أعلنت اللجنة الوطنية للانتخابات الإيرانية النتائج النهائية للانتخابات التشريعية التي أجريت الجمعة الماضية، وأظهرت النتائج هيمنة التيار المحافظ والأصوليين على 80% من مقاعد البرلمان (290 مقعدا) في الدورة الـ11 الجديدة، واستحوذ المتشددين على مقاعد العاصمة طهران بشكل كامل والبالغ عددها 30 مقعدا.
وبذلك يكون قد انتزع المتشددون، من قبضة التيار الإصلاحي والمعتدل مقاعد العاصمة التي سيطرت عليها كتلة الأمل الاصلاحية في السنوات الـ 4 الماضية، لكنها خيبت آمال الإيرانيين وخسرت رصيدها الاجتماعى بسبب عدم تحقيق وعودها للإيرانيين من الإصلاحات أو الانفتاح على العالم، واستبعد مجلس صيانة الدستور آلاف من المرشحين الإصلاحيين وتسبب في استياء في هذا المعسكر.
وأشارت تقارير إلى استحواذ المحافظين على أكثر من 200 مقعد، في حين حصل الإصلاحيين على 17 مقعدا فقط، والمستقلين 7.
وتصدرت قائمة المحافظين في طهران، المتشدد محمد باقر قاليباف عمدة طهران الأسبق والجنرال السابق بالحرس الثورى والمرشح المنسحب من الانتخابات الرئاسية 2017، ومصطفى مير سليم وهو أيضا مرشح خاسر في انتخابات 2017 الرئاسية ويتزعم حزب مؤتلفة الاسلامى، ومرتضى أقاتهرانى زعيم جبهة الصمود المتشددة.
بدوره اعلن وزير الداخلية الايراني عبد الرضا رحماني فضلي خلال مؤتمر صحفي، الاحد أن نسبة المشاركة في الانتخابات التشريعية بلغت 42,5%، وبلغت أصوات الناخبين في العاصمة طهران التي جرت أول 2 مليون و 539 ألف صوت، وهذه أقل نسبة مشاركة في الاقتراع منذ الثورة عام 1979.
وقال فضلي إن أكثر من 24 مليونا أدلوا بأصواتهم يوم الجمعة من بين 58 مليونا يحق لهم التصويت في الانتخابات، وبلغت نسبة مشاركة المرأة في 48% فيما بلغت نسبة مشاركة الرجال 52%.
بعد حصولهم الأغلبية.. صراعات الاصوليين في إيران تتفجر على رئاسة البرلمان
وبعد حصولهم على الأغلبية، رأت صحيفة آرمان الإصلاحية، أن الصراع بين الأصوليين بدأ تتفجر على مقعد رئاسة البرلمان، وذلك بعد أن أصبحت السلطة التشرعية أصولية بامتياز، مع انخفاض حصة التيار الاصلاحى.ورشحت الصحيفة 3 أسماء لن يخرج الصراع عن دائرتهم، وهم محمد باقر قاليباف عمدة طهران ومرتضى اقاتهرانى، فضلا عن سيد مصطفى ميرسليم.
وفى سياق متصل، علقت صحيفة كيهان المتشددة المقربة من المرشد الأعلى على نتيجة الانتخابات التشريعية، قائلة "فوز المرشحين المناهضين لأمريكا صفعة جديدة على وجه ترامب"، وزعمت الصحيفة ان الشعب الايرانى رفض أهلية الإصلاحيين في هذه الانتخابات.
في غضون ذلك، شكر المرشد الإيراني، الشعب على تألقه في الانتخابات وإفشاله "مخططات الأعداء" وقال خامنئي الأحد: "الأعداء في الأشهر الماضية سعوا لخلق أجواء سلبية لمنع المشاركة في الانتخابات، كما استخدموا انتشار كورونا كذريعة .. أشكر الشعب الإيراني على المشاركة الواسعة في الانتخابات البرلمانية، رغم الدعايات المغرضة للأعداء .. لقد شاءت إرادة الله لهذا الشعب أن ينتصر".
وتابع خامنئي قائلا: "لقد بدأت الدعاية السلبية قبل بضعة أشهر ضد مشاركة الشعب في الانتخابات، وازدادت مع اقتراب موعد الانتخابات، وخاصة في اليومين الأخيرين، تحت ذريعة مرض وفيروس ما، لم تفوت وسائل الإعلام التابعة للعدو أدنى فرصة لثني الناس عن التصويت".
وعبر خامنئي عن اعتقاده بأن "عداء أعداء الشعب الإيراني لا يقتصر على المجالات الاقتصادية والثقافية والدينية، بل إنهم يعارضون حتى انتخابات الشعب الإيراني".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة