافس فيلم "نساء صغيرات" للمخرجة الأميركية جريتا جيروج، على عدد من جوائز الأوسكارالتى تعلن الليلة منها أوسكار أفضل سيناريو فيلم مقتبس عن رواية، والفيلم مستوحى من رواية "نساء صغيرات" لـ الكاتبة "لويزا ماى ألكوت" نُشرت على جزأين عامى 1868م و1869م.
وتعد رواية "نساء صغيرات" للكاتبة الأمريكية "لويزا ماى ألكوت" التى عاشت فى الفترة بين (1832 -1888) واحدة من الأعمال الأدبية الخالدة التى عرفت طريقها إلى مكتبات العالم، وكذلك إلى صناعة الدراما خاصة السينما، والرواية نشرت على جزأين عامى 1868م و1869م. وتبع الرواية مسار حياة أخوات عائلة مارش الأربعة اللاتى كن يعشن مع أمهن خلال الحرب الأهلية، وبعد مرض والدهن أصيبت إحداهن بحمى وبدأت العائلة ضائقة مادية، إلى أن تمكنت الأخوات الثلاثة الباقيات من بناء حياة سعيدة لأنفسهن.
تبدأ الرواية بجلوس أخوات عائلة مارش الأربعة ميج وجو وبيث وآيمى فى غرفة معيشتهن ينتحبن على فقرهن، فقررن أن تشترى كل واحدة منهن هدية لنفسها ليضفن بعض البهجة لعيد الميلاد، ثم غيرن رأيهن وقررن شراء هدايا إلى أمهن مارمى، وعادت مارمى إلى المنزل بخطاب من السيد مارش والد الفتيات الذى يؤدى خدمته كقسيس اتحادى فى الحرب الأهلية، حث الخطاب الفتيات على تحمل أعبائهن وألا يشتكين من الفقر.
وفى صباح عيد الميلاد استيقظ الفتيات لتجد كل منهن كتابًا تحت وسادتها ثم شجعتهن الأم على منح إفطارهن إلى عائلة هاميل الفقيرة، وكافأهم جارهم العجوز السيد لورانس على إحسانهم بأن أرسل إليهم مأدبة، ثم تلقت ميج وجو دعوة لحضور حفلة رأس السنة فى منزل صديقتهم ميسورة الحال سالى جاردينر.
وفى الحفلة انعزلت جو فى الحديقة حيث قابلت فتى يعيش مع السيد لورانس يدعى لورى أما ميج فقد لوت كاحلها أثناء الرقص فرافقهما لورى إلى المنزل.
وعندما مرض لورى قامت جو بزيارته وقابلت جده السيد لورانس الذى أعجب بشجاعتها وأصبحا صديقين، وتلا ذلك أن قابل السيد لورانس الأخوات الأربعة وأصبحت بيث هى المفضلة لديه فمنحها البيانو الخاص بحفيدته المتوفية.
ثم واجه الفتيات مغامرات متنوعة فقد سحبت السيدة مارش ابنتها آيمى من المدرسة بعد أن ضربها أحد المدرسين عقابًا لها على فعل خاطئ قامت به، ثم رفضت جو أن تأخذ آيمى بصحبتها إلى المسرح فثأرت منها آيمى بأن أحرقت مخطوطتها، فغضبت منها جو غضبًا شديدًا وكادت أن تدعها تغرق أثناء تزلجهما على الجليد.
وحضرت الجميلة ميج حفلة صديقتها بعد أن سمحت للفتيات أن يلبسوها ملابس راقية، ولكنها أدركت أن المظهر ليس كل شيء، وتناهى إلى سمعها فى الحفلة شائعات تفيد بأن الناس يعتقدون أنها تنوى أن تتزوج لورى من أجل أمواله.
وفى الربيع قامت جو بتهريب لورى داخل أحد اجتماعات نادى بيكويك الذى كونته عائلة مارش ثم أصبح عضوًا فيه، وفى بداية شهر يونيو قررت عائلة مارش أن تهمل أعمالها المنزلية كما أخذت مارمى يومًا عطلة هى الأخرى، وذات يوم استضاف لورى أصحابه البريطانيين فخرجت عائلة مارش فى نزهة معهم، واستمرت الأحداث الطيبة فنشرت جو أول قصة لها.
إلى أن تلقت العائلة ذات يوم برقية تفيد بأن السيد مارش مريض فى مستشفى بواشنطن فقررت مارمى أن تذهب لتعتنى به وحتى يوفرن ثمن الرحلة فقامت جو ببيع شعرها، ونشأت الفوضى فى غياب مارمى حيث أهملت الفتيات مهامهن مرة أخرى، فقط بيث كانت تذهب لزيارة عائلة هاميل الفقيرة ولكنها أصيبت بعدوى منهم خلال إحدى زياراتها، وتأرجحت بيث على حافة الموت حتى قدوم مارمى.
وفى أثناء ذلك كانت آيمى تقضى الوقت فى منزل عمتها حتى تتجنب الإصابة بالعدوى، ثم تعافت بيث إلى حد ما، ووقع مُعلم لورى الذى يدعى السيد بروك فى غرام ميج وعقدت خطبتهما.
وعاد السيد مارش من الحرب وتزوجت ميج وانتقلت للعيش فى منزلها الجديد مع السيد بروك وبذلت جهدًا كبيرًا لتقوم على حاجيات ومهام منزلها الجديد، ثم حظيت بتوأم يدعيان ديمى ودايزي.
وفى هذه الأثناء نشرت جو روايتها، أما آيمى فقد سنحت لها الفرصة للسفر إلى باريس بدلًا من جو -التى كانت تنوى السفر- لأن عمتهما كانت تفضل رفقة آيمى وأسلوبها الأنثوى الأنيق.
بدأت جو تعتقد أن بيث تحب لورى سرًا فقررت أن تنتقل إلى نيويورك لتهرب من عاطفة لورى نحوها وتعطى بيث الفرصة لتفوز بقلب لورى، وفى نيويورك قابلت جو البروفيسور بيير وهو مدرس لغة ألمانية فقير الذى حثها على عدم كتابة قصص الإثارة فاتبعت جو نصيحته وبدأت أسلوب أدبى أكثر بساطة.
وعندما عادت جو للمنزل تقدم لورى لطلب يدها للزواج لكنها رفضته، ثم بعد ذلك بفترة ماتت بيث، سافر لورى إلى فرنسا حيث قابل آيمى هناك ووقعا فى غرام بعضهما ثم تزوجا وعادا للوطن، أما جو فتزوجت البروفيسور بيير بعد ذلك بعام.
حظى آيمى ولورى بطفلة سمياها بيث، وورثت جو منزل عمتها الذى حولته إلى مدرسة داخلية للأولاد، وانتهت الرواية بجمع شمل العائلة فى سعادة حيث كانت كل أخت ممتنة على ما حظيت به من النعم، كما كنَّ ممتنات على وجودهن بجانب بعضهن البعض.
أما المؤلفة لويزا ماى ألكوت فهى كاتبة أمريكية شهيرة وُلدت عام 1832م فى جيرمانتاون، بنسلفانيا. اشتهرت بدعوتها لتحريم العبودية، ودفاعها عن حقوق المرأة. تطوعت للعمل كممرضة عندما اندلعت الحرب الأهلية الأمريكية.
من أشهر أعمالها رواية "نساء صغيرات" التى نُشرت عام 1868م والتى ترتكز إلى حد ما على طفولتها هى وشقيقاتها الثلاث، وتوفت عام 1888م، من أعمالها الإرث وفتاة قديمة الطراز وكتاب ويل العجيب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة