تحويل كل القيم الانسانية الي دين واحكام وشريعة ... أفقد العقول والفكر الجمعي قيمة تلك القيم ... واحتلت كلمة حرام جزاء كبيرا من حياتنا حتي انها أصبحت الأساس والقاعدة ...
الخطأ ...الكذب ...الأمانة ... إتقان العمل ...
كل تلك الصفات تم ربطها بالدين وسلسلة من العنعنة في فقه لا تنتهي شروحه وأبوابه في كتب
بل مجلدات
تتوعد بالقتل والحرق وصنوف من العذاب والتي يُقهر بها البشر ...
تأتي تلك العقوبات بالغيب ويضع الفقهاء أمامها بابً يرتكن اليه الكاذب والمخطئ وكل من ضرب بعرض الحائط القيم الانسانية تلك ،
بابً مفتوحا علي مصراعيه مستغلين آيات القرآن في ان الله يغفر الذنوب جميعاً استغلالا كارثيًا لا يمت الي الدين بصلة ...
افعل ماشئت واذهب واستغفر ...
اقرأ سور بعينها يوم الجمعة.. أدعية تذاع في كل مكان تحاصرنا في كل وسائل الاعلام السمعية والبصرية وتنتشر بغزارة علي صفحات السوشيال ميديا وأدوات البحث الالكتروني ...
افعل ما شئت واذهب لآداء العمرة ...
او ارجع وكأنك ولدت دون ذنوب او اخطاء حين تحج الي بيت الله الحرام...
ولن أتطرق في مقالي هذا الي تشريح أفكار الفقه والتي ترتكن الي كتب التراث منذ ١٤٠٠ سنه ألفها بشر في ظروف معينة وعصور مختلفة وبعيدة كل البعد عن واقعنا الان ..
فقط اذكر ان الأصل في الدين الحلال والمحرمات مذكورة نصًا في القرآن وبوفاة الرسول وانتهاء الدعوة وختام القرآن قد اغلق باب التحريم
أصبح الناس مسلوبي العقل والإرادة امام زخم الفتاوي فراح الضمير في سبات عميق ليحل محله افعل ولا تفعل بمرجعية الفتاوي.
تلاشي جلال الصفات الحسنة فينشأ الطفل ويتربي علي المقولة المعروفة
"اللي يكذب ربنا يوديه النار" هكذا يتم وأد الضمير في عقول الصغار ويحل محله الرعب والخوف من العقوبة الإلاهية ،
وتختفي معه القدوة الحسنة ليكون فقط مرجعيتها ما كان يحدث حرفيا منذ قرون ، والمصدر كتب التراث والتي تحتوي علي آلاف من الأحاديث الضعيفة والموضوعة
الضمير الذي ينمو في النفس البشرية منذ الصغر مثله مثل أعضاء الجسم يحتاج الي الرعاية والتهذيب والتوجيه والقدوة بعيداً عن الترهيب والوعيد بصنوف العذاب.. حتي لا ينشأ مكبلًا تابعًا ينتظر دائما الفتاوي ويفقد حتي تحمل المسئولية فيما يقترف من خطأ منتظراً الشيوخ للتعذير.
وهنا اقول لست من منكري السنة ولا اشجع البعد عن الله ورسوله ولكن ما أردت قوله ان الاديان جميعها جاءت إلينا لإعلاء القيم الانسانية بوازع الضمير والحرية في الاختيار دون شيوخ وفتاوي .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة